من حيفا ويافا والنقب وأم الفحم..رياديات وناشطات يتحدثن للجرمق عن تجاربهن السياسية والاقتصادية والاجتماعية


  • الاثنين 7 مارس ,2022
من حيفا ويافا والنقب وأم الفحم..رياديات وناشطات يتحدثن للجرمق عن تجاربهن السياسية والاقتصادية والاجتماعية

تقاطعت 4 نساء فلسطينيات في الـ48 بالنضال على أصعدة مختلفة، سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، حيث تفرقن في القضية واشتركن في الأسلوب والطريقة، فتحدثت إحدى السيدات من حيفا عن نشاطها السياسي لـ 30 عامًا فيما برزت الأخرى من من بئر السيع في نضالها إلى جانب سيدات النقب.

كما برزت إحداهن وهي من يافا في الصمود بمنزلها لمدة 16 عامًا ولم تخرج منه بالرغم من المحاولات الإسرائيلية لإخراجها بالقوة، كما برزت الأخيرة من أم الفحم في تأسيس مشروع لتستقل اقتصاديًا.

 "أم الإرهابيين"

"وصفوني بـ أم الإرهابيين..وحققوا معي مرارًا وتكرارًا..ولكني ما زلت أعمل"..بهذه الكلمات استهلت الناشطة سهير بدارنة حديثها حول عملها كناشطة اجتماعية وسياسية منذ 30 عامًا وحتى الآن.

وتقول بدارنة في حديثٍ للجرمق إنها تنشط منذ 30 عامًا في مدينة حيفا، وتنشط منذ 25 عامًا في قضية الأسرى والأسيرات الفلسطينيات، مضيفة أنها تنشط ضمن حراك حيفا في فعالياته الوطنية والسياسية مع نشطاء وناشطات من المدينة.

وتتابع في حديثٍ للجرمق أنها عملت على مدار أعوام طويلة في مساعدة العائلات المستورة في مدينة حيفا، كما تواجدت عدة مرات في مخيم الزعتري لمساعدة وإسناد الأطفال اللاجئين السوريين.

وتضيف للجرمق أنها تقوم في الأول من أيلول كل عام بحملة حقائب مدرسية بالتزامن مع افتتاح العام الدراسي، مشيرة إلى أنها كانت جزءًا من الحملات التي تجمع معونات لقطاع غزة خلال الحروب.

وتلفت إلى أن أنشطتها لا تقتصر على النشاط الاجتماعي، فقد حققت معها المخابرات الإسرائيلية مرارًا ووصفتها بـ والدة الإرهابيين، قائلة، "حققوا معي عندما ذهب ابني مجد إلى غزة على متن سفينة مرمرة..ويصفوني دائمًا عند التحقيق مع أصدقائي بوالدة الإرهابيين".

وتتابع للجرمق أنه على مدار سنوات تعرضت أيضًا لتحقيقات في بعض الدول العربية عند محاولات إيصال معونات للاجئين السوريين، حيث مكثت في أحد التحقيقات 6 ساعات، مشيرة إلى أن السلطات في إحدى الدول تُكرر التحقيق معها في كل مرة تسافر بها.

واعتُقلت بدارنة في أيار الماضي خلال أحداث هبة الكرامة حيث زعمت الشرطة الإسرائيلية حينها أن بدارنة قامت بالاعتداء على أحد عناصر الشرطة الإسرائيلية وأنها سبب إشعال الأوضاع في حيفا آنذاك.

وتقول بدارنة للجرمق أنها عملت مؤخرًا مع مجموعة من الناشطات على تأسيس مجموعة نشطاء من أجل أسيرات الدامون لإسنادهن، حيث تقوم المجموعة بالعديد من الفعاليات أمام سجن الدامون منها احتفالات أعياد الميلاد بهن.

ناضلت 16 عامًا

ومن حيفا إلى يافا، حيث تحدثت السيدة روضة أبو خاطر عن معاناتها مع شركة عميدار الحكومية الإسرائيلية التي أخطرت منزلها بالإخلاء عام 2018، قائلة، "سكنت في منزلي منذ 16 عامًا رممته وأصلحته..كي أعيش فيه مع ابني..لكنهم أخرجوني منه بالقوة...تحطمت نفسيتي".

وتتابع أبو خاطر للجرمق أنها ناضلت في السنوات الأخيرة ضد قرار إخراجها من منزلها، مضيفة أنها تسلمت المنزل عام 2016 من شركة عميدار أشبه بخرابة ولكنها قامت بإصلاحه وترميمه وتحويله لمنزل يصلح للحياة.

وتضيف أنه في عام 2012 قامت عميدار بإعطائها غرفتين بجانب منزلها لضمهما للمنزل، وذلك بعد أن ناشدتهم بأن هذه الغرف بجانب منزلها تُعرض حياتها وحياة ابنها للخطر كونها ملاصقة للمنزل.

وتتابع للجرمق أن الشرطة الإسرائيلية وعميدار أخطرت منزلها عام 2018 بالإخلاء، وأعطتها مهلة 60 يومًا للخروج منه وذلك بادعاء أنها مستأجرة فقط ولا يحق لها البقاء في المنزل.

وتلفت إلى أن عدد من المحيطين بها نصحوها بالخروج من المنزل وشراء منزل خارج يافا لكنها رفضت لأن جميع ذكرياتها في المدينة التي ولدت ورتبت فيها.

وتقول للجرمق، "خضت المحاكم منذ 2018 حتى شهر نوفمبر 2021 ولكني في نهاية الأمر خرجت من المنزل..بعدما أجبرتني عميدار على الخروج بحجة أنني لا أستحق البقاء في المنزل".

وتضيف أنها على مدار السنوات الماضية حاولت التوجه للمحاكم العليا والمركزية لحل القضية ولكن التوجهات باءت بالفشل، مؤكدة على أنها خسرت منزلها وذكرياتها.

وتتابع للجرمق، "قمت بتحويله لسرايا كالقصر..ولكن أخذوه مني..ضيوفي كانوا يحبون الجلوس فيه..يقولون لي منزلك يُعيدنا لما قبل النكبة..لكن أعصابي لم تعد تحتمل..فضلت الحصول على تعويض من عميدار وإلا لخسرت كل شيء..حتى التعويض".

تحديات المرأة في النقب

وكما ناضلت السيدة روضة أبو خاطر في منزلها لعدم الخروج منه، تناضل النساء البدويات في النقب يوميًا ضد أوامر الهدم المتكررة حيث تُعد المرأة الفلسطينية البدوية أول من يتلقى أمر الهدم وأول من يرى الجرافة الإسرائيلية.

وفي هذا السياق، تقول الناشطة ربى فراونة من بئر السبع إن المرأة البدوية تواجه الاحتلال الإسرائيلي من جهة وتفكير المجتمع البدوي من جهة أخرى، مشيرة إلى أن المرأة الفلسطينية البدوية عندما خرجت في المواجهات الأخيرة في النقب لم تكن هذه المرة الأولى وإنما كان هذا التصوير عبر الكاميرات الأول.

وتتابع للجرمق أن المرأة دائمًا في النقب تكون على خط المواجهة الأول، عند هدم المنزل وعند حرث الأرض التي تعمل بها، مضيفة أن تواجد المرأة البدوية في الشارع والأرض والمواجهة مرتبط بالسياق العام للقضية الفلسطينية أن النضال هو طريقة المواجهة.

وتتابع أن إنصاف المرأة البدوية لا يكون إلا بإنصافها ضمن شريحتها التي تعيش فيها، فحتى النساء البدويات يعشن في ظروف حياة مختلفة عن بعضهن البعض، سواء بالقرى المعترف بها أو القرى غير المعترف بها، مؤكدة على أن النساء مهمشات في المجتمع البدوي كتهميش المجتمع البدوي أمام كل المجتمعات الأخرى.

وتضيف، "دائمًا ما أنظر لسياسات التغيير المطروحة بأنها هل ستُغير من واقعي أنا كمرأة في النقب..إن كانت أي سياسة أو تظاهرة أو فعالية أو مشروع قد يُغير من واقعي ويجعلني أشعر بالراحة فأقوم بمتابعة السير به، وإن أحسست أن هناك أسئلة كثيرة مطروحة حول جدوى الفعالية أو التظاهرة للتغيير..لأ أتواجد بها".

"استقلال اقتصادي"

وعلى صعيد آخر، تحدثت شفا اغبارية من أم الفحم عن مشروع اقتصادي شكّل مصدر دخل لها إلى جانب عملها، حيث أضاف لها إضافة نوعية اقتصاديًا وثقافيًا.

فتقول اغبارية للجرمق إنها قامت بتأسيس مقهى و"غاليري" أنتيكا للسيدات فقط في أم الفحم، وذلك استجابة لشغفها بعدما سافرت إلى القاهرة عام 2018 حيث قررت اغبارية أن تفتتح المقهى، بعدما اكتشفت أن بإمكانها جلب بضاعة فريدة وقديمة وغير موجودة في فلسطين.

وتتابع للجرمق أن مشروعها عبارة عن بيع إكسسوارات ومقتنيات كلاسيكية تقوم بإحضارها من مدينة القاهرة، كما أن مشروعها يشمل أيضًا مقهى للفتيات في أم الفحم.

وتضيف، "المقهى أسسته من غرفة صغيرة بجانب منزلي..كنتُ أود أن استخدمها كغرفة شخصية لي ولكن فيما بعد قررت أن أستثمر فيها مشروعًا خاصًا لي وحدي، أمارس فيه شغفي ببيع المقتنيات القديمة".

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر