كشفت بعض عائلات معتقلي هبة الكرامة في عكا عن تعرضها للفصل من العمل أو تهديدها بقطع مخصصات "التأمين الوطني" أو إخراجها من منازلها "المملوكة" لمؤسسات إسرائيلية كعميدار واصفة هذه الخطوات بالسياسة الانتقامية.

وقالت بعض العائلات للجرمق إنها تعرضت للفصل من العمل بطلب مباشر من جهاز المخابرات الإسرائيلية، فيما تعرض بعض أهالي المعتقلين للفصل من عملهم بعد إعطائهم أسبابًا وحججًا واهية وغير منطقية حول الفصل.

ويقول محمد نصرة الناشط في اللجنة الشبابية لمتابعة معتقلي عكا إن بعض أقارب المعتقلين تعرضوا للفصل التعسفي من العمل حيث طُردوا بعد إخبارهم أن هذا الفصل بتدخل مباشر من قبل المخابرات الإسرائيلية.

ويتابع للجرمق أن البعض فُصلوا بتدخل غير مباشر من قبل المخابرات الإسرائيلية، حيث اتبع أرباب العمل الحديث عن أسباب وحجج واهية وغير منطقية لفصل أحد أقارب المعتقل. 

ويلفت للجرمق أن بعض أقارب المعتقلين تعرضوا في أماكن عملهم لاستفزازات وتصرفات عنصرية من قبل الإسرائيليين، قائلًا، "العنصرية تكون خاملة وتبدأ بالظهور في مثل هذه الأوقات".

ويُشير للجرمق أن بعض عائلات أهالي المعتقلين قُطعت عنهم مخصصات "التأمين الوطني" بعد أن كانوا مستحقين لها لسنوات طويلة بسبب وجود أمراض مزمنة عند أحد أفراد العائلة أو وجود أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة.

ويضيف أن المؤسسات الإسرائيلية تتذرع بأن هناك نقص في الأوراق اللازمة لاستحقاق المخصصات والمعاشات من "التأمين الوطني" بالرغم من أنها لم تنتبه لوجود هذا النقص من قبل.

ويلفت للجرمق أن الأمر وصل لتهديد العائلات بإخراجهم من منازلهم التي تعود "ملكيتها" لمؤسسات إسرائيلية كشركة عميدار، قائلًا، "تقوم المخابرات بتفتيش المنازل وتهديد الأهل بإخراجهم من المنزل..ويقوم المحققون بفي السجن بتهديد المعتقل بإخراج عائلته من المنزل..هذه أساليب تهديد تتبع مع المعتقلين وأهاليهم..".

فصل تعسفي

وفي السياق تقول مقبولة ماضي عمة المعتقل زكريا ماضي إنها كانت تعمل في محطة القطار في "نهاريا" ولكن مدير الشركة التي عملت بها أخبرها بشكل صريح بأن المخابرات الإسرائيلية أبلغتهم بضرورة فصل السيدة مقبولة من عملها.

وتتابع للجرمق أن مدير الشركة أخبرها بأنها لا تستطيع الاستمرار بالعمل خاصة بعدما كانت تشارك في مسيرات المطالبة بالإفراج عن معتقلي هبة الكرامة.

وتلفت إلى أنها عملت في محطة القطار لـ 17 عامًا، وتم إيقافها عن العمل بسهولة وسرعة، مؤكدة على أنها حاولت التوجه لـ "الهستدروت" ومقاضاة ضباط من الشاباك الذين تسببوا بفصلها من العمل لكن أحدًا لم يقبل العمل في القضية.

ومن جانبها، قالت السيدة أميرة حلواني والدة المعتقل محمد حلواني إن الشرطة الإسرائيلية لم تترك العائلة وشأنها منذ اعتقال محمد حيث تقوم السلطات دائمًا باستفزاز شقيق محمد.

وتابعت للجرمق أن الشرطة قبل عدة أيام قامت باحتجاز علي حلواني شقيق المعتقل محمد حلواني قبل عدة أيام دون أي سبب، مشيرة إلى أن الشاباك اتبع أسلوب التهديد مع محمد في التحقيق حيث هددوه بإخراج العائلة من المنزل.

قطع مخصصات مالية

وتقول والدة أحد معتقلي هبة الكرامة إنها تتلقى مخصصات مالية من مؤسسة "التأمين الوطني" منذ 6 سنوات، إلا أن المؤسسة قطعت عنها المخصصات مؤخرًا دون سبب، قائلة، "تذرعوا بأن الطلب تنقصه بعض الأوراق الطبية..رغم أنني أتلقى المعاش منذ 6 سنوات".

وتلفت للجرمق أن المؤسسة رفضت طلب إعادة صرف المعاش المالي لها مرتين، وعادت لتقديم طلب ثالث، مضيفة، "إذا تم رفض الطلب الثالث فمن المؤكد أن الأمر مقصود..لقد قدمت الأوراق كاملة".

وتؤكد للجرمق على أنها تعاني من أمراض مزمنة وهناك خطر على حياتها في حال بقيت وحدها دون رعاية صحية.

معتقلو عكا

ويقول الناشط محمد نصرة للجرمق من عكا إن المحكمة الإسرائيلية حكمت على 3 شبان من عكا من معتقلي هبة الكرامن بالسجن، حيث حوكم الشاب زكريا ماضي بالسجن لمدة 22 شهرًا، كما حكمت المحكمة الإسرائيلية على الشاب خالد أحمد بالسجن لـ 4 شهور ونصف.

ويلفت نصرة للجرمق إلى أن المحكمة الإسرائيلية استجابت لطلب النيابة الإسرائيلية بتشديد العقوبة على الشاب محمد أسود بعدما حوكم بـ 12 شهرًا قبل عدة أيام.

ومن الجدير بذكره أن 32 شابًا من مدينة عكا لا تزال ملفاتهم متداولة في المحاكمة الإسرائيلية حتى الآن، يقبع منهم 20 شابًا في المعتقلات والزنازين، كما يقبع 12 شابًا في الحبس المنزلي ويتابعون ملفاتهم من خارج السجن.

رابط مختصر

اترك تعليق