مدرسة الطنطورة المُهجرة..تاريخٌ ومعالمٌ حيّة تؤكد على فلسطينية المكان رغم محاولات تهويده


  • الخميس 17 فبراير ,2022
مدرسة الطنطورة المُهجرة..تاريخٌ ومعالمٌ حيّة تؤكد على فلسطينية المكان رغم محاولات تهويده

احتوت قرية الطنطورة المهجرة قبل الاحتلال الإسرائيلي على مدرستين إحداها للبنين والأخرى للإناث، حيث تحولت المدرسة الابتدائية للبنين بعد الاحتلال لمعهد أبحاث إسرائيلي يتبع لوزارة الزراعة الإسرائيلية في الوقت الذي شكلت المدرسة فيه على مدار سنوات مركزًا تعليميًا وثقافيًا هامًا لـ قرى ساحل الكرمل الجنوبي.

ولا تزال المدرسة التي تحولت لمعهد إسرائيلي قائمة حتى الآن في الطنطورة بطرازها المعماري القديم من الحجارة والقناطر، حيث روى الإعلامي والناشط سامي العلي بعضًا من التفاصيل التاريخية عن المدرسة ومناخها التعليمي بحسب ما وثقه على مدار سنوات عنها، إذ أن تفاصيل المكان تؤكد على فلسطينيته حتى بعد تحوله لمؤسسة إسرائيلية.

ويقول الإعلامي سامي العلي إن قرية الطنطورة احتوت قبل النكبة على مدرستين واحدة بجانب الشاطئ للبنين والأخرى في قلب القرية للإناث، مشيرًا إلى أن الاحتلال حوّل مدرسة البنين إلى كيبوتس بعد احتلاله للقرية ثم تحولت فيما بعد لمعهد إسرائيلي.

ويتابع في حديثٍ للجرمق أن المدرسة الآن هي معهد يتبع لوزارة الزراعة الإسرائيلية ويهتم بقضية الحيوانات ويصدر عنه أبحاث بمجال الصيد البحري والأسماك، لافتًا إلى أن وزارة الزراعة الإسرائيلية شتق عنها معاهد أبحاث وهذا المركز هو أحدها.

ويُشير إلى أن المدرسة كانت تستقطب الطلبة من خارج الطنطورة أيضًا حيث كان يرتادها طلبة من قرى إجزم وصرفند وكفرلام والفريديس، مضيفًا أن البعض الآخر من طلبة المنطقة كانوا يتوجهون إلى مدينة قيسارية حيث احتوت أيضُا على مدارس.

ويقول العلي للجرمق، "من كان يشعر أن لديه مقدرة على إرسال أطفال للدراسة في المدرسة كان يُرسلهم لتلقي التعليم، حيث انقسم الطلبة بين قيسارية والطنطورة".

ويلفت إلى أن المدرسة تحتوي على 12 غرفة أي أنها احتوت على 12 صفًا دراسيًا، ومنها صفان لكل فئة أو جيل من الطلبة، مشيرًا إلى أن المدرسة كانت ابتدائية حيث كان الطلبة يتلقون التعليم فيها حتى الصف السابع أو الثامن.

ويُشير إلى أن إحدى الروايات تقول إن المنشد الفلسطيني "أبو عرب" كان قد درس في مدرسة الطنطورة المهجرة، مضيفًا أن أحدًا لم يستطع التأكد من هذه المعلومة لأن قرية "أبو عرب" الأصلية هي قرية الشجرة وتاريخ حياته يقول إنه انتقل للتعلم في كفركنا.

وكتب العلي على حسابه في فيسبوك أنه بعد احتلال القرية عبر المجزرة التي دمرت فيها “إسرائيل البيوت والمعالم والمؤسسات.. نجا من التدمير عدد قليل من المعالم التي تشهد على هوية المكان والسكان وهي، بيت آل يحيى (المبنى الصامد على الشاطئ اليوم) مقام الشيخ عبد الرحمن البجيرمي المتواجد ضمن سياج المنتجع السياحي، ومدرسة الطنطورة الحديثة..

وفي السياق، يقول الفلسطيني كمال مصري الذي تخرّج والده وجده من مدرسة الطنطورة إنهم أخبروه بأن التعليم في المدرسة كان ممتازًا للغاية، حيث كان الطلبة يتلقون التعليم فيها من الصف الثالث حتى الصف السابع الابتدائي.

ويتابع مصري في حديثٍ للجرمق أن معلمي المدرسة لم يكونوا جميعًا من الطنطورة وإنما كانوا يأتون من طولكرم وجلجولية، مشيرًا إلى أن معلم الدين كان عالمًا من جلجولية، كما أن أحد المعلمين كان من قرية الفريديس المجاورة.

ويُشير للجرمق إلى أن المدرسة كانت تجمع طلبة المنطقة من قرى الفريديس وعين غزال وإجزم وجبع وكفرلام وصرفند، وأن الطلبة كانوا يتلقون فيها علوم اللغة العربية والرياضيات والدين.

ويلفت إلى أن ما يُميز مدرسة الطنطورة أنها معلميها كانوا يعلمون الطلبة الزراعة، حيث أن إحدى الدروس الأساسية في المدرسة هي تعلّم زراعة الأشتال والحفاظ عليها وريّها حتى تكبر.

ويقول مصري للجرمق إن المدرسة بُنيت قبل الاحتلال بمدة قصيرة أي قبل النكبة بـ 20 عامًا في سنوات العشرينيات.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر