يستعد أهالي قرى كفرياسيف وأبو سنان وجديدة المكر لخوض معركة نضالية لإفشال مخطط "شارع 6" الذي يلتهم حوالي 2600 دونم من أراضي الفلسطينيين في هذه القرى في الوقت الذي يُحافظ فيه المخطط على أراضي تابعة لسلطات محلية يهودية مقام عليها كيبوتسات في المنطقة.

ويوّضح مُخطط المدن البروفيسور يوسف جبارين تفاصيل المُخطط، قائلًا، إن مخطط شارع 6 يلتهم آلاف الدونمات من أراضي خاصة للفلسطينيين، لصالح إنشاء مقطعين من الشارع، وهما مقطع 8 و9، حيث يبتعد الشارع عن "الكيبوتسات" و"الموشافيم" المقامة على أراضي "للدولة" ويلتهم أراضي ذات ملكية خاصة عربية فلسطينية.

ما هو المُخطط؟

ويقول البروفيسور جبارين في حديثٍ للجرمق إن المؤسسة الرسمية الإسرائيلية قامت بتخطيط ما يُسمى شارع "عابر إسرائيل" وهو شارع رقم 6 الممتد من الشمال للجنوب، والذي يستهلك عشرات آلاف الدونمات من الأرض، مشيرًا إلى أن هذا المشروع التخطيطي يُحاول دائمًا مصادرة ما تبقى من الأراضي الفلسطينية في الـ48 المملوكة حتى الآن من قبل الفلسطينيين، حيث صادر هذا الشارع في المثلث الآف الدونمات من الطيبة والطيرة وجت وقلنسوة سابقًا.

ويتابع أن مشروع استكمال المُخطط متابع حاليًا من قبل المؤسسة الإسرائيلية، حيث يتم حاليًا إعداد شارع 6 بمقطعين، ولكن قامت السلطات الإسرائيلية بتخطيط الشارع بشكل ملتوي وملتف لالتهام أراضي الفلسطينيين في الوقت الذي يجب أن يكون فيه الشارع مستقيم، مؤكدًا على أن هذا التخطيط يحمي الكيبوتسات والأراضي التابعة للسلطات المحلية اليهودية على حساب الفلسطينية.

مُخطط عنصري

ويقول المحامي فادي بولس أحد أصحاب الأراضي المهددة في كفرياسيف إن المخطط يلتهم 2600 دونم بالمجمل، منها 800 دونم من أراضي قرية كفرياسيف، و300 من أراضي قرية أبو سنان و1600 من أراضي قرية جديدة المكر.

ويُشير للجرمق إلى أن هذا المُخطط عُنصري ولتخطيطه أهداف سياسية، حيث ابتعد المخططون الإسرائيليون عن الأراضي التابعة للسلطات اليهودية، وقاموا بتخطيط الشارع شرقي بركة المجاري في "موشاف شمرات"، مضيفًا، "يجب أن يتم إزاحة المُخطط لغربي الموشاف وبالتالي يبتعد عن أراضينا ويلتهم أراضي الدولة التي هي أولى بمشاريعها..خاصة أن الكيبوتسات القائمة غربي البركة مقامة على أراضي دولة".

ويؤكد بولس من كفرياسيف على أن المخطط سياسي، حيث أن الشوارع عادة يجب أن تكون مستقيمة لكن السلطات الإسرائيلية خططت الشارع بشكل ملتوي ليصل بالتحديد للأراضي ذات الملكية الفلسطينية، مضيفًا أن 

مئات العائلات تتضرر من  المخطط

وفي السياق، يُتابع البوفيسور جبارين للجرمق أن مساحة الشارع 4000 دونم منها 2500 مأخوذة من أراضي الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن السلطات الإسرائيلية فضلت الابتعاد عن أحواض سمك وبرك سباحة في المستوطنات المحيطة التابعة للسلطات اليهودية، ولكنها لم تكترث بسلب ومصادرة مئات بل آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية للفلسطينيين في هذه القرى.

الاعتراضات 

ويقول جبارين للجرمق إن الاعتراض الذي قدمه مع الأهالي عن المُخطط أنه غير مهني وغير منطقي، قائلًا، "المهنية بالنسبة لنا هي أن أقرب خط بين نقطتين هو خط مستقيم وليس التفافي كمخطط شارع 6".

ويتابع أن، "هذا مخطط مشين ومخزي من ناحية مهنية والمخططون لم يفحصوا أي بدائل أخرى بهذا المخطط والتي قد تحمي أراضي الفلسطينيين"، مضيف أنه قدم مع أهالي القرى عددًا من البدائل التخطيطية بأن يُصبح الخط مستقيم ويبتعد إلى الغرب باتجاه أراضي "الدولة".

ويتابع جبارين أن مخطط شارع 6 كغيره من مخططات "إسرائيل" كشبكات المياه والغاز والشوارع والقطارات التي تهدف للاعتداء على ما تبقى من الأراضي الزراعية التي يملكها الفلسطينيين في الـ48، مضيفًا أن "إسرائيل" تملك 93% من الأراضي وهي غالبيتها أراضي صودرت من الفلسطينيين ولكنها في الوقت ذاته تقوم بإنشاء المشاريع على أراضي الفلسطينيين التي بقيت بحوزتهم والتي لا تتعدى نسبتها 2.3% من مجموع الأراضي.

ويُضيف جبارين أن المُخطط يعتدي بشكل كبير على المحاصيل الزراعية في الأراضي، ويقوم بتدمير البيئة في المنطقة، ويعتدي على الإرث التاريخي والثقافي فيها في الوقت الذي يجب فيه الحفاظ عليها، وعلى ما تبقى من الأراضي، قائلًا، "غالبية الأراضي من الـ2.3% هي أراضي مسكونة والجزء الباقي ضئيل جدًا وإسرائيل تسعى لأخذه".

ومن جانبه، يقول رئيس المجلس المحلي في قرية كفرياسيف شادي شويري إن هناك مسارين للاعتراض على المخطط، المسار الأول هو المسارالشعبي، حيث شارك المتضررين ورؤساء المجالس المحلية أمس في وقفة احتجاجية مطالبين السلطات العدول عن المخطط.

ويتابع للجرمق أنه بالتوازي مع المسار الشعبي هناك مسار مهني، حيث قدم الأهالي مع المحامين والمختصين اعتراضات للجان التخطيط الإسرائيلية على الشارع، مضيفًا أنه تم تقديم مخطط بديل للشارع لا يقترب من أراضي الفلسطينيين.

ويتابع للجرمق أنه حتى الآن لم تستنفذ العائلات والمتضررين كل الطرق النضالية، مؤكدًا على أن القضية هي قضية أرض ووجود وليس فقط قضية تعويضات، حيث أن هذه الأراضي ورثتها العائلات في القرى الـ3 أبًا عن جد.

ويضيف، "إن تم تنفذي المخطط فستتضرر مئات العائلات وستفقد مصادر رزقها حيث يعتاش الكثيرون من الأراضي الزراعية"، لافتًا إلى أن لا يوجد حاجة للإبقاء على المخطط كما هو حيث أن المخطط البديل أفضل من ناحية هندسية وتخطيطية.

المطالب

ومن جانبه، يقول حبيب حاج من قرية أبو سنان عضو لجنة الدفاع عن الأراضي وصاحب أرض مهدد إن المُخطط يعتدي على كميات هائلة من الأراضي الزراعية، حيث يسلب منه 33 دونمًا، كما يعتدي على 300 دونم من أبو سنان.

ويتابع للجرمق أن حوالي 120 فلسطينيًا من المتضررين في أبو سنان وكفرياسيف قدموا اعتراضات على المُخطط، هذا إلى جانب مئات الفلسطينيين الذين لم يعترضوا على المُخطط، إذ أن الشارع يضر بالمئات.

ويُضيف أن الحل يتمثل بأن تقوم السلطات الإسرائيلية بنقل الشارع إلى الغرب 200 متر ليقام على أراضي "الدولة" وليس على الأراضي ذات الملكية الخاصة، مؤكدًا على أن المخطط قديم متجدد، ولكن السلطات لم تفصح عنه حتى بداية هذا العام لتبدأ المعركة فقط في الأيام الأخيرة.

ويقول، "المشاريع جميعها تصب في أراضينا على الرغم من أننا لا نملك سوى 3 بالمئة أو أقل من الأراضي في كل إسرائيل..يفضلون الحفاظ على بركة سمك ويعتدون على أرضنا".

ويُشير حبيب للجرمق إلى أن المطلب الأساسي هو إبعاد الشارع عن أراضي الفلسطينيين، مضيفًا أنه في حال أصرت السلطات الإسرائيلية على إبقاء المخطط وعدم تغييره، فعليها تعويض المتضررين دونم مقابل دونم في ذات المنطقة.

ومن جانبه، يؤكد البروفيسور يوسف جبارين على أن هذا المُخطط سيتم إفشاله لأنه غير منطقي وغير مهني، مشيرًا إلى أن الأهالي مع المحامين سيقومون بمتابعة الأمر في الوزارات الإسرائيلية وإن لم تُبطل المشروع سيتجهون للمحكمة العليا الإسرائيلية لإفشال هذا المُخطط.

ومن الجدير بذكره أن المتضررين مع مخطط المدن قاموا أمس بزيارة الأراضي المهددة بالمصادرة، وعرضوا خرائط تفصيلية موضحة الأضرار التي ستمس بالأراضي في حال نُفذ المشروع.

رابط مختصر

اترك تعليق