هبة الكرامة

عامُ على هبة الكرامة..القصة كاملة من البداية حتى الآن

  تمر في هذه الأيام الذكرى السنوية الأولى لاندلاع هبة الكرامة في أراضي الـ48 والتي تزامنت مع العدوان الإسرائيلي على


  • الثلاثاء 10 مايو ,2022
عامُ على هبة الكرامة..القصة كاملة من البداية حتى الآن


 

تمر في هذه الأيام الذكرى السنوية الأولى لاندلاع هبة الكرامة في أراضي الـ48 والتي تزامنت مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2021 ومحاولات إخلاء عائلات فلسطينية في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك عام 2021.

 

وبدأت الأوضاع في المدن والبلدات الفلسطينية في أراضي الـ48 بالاشتعال بعد 5 من أيار/مايو 2021، حيث خرج مئات الفلسطينيين في مدن أم الفحم والناصرة وعكا وحيفا ويافا واللد والرملة وغيرها نصرة لحي الشيخ جراح والمسجد الأقصى وذلك بعد قيام مئات الجنود من شرطة الاحتلال باقتحام احرم القدسي والاعتداء على المصلين يومي 25 و28 من رمضان الماضي، وكذلك نصرة لأهالي حي الشيخ جراح الذين هددتهم السلطات الإسرائيلية حينها بإخراجهم من منازلهم عنوة.

 

وخرج الفلسطينيون بـ أراضي الـ48 في وقفات ومسيرات احتجاجية ردًا على التنكيل بالفلسطينيين في أماكن تواجدهم وإسنادًا لـ القدس والشيخ جراح وغزة.

 

وقوبلت احتجاجات الفلسطينيين في أراضي الـ48 بالقمع والتنكيل، حيث قمعت القوات الإسرائيلية المتظاهرين والمحتجين وأصابت العشرات منهم خلال التظاهرات، إذ تسبب بعض الإصابات بإعاقات دائمة للمصابين.


 

ليلة دامية..اللد

 

واقتحم خلال هبة الكرامة مئات المستوطنين مدينة اللد وبدأوا بتخريب ممتلكات أهلها والاعتداء على مركباتهم، وذلك بالتزامن مع  خروج الفلسطينيين في مظاهرات نصرة للقدس والأقصى والشيخ جراح وللتصدي لعمليات التنكيل بهم من قبل جماعات المستوطنين التي اقتحمت المدينة.

 

وخلال تظاهرة في اللد، أطلق مستوطن إسرائيلي النار تجاه الشاب موسى خالد حسونة في 10 من أيار ما أدى لاستشهاده على الفور، حيث وقعت جريمة اغتيال الشاب حسونة خلال تظاهرة نصرة للمعتصمين في الشيخ جراح والقدس والتي تعرضت للقمع من قبل الشرطة الإسرائيلية ومن ثم تحولت التظاهرة لمواجهة مع قوات الشرطة والمستوطنين.

 

وتصاعدت الأحداث في مدينة اللد، بعد تشييع جنازة الشهيد موسى حسونة في 11 من مايو، واشتدت في اليوم التالي حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو حالة الطوارئ في اللد، بعد أن شهدت مواجهات عنيفة بين القوات الإسرائيلية والمستوطنين من جهة والفلسطينيين من جهة أخرى.

 

وغرّد نتنياهو على تويتر حينها قائلاً: "أعلنّا فورًا عن حالة طوارئ خاصة في اللد"، حيث استدعت الشرطة الإسرائيلية قوات من حرس الحدود التي تعمل بالضفة الغربية للمدن الساحلية "المختلطة".

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن مواجهات عنيفة في اللد، كما أشارت إلى إخلاء عدد من المستوطنين لمنازلهم، "ومهاجمة مطعم وفندق وإحراق عشرات السيارات للمستوطنين في شارع رئيسي في المدينة".

كما تصاعدت المواجهة في باقي المدن الساحلية خلال أحداث هبة الكرامة ومن بينها مدينة عكا، حيث شهدت المدينة حينها مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين والمستوطنين.

 كما قمعت القوات الإسرائيلية الفلسطينيين في عكا آنذاك حيث اعتلت القناصة أسطح المنازل في البلدة القديمة بعكا وأطلقت النار تجاههم وأصابت حينها عددًا من الشبان، بينهم الشاب مصطفى المصري الذي أستأصل كليته بعد إصابته في رصاصة في البطن ولا يزال يقبع في السجن حتى الآن.

وأسفرت الاحتجاجات في مدينة عكا عن إحراق مطعم وفندق الأفندي، كما اعتقلت القوات الإسرائيلية حينها ما يزيد عن 200 معتقل لا يزال يقبع 20 شابًا منهم حتى الآن في السجون الإسرائيلية بتهم مختلفة.

وفي ذات الوقت تصاعدت المواجهات في مدن حيفا والرملة ويافا، وطمرة وطوبا الزنغرية وأم الفحم والناصرة وزلفة والنقب، حيث نفذت القوات الإسرائيلية في هذه المدن والبلدات حملات اعتقال بحق الفلسطينيين، بينهم قاصرين.

وخلال احتجاجات الفلسطينيين في الـ48 نصرة للقدس والأقصى دخلت غزة على خط المواجهة، حيث شن الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا على قطاع غزة وذلك بعد تهديد الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس الاحتلال بكف يديه عن المسجد الأقصى المبارك وأهالي حي الشيخ جراح، إذ أطلقت المقاومة الفلسطينية من غزة رشقة صاروخية في مساء 10 من مايو/أيار 2021، وبالتالي استمرت احتجاجات الفلسطينيين في الـ48 خلال تلك الأيام نصرة للقدس وغزة ورفضًا للعدوان الإسرائيلي عليها.

أم الفحم..وداع الشهيد الطالب

وفي 12 من مايو/ أيار الماضي، أثناء احتجاجات الفلسطينيين على الاعتداءات بحق القدس والأقصى والشيخ جراح وغزة، أطلقت قوات الشرطة الإسرائيلية النار تجاه شبان من مدينة أم الفحم بالقرب من مفرق "ميعامي" وأسفرت حينها عن إصابة الشاب محمد كيوان برصاصة في الرأس.

واستشهد بعد حوالي أسبوع الشاب محمد كيوان البالغ من العمر حينها 17 عامًا متأثرًا بجراحه التي أصيب بها بعد إطلاق النار عليه، كما اعتقلت قوة من الشرطة الإسرائيلية صديقيّ الشهيد محمد كيوان.

وشارك في تشييع جنازة الشاب محمد كيوان آلاف الفلسطينيين من أراضي الـ48، حيث خرجت جنازة مهيبة من منزله وجابت شوارع أم الفحم، ورفع المشيعون خلالها الأعلام الفلسطينية وهتفوا هتافات ثورية، منها، "بالروح بالدم نفيدك يا فلسطين، قولوا لكلاب الشاباك ما بنهاب الاشتبالك، يا وطن يا حبيب يا بو تراب الطيب، يا أم الشهيد نيالك يا ريت أمي بدالك".

ورثى أهالي أم الفحم الشاب محمد كيوان الذي كان يتجهز لتقديم امتحانات "الثانوية العامة" تحضيرًا لمرحلة دراسية جديدة في حياته، في حين أكدت عائلته آنذاك أنها ستلاحق المؤسسة الإسرائيلية في المحاكم الدولية لإجبارها على الاعتراف بجريمة قتل الشاب كيوان.

معتقلو هبة الكرامة

واعتقلت القوات الإسرائيلية خلال أحداث هبة الكرامة ما يقارب 5000 فلسطيني من مختلف أراضي الـ48، تركزت في المدن الساحلية، حيث اعتقلت القوات الإسرائيلية ما يزيد عن 400 شاب من اللد وعكا فقط.

وكانت القوات الإسرائيلية تعتقل الشبان والفتيات الفلسطينيين خلال مشاركتهم في الاحتجاجات لنصرة القدس والأقصى وغزة وتحتجزهم في محطات الشرطة وتقوم بالتحقيق معهم، حيث شهدت مناطق الاحتجاج اعتقالات وحشية وتنكيل بالشبان والفتيات وقمع بقنابل الصوت والغاز وملاحقة ومنع من لقاء المحامي أو تقديم استشارة قانونية.

وبرزت خلال هبة الكرامة ظاهرة المحامين المتطوعين الذين عملوا خلال الهبة على تقديم استشارات قانونية للموقوفين والمعتقلين وتمثيلهم أمام المحاكم الإسرائيلية، كما أقيمت حملات فردية وجماعية لإسناد عائلات معتقلي هبة الكرامة.

 

معتقلو اللد

 

واعتقلت القوات الإسرائيلية خلال هبة الكرامة ما يزيد عن 250 شابًا من مدينة اللد ووجهت لهم تهمًا خطيرة كالقتل أو الشروع به حتى الأقل خطورة وهي التحريض وإلقاء الحجارة بحسب محامين.

 

ومن بين التهم التي وجهت لمعتقلي اللد، تهمة حيازة سلاح وإلقاء زجاجات حارقة وإطلاق نار للاعتداء على مستوطنين على خلفية قومية، والتخطيط وتنفيذ وتصنيع وإلقاء جماعي لزجاجات حارقة لقتل مستوطنين أي شروع بالقتل بحسب محامين.

 

كما وجهت لهم تهم حرق محطة شرطة وحرق علم “إسرائيل” وإغلاق شارع والتهجم على الشرطة الإسرائيلية، وطعن مستوطن وإصابته إصابة بليغة.

كما وجهت لبعض المعتقلين تهم بحيازة قنابل صوت ودخان، وصولًا لتهم التحريض كالتي وُجهت للشيخ يوسف الباز إمام المسجد العمري في اللد، بالإضافة إلى باقي لوائح الاتهام التي تمثلت بإلقاء الحجارة.

ويقبع حتى الآن 20 شابًا من اللد في السجون الإسرائيلية ولا تزال ملفاتهم متداولة في المحاكم، كما أفرج عن بعضهم بشروط مقيدة منها الحبس المنزلي ودفع غرامات مالية بآلاف الشواقل.

معتقلو عكا

 

واعتقلت القوات الإسرائيلية خلال هبة الكرامة حوالي 200 فلسطيني من عكا، ووجهت لهم تهمًا ما بين البسيطة التي تتمثل بإلقاء الحجارة، وصولًا لـ أصعب لوائح الاتهام وُجهت لشابين من عكا تتمثل باتهامهم بالقتل بحسب المحامين. 

وبحسب المحامي محمد الحاج من عكا، فإن لوائح الاتهام التي تُصنف صعبة أيضًا هي إشعال الحريق وإطلاق النار سواء على محلاتٍ تجارية أو على الشرطة الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن 80% ممن وجهت لهم لوائح اتهام اعتقلهم جهاز الشاباك.

تظاهرات نصرة لمعتقلي هبة الكرامة

 

وبرزت في مدينة عكا فعاليات إسناد معتقلي هبة الكرامة والتي هدفت إلى المطالبة بإطلاق سراحهم، حيث أسس مجموعة من الشبان العكيين "اللجنة الشبابية لمتابعة معتقلي عكا" والتي نظمت على مدار أشهر طويلة بعد أحداث هبة الكرامة تظاهرات ومسيرات مشاعل طالبت بالإفراج عن المعتقلين، وتابعت ملفاتهم مع المحامين.

 

كما قامت اللجنة الشبابية لمتابعة معتقلي عكا بتنظيم ندوات استضافت محامين للحديث عن أحوال معتقلي هبة الكرامة ولإعطاء استشارات لعائلاتهم حول كيفية التعامل مع قضاياهم.

 

معتقلو زلفة

 

واعتقلت القوات الإسرائيلية خلال أحداث هبة الكرامة حوالي 30 شابًا من قرية زلفة، بقي 12 شابًا منهم في السجن موزعين بين الحبس المنزلي والسجن الفعلي، ووجهت لهم تهمًا مختلفة.

 

وبحسب اللجنة الشعبية في زلفة فإن المحاكم الإسرائيلية قدمت لوائح اتهام بحق 13 شابًا من زلفة، وأفرجت عن بعضًا منهم بشروط مقيدة.

 

ويقول المحامي خالد محاجنة المتابع لقضية معتقلي زلفة في حديث سابق للجرمق،إن ملفين يتم متابعهم في قرية زلفة بخصوص المعتقلين، الملف الأول لخمسة معتقلين والثاني لأربعة آخرين، وكلهم يشتركون في تهمة التعرض لسيارة إسرائيلية بدوافع قومية وأيديولوجية ويتم محاكمتهم بها بناء على قانون “مكافحة الإرهاب 2016” الذي تم إقراره في الكنيست الإسرائيلي وعليه عقوبات مضاعفة ومضخمة أكثر من أي بند عادي. 

 

ويلفت محاجنة إلى وجود تهمة مشتركة أخرى وهي إلقاء حجارة بدوافع قومية وأيدلوجية وهي مشتركة للمعتقلين كافة، مشيرًا إلى أن كل المعتقلين متهمين بالتنكيل بالسيارة الإسرائيلية.

 

ويقول المحامي خالد محاجنة في حديثه للجرمق إن معتقلي زلفة جميعًا مروا بتحقيق من قبل “الشاباك” للتحقيق معهم بعد شكوى من قبل إسرائيلي قُدمت بحقهم، مشيرًا إلى أن الشاباك لا يتدخل عادةً في مثل هذه الحالات إلا أن قضية معتقلي زلقة من أولى الملفات في أراضي الـ48 التي تدخلت المخابرات الإسرائيلية بالتحقيق فيها.

 

وحول أساليب التحقيق القاسية بحق معتقلي زلفة يقول المحامي محاجنة إن المخابرات الإسرائيلية حققت معهم  في مركز تحقيق الجلمة، وحتى القاصرين الذين تم اعتقالهم وأفرج عنهم فيما بعد حقق محققو الشاباك معهم، مضيفًا أن المرضى أيضًا لم يسلموا من التحقيق فمنهم من قام المحققون بمساومتهم على العلاج أثناء التحقيق.


 

أسبوع الاقتصاد الوطني

 

كجزء من فعاليات هبة الكرامة، انطلقت فعاليات أسبوع الاقتصاد الوطني في الأسبوع الأول من حزيران 2021 لدعم اقتصاد الفلسطينيين والمنتجات المحلية والمشاريع الصغيرة، كرد على حملات مقاطعة "اليهود" لمقاطعة المصالح الإسرائيلية ودعم الفلسطينية كجزء من النضال.


 

وحققت الحملة نجاحات كبيرة في الساعات الأولى وفي اليوم الأولى لانطلاقها، بعد حشد كبير ودعوات للتفاعل والمشاركة من نشطاء وحراكات ومؤسسات رسمية وغير رسمية.

 

ودعا نشطاء من خلال بيان حملة دعم الاقتصاد الفلسطيني إلى “ممارسة القوة الاقتصادية تدريجيًا، وبشكلٍ موحّدٍ يجمع كلّ الفلسطينيين أينما كانوا، وأن يقود كل إنسان فلسطينيّ دفّة المبادرة، من أجل أن نكون مجتمعًا مستقلًا ومتكافلًا يلبس مما ينسج ويأكل مما يزرع”.

 

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر