الأسرلة في أراضي 48.. كيف تعززت وكيف يمكن محاربتها؟


  • الاثنين 10 مايو ,2021
الأسرلة في أراضي 48.. كيف تعززت وكيف يمكن محاربتها؟

منذ عام 1948 يحاول الفلسطينيون المتمسكون بقوميته وعروبته الحفاظ على هويتهم وفلسطينيتهم في مواجهة محاولة الأسرلة التي تنشط باستمرار.

وفي هذا الشأن قال الناشط السياسي إسلام خلف للجرمق إن مصطلح الأسرلة جاء مع احتلال إسرائيل لأرض فلسطين "يحاول الاحتلال أسرلة الشعب الفلسطيني منذ أن جاء إلى هذه الأرض".

وأضاف خلف أن لمحاولات أسرلة الشعب الفلسطيني عدة أوجه منها، إقحام القيادات العربية، وإشراكهم في انتخابات الكنيست، بالإضافة إلى إغراء الشباب الفلسطيني والعمل على تجنيدهم في جيش أو شرطة "إسرائيل".

وتابع أن محاولات الأسرلة تتوسع لتطال مجالات كثيرة "لم تسلم الرياضة، فالنشاطات الرياضية لا تخلو أبداً من محاولات الأسرلة، ولم يسلم أيضا جهاز التعليم، إذ تجري محاولات تدجين للطلبة منذ صغرهم".

المواجهة

وأكد خلف على أن دور وجهود الحركات الوطنية في محاربة الأسرلة من خلال رفع وعي الشعب الفلسطيني عبر المهرجانات والمسيرات والمحاضرات، بالإضافة إلى الكتابة على اللافتات في الشوارع وفي كل الأماكن العامة باللغة العربية اسم فلسطين لافتًا إلى وجود عدة كتب ومحاضرات وفعاليات لمحاربة الأسرلة.

وعن دور العلم الفلسطيني في تعزيز الهوية الفلسطينية يقول خلف "بعد احتلال فلسطين وبعد مرور أكثر من 72 عامًا يرفع العلم الفلسطيني في أم الفحم ليس علمًا واحدًا أو عشرة إنما أكثر من خمسين علمًا"، لافتًا إلى حادثة رفع العلم الفلسطيني في القدس عند باب العمود تحديدًا، إذ جاء جنود الاحتلال وسرقوا العلم.

وعن دور التصويت في الكنيست في تعزيز الأسرلة يرى خلف أن "التصويت عبارة عن أسرلة للعقول رغم أن كثير من الناس لا يعلمون ما يعنيه ذلك المصطلح الخطير.. إن نظرنا هذه الأيام نرى أعضاء الكنيست العرب الأكثر تأسرلة في دخولهم للكنيست ومنهم من يحاول التنسيق مع نتنياهو ومنهم من ينادي بالعيش المشترك دولتين لشعبين وآخرهم منصور عباس الذي ينبطح على أربع حتى يصل لليمين الأكثر تطرفًا"، ويضيف "ماذا يعني أن تدخل للكنيست التي هي بالأساس برلمان الشيوخ اليهودي أي لا مكان لعربي فيه.. لم أسمع في حياتي عن شخص أرضه محتلة دخل برلمان محتل أرضه"

ويعتقد خلف أن من يمارس الأسرلة يستحق لقب جاسوس، إذ يعتبره متآمر مع الاحتلال ليضرب وطنية الشباب الفلسطيني من خلال إقامة عدد من النشاطات المدمرة.

وبدوره الناشط السياسي ضياء تايه إن في فترة إعلان الكيان الصهيوني استقلاله "ظهر بعض النابحين واللاهثين وراء أنفسهم الخبيثة"، إذ يرى أن هدفهم يتمحور لمحاولة أسرلة الشعب الفلسطيني، مستغلين بذلك حالة الرعب التي كان يعيشها الشعب الفلسطيني بسبب ممارسات الاحتلال والحكم العسكري آنذاك، كل هذه الأسباب "كانت سبباً في خلق شعب غير واعي بخطورة الوضع".

ويقول الناشط السياسي ضياء تايه في حديثٍ للجرمق إن فكر الأسرلة كان يطرح في بداياته كحل مؤقت أو دائم يسعى لإشراك الشعب الفلسطيني بالمعركة السياسية "الإسرائيلية" داخل الكنيست، "تهدف الأسرلة لتحويل الصراع على الأرض والحقوق المسلوبة لصراع على فئات من حكومات الاحتلال الإرهابية المتتالية.. ذلك بحجة لقمة العيش والسلام الوهميين"، مشيرًا إلى أن السلام لن يكون موجودًا على أرض الواقع لأن الاحتلال لم يتوقف يومًا عن ممارساته وتجاهله للحقيقة، إذ يحاول بكل جهده أن يخفيها، ويبدلها بفكرة الاندماج معه وفيه.

وأضاف الناشط تايه أن من يحاولون إخفاء حقيقة الاحتلال هم أنفسهم أصحاب فكرة الأسرلة، "بالنسبة لي هم من تبنوا فكرة إشراك العرب بالانتخابات الإسرائيلية.. كان ثمن ذلك كبير جدًا، إذ قُدمت تنازلات كثيرة لا حق لأحد فيها.. منها تنازلات عن الأرض.. لا يحق لأحد تقديم شبر من الأرض للاحتلال؛ لأن هذا يضفي صفة شرعية للاحتلال ويعطيه سيادة على أرضنا".

في ذات السياق أكمل التايه أن مئات آلاف الشهداء ومئات آلاف الأسرى دفعوا أرواحهم وشبابهم ثمنًا من أجل هذه الأرض، "التنازل عن الأرض يعني تنازل عن هذه التضحيات، وهؤلاء المتنازلون هم من نسميهم خونة.. إن ملايين المهجرين الذين يعانون في المخيمات يحلمون بحقهم في العودة إلى أراضيهم، وإن التنازل عن حق هؤلاء في أراضيهم يعتبر تنازل عن الحقيقة ومحاولة لإخفاء الحقيقة".

ولكن التايه يعتقد أن إمكانيات الحركات الوطنية في أراضي ال48 محدودة، إذ تم ملاحقة أبناء الحركة الوطنية على مدار سنين من قبل المخابرات "الإسرائيلي"، إلى جانب مضايقتهم المستمرة، وعملية تصفيتهم من خلال سجنهم أواغتيالهم أو محاربتهم اجتماعيًا بواسطة العملاء والخونة، بالإضافة إلى محاربة حرية التعبير واستهداف أصحاب القلم الحر.

ويضيف "لكن الوضع تغير خلال الأعوام الأخيرة.. رغم ملايين ودولارات اللاهثين إلا أن صوت الانتماء الوطني أعلى.. لم يكن لدى الحركة الوطنية الكثير لتقدمه لكن وجودها حافظ على الانتماء الفلسطيني، وعلى الذاكرة الفلسطينية، ونجحوا بنقل الأمانة للأجيال".

ويوضح التايه في حديثه عوامل تدفع بالفرد لتبني فكر الأسرلة قائلاً "إما أن يكون جبان، أو أن يفكر بطريقة عيش الحاضر بأقل المصائب،.. وهذا لا ينفي عنهم صفة الخذلان والخداع".

وأكد على نتائج الأسرلة السيئة و"البشعة" على الشعب الفلسطيني، "أغلب ممثلي العرب في برلمان الاحتلال تنازلوا وتجاوزوا الخطوط الحمراء من أجل مصالحهم الشخصية والأنا.. هؤلاء بمثابة بهلوانات بالنسبة للاحتلال، أحيانًا يستخدمهم الاحتلال لمسح آثار جرائمهم وممارساتهم الإرهابية".

لكن في المقابلة يرى أخرون بأن المشاركة في الكنيست يأتي من منطلق الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، وليس لإعطاء شرعية للحكومات "الإسرائيلية".

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر