النكبة

بعد 74 عامًا من النكبة.. فلسطينيو الـ48: هويتنا اليوم أوضح ما يكون

كيف أصبح حال الفلسطينيين بأراضي48 بعد 74 عامًا على النكبة؟


  • الأحد 15 مايو ,2022
بعد 74 عامًا من النكبة.. فلسطينيو الـ48: هويتنا اليوم أوضح ما يكون

تمر اليوم الأحد الذكرى الـ 74 لنكبة الشعب الفلسطيني التي تسببت بها العصابات الصهيونية فقتلت الآلاف وشرد مئات الآلاف ودمرت مئات القرى الفلسطينية وقامت دولة "إسرائيل" على أنقاض المدن والقرى الفلسطينية المهجرة، فيما انتهجت السلطات سياسة الأسرلة تجاه من تبقى من الفلسطينيين في مدنهم وقراهم في أراضي48، فكيف أصبح حالهم بعد 74 عامًا على النكبة؟

 

الفلسطينيون بعد النكبة..

ويقول عضو المكتب السياسي لحركة أبناء البلد لؤي خطيب لـ الجرمق: "ما يعطي بصيص أمل اليوم هو أن الفلسطينيين في الداخل وبعد 74 عامًا على النكبة وتشريدهم ومحاولة أسرلتهم هم لا يزالون يحملون الهوية الفلسطينية، الفلسطينيون في الداخل يشعرون بعمق انتمائهم لهويتهم، والفلسطيني في الداخل يتضامن مع نفسه ويكون جزء من الحالة الفلسطينية على عكس ما أرادت إسرائيل على مدار 74 عامًا عبر مشاريع الأسرلة".

ويردف، "الفلسطينيون في الداخل نراهم اليوم بالآلاف يحيون ذكرى يوم النكبة الذي يصادف يوم استقلال هذا الكيان، والأكيد أن الفلسطيني لم ينسى أرضه حتى بعد مرور 74 عامًا، ورغم القرى المهجرة التي يعيش أصحابها اليوم في مخيمات اللجوء لكن الفلسطينيون في الداخل تبقى منهم 20 ألف على أرضه وهو رقم ضخم بالنسبة لدولة الكيان".

ويشير خطيب إلى أن مركز أبحاث إسرائيلي ذكر في تقرير له ولأول مرة أنه بعد مرور 74 عامًا الفلسطينيين أكثر من اليهود في فلسطين، ويتابع، "هذا التقرير يتحدث عن كل فلسطين من البحر إلى النهر، الأغلبية فلسطينية، الفلسطينيون في الداخل يؤمنون اليوم أكثر بالعودة وحلم عودة اللاجئين أصبح أكثر واقعي وأكثر ملموس ومحسوس، وهذا الشعور بدأنا نشتم رائحته".

ويقول: "إسرائيل اليوم متقدمة أكثر بمشاريعها العمرانية وتحاول مصادرة ما تبقى من فلسطين لكنها تدرك جيدًا أن ما فعلته خلال 74 عامًا لن يمر، وهناك بدايات أخرى لعلاقات الفلسطينيين بالداخل مع الدولة، خلال الـ 20 عامًا الأخيرة، نعم تم بث الأوهام بين الفلسطينيين بأن هناك مشاريع سلام وأن هناك محاولة لإقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة الكيان، لكن هذا المشروع أسقطته إسرائيل وسط أطماعها و أطماع المستوطنين، وأصبح واضحًا أن مشروع الدولتين أسقط". 

ويضيف خطيب، "اليوم وبعد 74 عامًا على النكبة بات يوجد جو آخر، يوجد شيء يتحقق وتابهات تنكشف، يوجد أمور نشعر بها لأول مرة، ومنها أن إسرائيل هي جسم واهي، واليوم نسبة اليهود الذين يتركون البلاد أكثر من نسبة القادمين وهذا لأنهم أصبحوا يشعرون أن هذه محطة آنية لهم وأنهم لن يبقوا، والفلسطينيون أصبحوا رقم أصعب من السابق وهم اليوم ليسوا الطرف الضعيف".

ويؤكد لؤي خطيب على أن أحدث هبة الكرامة مايو/ أيار 2021 كان لها أثر في الشعور بأن الفلسطيني أصبح هو الطرف الأقوى، قائلًا: "يوجد معارك عند الشعوب تشكل محطة أساسية بالتغيير والوعي، معركة سيف القدس الأخيرة هي معركة بدأت تؤسس لحالة جديدة، بعد سيف القدس والمعادلات التي تم فرضها والتهديد الواضح لإسرائيل والمباشر بدأت تتغير علاقتنا بهذه الدولة".

ويضيف، "الأيام المقبلة تحمل الكثير من بشائر الخير والانتصارات للشعب الفلسطيني، فترة تبعثر الشعب الفلسطيني انتهت، وهو اليوم يتصرف كشعب واحد بغض النظر عن منصور عباس ومحمود عباس، الشعب الفلسطيني رغم محاولات التجزئة يتصرف كشعب واحد".

ويقول الصحافي والناشط من مدينة حيفا رشاد عمري في حديثٍ مع الجرمق: "كان هناك محاولات لتغييب الفلسطيني عن واقعة من بعض الأحزاب والقيادات، لكن المهم اليوم هو أنه قبل أكثر من 25 عامًا عندما بدأت مسيرات العودة كان يشارك العشرات فيها، لكن اليوم يشارك في مسيرات العودة آلاف وعشرات الآلاف من الفلسطينيين".

ويؤكد عمري على أن دور الفلسطينيين اليوم هو إبقاء القضية الفلسطينية والنكبة والأحداث التي مر بها الفلسطينيون في الذاكرة، مضيفًا، "يجب أن نذكر بنكبتنا وبحقنا، علينا أن نتذكر دائمًا ونذكر بأننا أصحاب هذه البيوت والبلاد والأرضي".

ويتابع، "يوجد منازل في حيفا مغلقة حتى اليوم، البيوت لا تزال تنتظر أهلها مثل حي وادي الصليب مثلًا منازله مغلقة، يوجد محاولات لتغيير الطابع العام للأحياء في حيفا لكن الكثير من البيوت مغلقة كما تركها أصحابها، وهذا مهم جدًا والأهم أيضًا هو أن تنتقل قضية النكبة من جيل إلى جيل وأن تحمل هذه الأجيال معاناة هذا الشعب".

ماذا يملك الفلسطينيون؟

وتقول مخططة المدن لمى شحادة في حديثٍ سابق لـ الجرمق إن الفلسطينيين بأراضي48 يملكون 3% من مساحات الأراضي الخاصة بهم، ومنها 2.5% تقع داخل مسطحات المجالس المحلية الفلسطينية في الـ 48 مشيرةً إلى أن هناك جزء من الـ 2.5% لا يستطيع الفلسطيني البناء عليها وهي تلك الأراضي التي لم تدخل المسطحات التابعة للمجالس أو دخلتها ولكن خصصت للزراعة أو أي أمر غير السكن.

استهداف الـ 3% بأراضي48..

ويقول عضو المكتب السياسي لحركة أبناء البلدة لؤي خطيب في حديثٍ مع الجرمق: "اليوم وبعد 74 عامًا على النكبة الفلسطينيون في الداخل يملكون أقل من 3% من فلسطين التاريخية، والمشاريع لمصادرة الـ 3% من أراضي48 مستمرة، وإسرائيل تحاول مصادرة هذه النسبة، هذه الدولة الإستعمارية لم تكتفي بتشريد الفلسطيني من أرضه إنما تريد أن تأتي على كل الأرض الفلسطينية وتمتلكها كلها".

وتلفت لمى شحادة إلى أن هناك استهداف دائم لـ 3% التي يملكها الفلسطينيون بأراضي48، حيث تسمح الدولة عبر قانون سنته بمصادرة الأراضي لصالح أي ملك عام كالشوارع والمشاريع العامة كالقطارات ومحطات الكهرباء، قائلةً إن هذا القانون يسمح بالمصادرة التي لا تمس سوى الفلسطينيين وأراضيهم.

وتؤكد على أن المصادرة لا تحدث أصلًا في البلدات اليهودية وذلك لأنها قائمة على ملك عام “للدولة” حيث تملك "إسرائيل" 95% من الأراضي منها ما تملكه شركات حكومية إسرائيلية ومنها ما تملكه الدولة نفسها ولها حرية التصرف فيه.

وتتابع أنه حتى الـ 95% هي أراضي فلسطينيين بأراضي48 لا يملكون أوراقًا ثبوتية حولها، حيث أصبحت تابعة للحكومة الإسرائيلية بعد ذلك، مؤكدة على أن الحكومة لم تستطع مصادرة الـ3% التي بقيت بحوزة الفلسطينيين عام 1948 وتحاول الآن السيطرة عليها عبر قانونها لوضع حدود مصطنعة بين البلدات الفلسطينية واليهودية.

وتقول إنه دائمًا هناك مخطط يتم تمريره على طرف أي مدينة أو بلدة فلسطينية، كمخطط شارع أو قطار، والذي يفيد بالأساس البلدات اليهودية فقط ولكنه يمر من الأراضي الفلسطينية، مشيرةً إلى أن أحد هذه المشاريع هو مشروع شارع 6، الذي قسم منطقة المثلث وقطع أراضي الفلسطينيين، ويريد حاليًا قطع أراضي الفلسطينيين في الشمال بين شفاعمرو وعكا.

وتوضح أن المشاريع الإسرائيلية تفيد البلدات اليهودية فقط فلماذا تمر بأرضٍ فلسطينية؟، وتتابع بأن نسبة الاقتطاع والمصادرة في بعض الأحيان قد تصل إلى 100%، وبالتالي يتم الاستيلاء على الأرض كاملة لصالح المشروع العام الذي تريد “الدولة” تمريره.

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر