"إسرائيل" تخطط لبناء 10 مستوطنات جديدة بالنقب


  • الأربعاء 23 مارس ,2022
"إسرائيل" تخطط لبناء 10 مستوطنات جديدة بالنقب

تعتزم الحكومة الإسرائيلية التصويت يوم الأحد المقبل خلال اجتماعها الأسبوعي على مخطط لإقامة 10 مستوطنات جديدة في النقب، معتبرةً هذه المستوطنات "مرحلة مركزية في تطوير حوض الاستيطان في النقب".

وأكد بيان مشترك صدر عن وزيرة الداخلية الإسرائيلية "أيليت شاكيد"، ووزير البناء والإسكان الإسرائيلي "زئيف إلكين" على أن أهمية هذا المخطط، مضيفًا، "هذه مرحلة ذات أهمية قومية في شرق ميتروبولين بئر السبع وشمال مدينة عراد".

وأوضح البيان أن "إلكين" و"شاكيد" سيطرحان خلال اجتماع الحكومة المصادقة على قرار حكومي نهائي لإقامة خمس مستوطنات جديدة، حيث صادقت الحكومة الإسرائيلية الأسبوع الماضي على إقامة المدينة الحريدية الجديدة "كسيف" وبلدة "نيتسانا" في النقب.

وتابع البيان، "المستوطنات الجديدة ستمنح قوة هامة لتعزيز الاستيطان في النقب.. هذه خطوة هامة تعكس أكثر من أي شيء آخر سياسة تخطيطية – اجتماعية متنوعة تسعى إلى تعزيز المناطق الواقعة خارج وسط البلاد ومن خلال تشجيع استيطان جديد وشاب و10 مستوطنات في النقب هي المشروع الصهيوني بكامل مجده".

وقال إلكين أن "دفع إقامة المستوطنات الجديدة في النقب هو حلم الاستيطان الصهيوني، وسيحرك انتقال سكان من وسط البلاد إلى جنوبها، وسيعزز اقتصاد النقب وأمن السكان في المنطقة كلها".

مخطط قديم جديد..

بدوره يوضح رئيس المجلس الإقليمي للقرى مسلوبة الاعتراف عطية الأعسم في حديثٍ خاص مع الجرمق أن مخطط إقامة 10 مستوطنات هو مخطط جديد قديم، مشيرًا إلى أنه جرى الإعلان عن إقامة 21 مستوطنة جديدة في النقب عام 2015، ومن بينها مستوطنة "كسيف" التي تخصص لليهود المتدينين.

ويضيف، "بعد الإعلان عن المستوطنة اليهود المتدينين رفضوا السكن في هذه المستوطنة فبقي المخطط على الورق فقط.. في الفترة الأخيرة عادوا للحديث عن هذا المخطط ونبشه وكأنه جديد.. في منطقة الخط الأخضر الذي يعزل بين النقب والضفة الغربية في مستوطنة بيتار إلى منطقة عراد يريدون إقامة 11 مستوطنة وقسم منها تمس الأراضي التي تعود ملكيتها للفلسطينيين".

ويتابع، "يوجد مخطط آخر لإقامة 5 مستوطنات جديدة في قلب النقب على شارع 25 في بئر السبع.. صادقوا على مستوطنة.. كل هذه المستوطنات صادقوا عليها سابقًا وعادوا يتحدثون اليوم عن هذه المستوطنات كأنها مخطط جديد".

ويشير الأعسم إلى أن السلطات الإسرائيلية جمدت هذه المخططات الاستيطانية سابقًا لأن اليهود يريدون السكن في مركز البلاد وبالقرب من المصادر الاقتصادية، وبسبب معارضة أجسام في الحكومة الإسرائيلية لهذه المستوطنات، مضيفًا، "بعض الأجسام في الحكومة ترفض رصد ميزانيات لإقامة مستوطنات جديدة ضعيفة وتدعم تطوير المستوطنات القائمة في النقب.. هذا ليس لصالح العرب ولكن لصالح اليهود فقط".

ويردف، "الهدف من هذا المخطط ابتلاع الأراضي العربية وتركيز أكبر عدد ممكن من السكان العرب على أقل حيز لا سيما على أرض النقب.. يريدون تقليص المساحة التي يملكها العرب مقابل ما يملكه اليهود". 

ويوضح الناشط ومؤسس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها عامر الهزيل في حديثٍ خاص مع الجرمق أن الحكومة الإسرائيلية ستصادق في الأيام المقبلة على مجموعة من المستوطنات، لافتًا إلى أن هدف الحكومة الإسرائيلية هو إلغاء الوجود  الفلسطيني على شارع 24 الذي يربط بين ديمونا وبئر السبع.

ويضيف، "سيكون على جدول أعمال حكومة إسرائيل إقرار 5 مستوطنات يسمونها بوابة عراد إلى جانب مستوطنة كسيف بالإضافة 5 مستوطنات على شارع 25 الرابط بين ديمونا وبئر السبع.. هذا الشارع بالنسبة لهم مشكلة بسبب التواجد العربي الكثيف عليه.. يريدون اقتلاع قرية الزروق ليقيمون مكانها مستوطنة.. وقرية سدير أيضًا سيقمون منها مستوطنة بالإضافة إلى مستوطنة تفصل بين أبو تلول وأبو جرينات.. وسيقتلعون أم ردام ويقيمون مستوطنة بدلًا منها.. وسيقيمون مستوطنة تفصل بين قصر السر وأبو جرينات.. ويوجد تخطيط للاستيلاء على الأراضي الواقعة على طول شارع 31". 

ويوضح عضو لجنة المتابعة ولجنة التوجيه العليا لعرب النقب علي أبو ربيعة في حديثٍ خاص مع الجرمق أن سياسة الحكومة الإسرائيلية هي ممنهجة ضد السكان الفلسطينيين في منطقة النقب، لافتًا إلى أن هذه السياسة تبرز بوضوح في سياسة هدم المنازل وتحريش وتشجير الأراضي لاقتلاع الفلسطينيين من أراضيهم.

ويضيف، "هذا المخطط سياسي لعقاب الفلسطينيين البدو عقب عملية بئر السبع التي نُفذت أمس.. هذا بمثابة عقاب للمجتمع البدو".

ويؤكد الحقوقي مروان أبو فريح في حديثٍ خاص مع الجرمق على أن مخطط إقامة 10 مستوطنات على أرض النقب هو مخطط ليس جديد، ويتابع، "يريدون توطين اليهود على أكبر رقعة من الأرض.. عملية بئر السبع كان لها تأثير بلا شك على قرارات الحكومة الإسرائيلية والإسراع في المصادقة على هذه المستوطنات".

ويضيف، “هذه رؤية بن غوريون من أيام النكبة وقال منذ القدم إن النقب ملك صهيوني.. واضح أن السياسة هي استمرار لنهج بن غوريون وتحقق رؤيته التي تهدف لتوطين أكبر عدد من اليهود على أكبر مساحة على أرض النقب وتركيز البدو وتهجيرهم من قراهم”.

ما هو الرد؟

ويقول الأعسم في حديثه مع الجرمق إنه على الفلسطينيين بأراضي48 والنقب ألا يقفوا متفرجين على سلب أراضيهم، ويتابع، "على الفلسطينيين العمل لمنع إقامة هذه المستوطنات على أراضيهم.. التظاهرات هي الحل إلى جانب التواجد الدائم على الأراضي التي يسمها المخطط.. ثبت أن التحرك الشعبي له تأثير أكبر من تحرك القيادات.. لكن التحام القيادة والجمهور مطلوبًا في هذه المرحلة".

ويؤكد أبو ربيعة على أن الرد على مخطط إقامة 10 مستوطنات على أراضي النقب يجب أن يكون رد سياسي، مضيفًا، "على القائمة الموحدة أن تضغط باتجاه إسقاط هذا المخطط حتى لو وصل هذا الموضوع إلى إسقاط الحكومة لأنها أسوء حكومة مرت على إسرائيل".

ويوضح عامر الهزيل لـ الجرمق أنه لم يبق أمام الفلسطينيين خيارات كثيرة، مضيفًا، "في كل مرة نقول يجب علينا أن نتوحد ونتنظم.. علينا أن نتوجه لمحكمة العدل العليا لمواجهة هذه المخططات إلى جانب التحرك الجماهيري.. علينا أن نكون بتحرك جماهيري مستمر ليسمعنا كل العالم كالنموذج الذي حدث في سعوة.. لا بديل للتحرك الجماهيري".

ويشير رئيس المجلس المحلي في قرية صواوين خالد الأصلع في حديثٍ خاص مع الجرمق إلى أن المطلوب اليوم هو التصدي للمستوطنات ومنع إقامتها عبر تجنيد الفلسطينيين بالنقب والخروج بالمظاهرات وتنظيم الوقفات الاحتجاجية.

ويتابع، "لن نسمح لهم ولا بأي شكل بأن يسكنوا بيننا.. وسنمنعهم بكل قوتنا حتى لو وصل بنا الأمر لعصيان مدني.. نحن نرحب بكل الفلسطينيين من الداخل الذين يعانون من ضائقة سكنية للتوجه إلى قرى النقب مسلوبة الاعتراف والسكن فيها في خطوة داعمة ومساندة لصمود أهالي القرى مسلوبة الاعتراف".

هل تخدم المستوطنات الجديدة يهود أوكرانيا؟

ويقول الناشط ومؤسس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها عامر الهزيل لـ الجرمق: "الحكومة الفاشية بصدد اتخاذ خطوات عملية لتنفيذ المخططات الاستيطانية لا سيما في ظل الهجرة المكثفة في أوكرانيا.. يوجد مخطط إسرائيلي لاستقبال نحو 100 ألف يهودي أوكراني وتوطينهم".

ويضيف، "مشروع التشجير والاستيطان وقلع البشر وزرع الشجر جاء كاستيطان لأنه ما في مستوطنين يسكنوهم الأرض.. حرب أوكرانيا وروسيا جاءت كفرصة لهم وهم يعملون ليل نهار على حدود أوكرانيا لاستقطاب اليهود.. يوجد أقاويل أن نحو 20 ألف أوكراني يهودي وصلوا إلى إسرائيل".

ويشير الحقوقي أبو فريح في حديثه مع الجرمق إلى أن هناك مبادرة خاصة من رؤساء مجالس يهودية لدعوة يهود أوكرانيا ليسكنوا في المستوطنات، ويردف، "يوجد رؤية لتوطين يهود أوكرانيا واستقدامهم إلى المستوطنات.. واضح أن هذا القرار ربما فيه مخطط لهجرة يهود جديدة وتسويق لهذا الاستيطان ونقلهم فيما بعد إلى مركز البلاد وليس بالضرورة يهود أوكرانيا فقط". 

ويقول أبو ربيعة: "احتمال كبير أن يتم توظيف هذه المستوطنات الجديدة للمهاجرين من أوكرانيا.. ليس غريبًا أن تقوم الحكومة الإسرائيلية بإقامة المستوطنات على أراضي الفلسطينيين البدو وأصحاب هذه الأرض وأن تجلب المهاجرين من أوروبا وتوطنهم على هذه الأراضي".

ما المطلوب من القائمة الموحدة؟

ويقول الهزيل لـ الجرمق: "منصور عباس لم يمنع هدم البيوت بل بالعكس عام 2021 عندما دخلت الموحدة إلى الحكومة ازداد الهدم.. عباس لم يمنع التحريش ولم يأتي باعتراف للقرى بل أتى بمشروع 3 بلدات تركيز كعلب السردين.. عباس لم ولن يمنع الاستيطان.. بل بالعكس يتم شرعنة الاستيطان في عهد عباس.. عباس لم يمنع إقامة مليشيات مسلحة لتهاجم الفلسطينيين بالنقب.. نحن في النقب نعيش مأساة في ظل الحكومة التي ينتمي إليها عباس".

ويتابع، "لم تمر علينا حكومة مثل هذه الحكومة وبشرعنة عربية.. انسحب يا عباس من هذه الحكومة كي تسقط.. وجود عباس في الحكومة يمزق وحدتنا الوطنية بسبب وجود مؤيدين للحركة الجنوبية وفي المقابل يوجد تيار عريض بين الشباب يعارض وجود عباس في الحكومة.. عباس لو ينسحب من الحكومة سنتوحد بدون أدنى شك".

ويردف الأعسم، "فيما لو تخلت القائمة الموحدة عن الحكومة ستستمر في إقامة المستوطنات.. وجود الموحدة لن يغير من المخطط الصهيوني أي شيء".

ويقول الأصلع: "نطالب منصور عباس بالتوقف عن التنازل على ثوابتنا.. هو تنازل عن كثير منها ونطالبه بأن يتوقف.. نحن سنتظاهر ضد منصور عباس فيما لو استمر بوجوده في هذه الحكومة".

ويضيف أبو ربيعة، "هذه الحكومة غير جادة في تنفيذ وعودها للموحدة.. الحكومة تستخدم الموحدة من أجل تحقيق أهدافها وخدمة المجتمع اليهودي.. حتى الآن لم نرى أي شيء لصالح المجتمع العربي.. يوجد زيادة في الاعتقالات وزيادة بالتهويد والتحريش والهدم.. الوضع في النقب زاد سوءًا منذ دخول القائمة الموحدة إلى الحكومة الإسرائيلية".

ويتابع، "نقول للقائمة الموحدة بعد مرور سنة على تشكيل هذه الحكومة يجب أن تعيد حساباتها.. سياسة القائمة الموحدة لم تنفع المجتمع البدوي والفلسطينيين".

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر