بعد 46 عامًا على استشهاده.. ماذا قالت ابنة شهيد يوم الأرض رجا أبو ريا عن والدها


  • الخميس 31 مارس ,2022
بعد 46 عامًا على استشهاده.. ماذا قالت ابنة شهيد يوم الأرض رجا أبو ريا عن والدها
"تحولت مشاعر الفقد إلى شعور بالعزة والفخر".. بهذه الكلمات تستهل رسمية ابنة الشهيد رجا أبو ريا حديثها عن والدها الذي استشهد خلال الأحداث التي اندلعت في يوم الأرض بتاريخ 30/3/1976 والتي شهدت إضرابًا عام وشامل رافقه مواجهات مع القوات الإسرائيلية أسفرت عن استشهاد 6 فلسطينيين آنذاك.  وتقول رسمية أبو ريا في حديثٍ خاص مع الجرمق إن والدها كان بعمر الـ 28 عامًا عندما استشهد، وتتابع، "كان أب لـ 4 طفلات أكبرنا كان عمرها 4 أعوام.. وأصغرنا كانت بعمر الـ 3 أشهر.. والدي كان يعمل في القصارة وكان فلاح لديه أرض ومواشي". وتضيف، "كان والدي يحب أرضه ووطنه ومتمسك فيهما كثيرًا.. وكان نعم الرجل الذي لا يتنازل عن حقه ولا يقبل أن يعيش مسلوب الحق.. أنا لم أتمكن من معرفة والدي.. لكن أمي وجدتي وجاراتنا أخبروني الكثير عنه".

استشهاده.. 

وتوضح رسمية أن والدها استشهد في يوم الأرض وتحديدًا في الساعات التي اقتحمت فيها القوات الإسرائيلية سخنين لكسر الإضراب الذي أعلنت عنه القيادات الفلسطينية في حينه، وتتابع، "دخلوا ومنعوا التجول يومها في محاولة لإفشال الإضراب الفلسطيني". وتتابع، "والدي كان معنا بالبيت وعندما علم باقتحام القوات الإسرائيلية للبلد بالمجنزرات والجيش.. خرج إلى نقاط الاحتكاك مع القوات الإسرائيلية رغم محاولات منعه من جدتي ووالدتي ووصل للمواجهة.. وهناك قنصه أحد الجنود برأسه وتركوه ينزف ومنعوا الجميع من تقديم المساعدة له". وتلفت إلى أن القوات الإسرائيلية تركت والدها ورأسه ينزف حتى استشهد في القاطع بجانب الشارع الرئيسي، مضيفةً، "جدتي وجارتنا لحقتا والدي عندما خرج من المنزل.. وقت الإصابة واحدة من جارتنا أزالت الحطة التي تضعها على رأسها ولفت رأس والدي بها".

"صدمة كبيرة"..

وتشير رسمية في حديثها مع الجرمق إلى أن جدتها كانت تتواجد في المكان حينما استشهد والدها، وتتابع، "كانت الصدمة كبيرة عليها.. والدتي كانت معنا في البيت.. لم يكن الخبر هين وبسيط لزوجة بعمر الشباب.. ليس سهلًا أن تفقد الزوجة، زوجها ومعيلها وسندها.. لكن مع مرور الوقت أصبحت مشاعر الفقد تتحول لشعور بالعزة والفخر". وتضيف، "كانت تربيتنا صعبة على والدتي.. كانت الظروف صعبة لأن النساء لم يكن يعملن.. سيدة بعمر 23 عامًا ومعها 4 بنات.. في كل محطة ومناسبة بحياتنا كنا نشعر بالنقص ووالدتي حاولت أن تعوضنا قدر الإمكان.. لكن تلك الزاوية في حياتنا بقيت ناقصة.. في مناسباتنا ومحطات حياتنا نشعر بنقص والدنا.. لازمنا هذا الشعور منذ الطفولة و سيرافقنا حتى تموت". وتختم رسمية في حديثها مع الجرمق قائلةً: "والدنا استشهد من أجل أرض ليست له والدي استشهد من أجل أرض لوطنه ولشعبه.. والدي من لحظة استشهاده أصبح ابن وأخ لكل فلسطيني.. أتمنى ألا يكون دمه قد ذهب هدرًا.. يجب أم نتمسك بكل ذرة من تراب الوطن الغالي الذي ضحوا من أجله الشهداء.. أتأمل من الجيل الصاعد أن يحمل هذه الأمانة وأن يكون على قدر عظمتها وألا يتنازل عن أرضه وحقوقه".
. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر