كيف يوظف الفلسطيني الفن بالسياسة في أراضي 48


  • الاثنين 10 مايو ,2021
كيف يوظف الفلسطيني الفن بالسياسة في أراضي 48
في حياة الفلسطيني تكاد السياسة تهيمن على كل تفاصيل حياته حتى الفن تدخلت السياسة في انتاجات الفلسطينيين الذين استخدموا فنونهم لإيصال رسائل متنوعة أو لممارسة النقد بقالب فني. ويقول الكاتب والملحن وعازف العودة في فرقة ضربة شمس سامر عساقلة في حديثٍ للجرمق إن أي واقع يعيشه أي مجتمع يكون محكوم بواقعه السياسي، والفن هو أسلوب تعبير عن حالة ما، ومن هنا يأتي ارتباط الفن بالسياسة، إذ يمكن التعبير بالفن عن الواقع السياسي في كل المجتمعات. ويشير عساقلة إلى أن الفن يعتبر من أهم أدوات الشعوب للتطور، "تاريخيًا في فلسطين كان هناك تأثير للفن على القضية.. في الانتفاضة كل الفرق الفنية الموجودة استغلت أعمالها الفنية للتعبير عن حال الشارع الفلسطيني"، موضحًا أن تسليط الضوء على القضايا المجتمعية والسياسية ونقلها بصور فنية يكون له وقع أكبر في إيصال المعلومة، وتوضيح الصورة ونقلها كما هي. وأضاف عضو فرقة ضربة شمس أن الفنانين في أراضي ال48 يولون اهتمامًا بارزًا في نقل القضايا السياسية في أشكال الفنون المتعددة، إذ تقوم الفرق الفنية بتوظيف حالة سياسية معينة في أغنية أو عمل مسرحي أو درامي. الفن المقاوم والناقد  وعن إنتاجات فرقة ضربة شمس الفنية يقول عساقلة "قمنا بكتابة أغنية تناولنا فيها مشروع المراوح في الجولان السوري المحتل"، إذ يقوم هذا المشروع على وضع المراوح في الجولان لإنتاج الطاقة الكهربائية على حساب الزراعة التي يعتاش منها المواطنون هناك. ويضيف "تناولنا هزلية مشهد السلام الذي تعيشه الدول العربية مع إسرائيل.. بأغنية حملت اسم اتفاقيات سلام"، إذ تتناول كلمات الأغنية التواطؤ العربي مع "إسرائيل". ويتابع "بالإضافة إلى أغنية تتناول وتنتقد الأحزاب السياسية الفلسطينية في الداخل وما يسمى بلجنة المتابعة، التي يقتصر نضالها على الإعلانات والإضراب فقط"، حسب وصفه. ويؤكد الكاتب والملحن عساقلة على وجود محاذير تتعلق بتوسع الانتشار من ناحية أماكن العرض، والسبب في ذلك يعود لما تتناوله الفرق من مواضع سياسية في إنتاجها، "وبكل الأحوال نحن نتحدث بشكل مباشر عن قضيتنا ومواقفنا". الفن الفلسطيني  وبدورها تلفت المخرجة والباحثة في التاريخ الشفوي الفلسطيني ساهرة درباس في حديثٍ للجرمق إلى أن السياسة كانت من تخصصات الصحافة وكانت في الغالب تلتزم الصحف بسياسة تحريرية تُفرض عليها، أما مع وجود الفضائيات وتوسع مساحة الحرية للأفراد، استطاع صناع الفنون بمختلف أشكالها دمجها بالسياسة. وتشير درباس أن من مهام الفن الفلسطيني نقل الصور بشكلها الحقيقي والواقعي، "نقل التاريخ أو السياسة في الفن يعتبر مسؤولية". وتؤكد المخرجة الفلسطينية على ضرورة استحضار الحقائق في الأعمال الفنية السياسية، "نعاني في الإنتاج الفني والوثائقي من مشكلة في عملية البحث.. نقل الصورة الفلسطينية يحتاج لوثائق وأرقام وحقائق تدعم الصورة الفنية"، لافتًة إلى وجود مشكلة في توفر الحقائق والمعلومات، إذ يحتاج جمع المعلومات لبحث عميق جدًا. وتوضح درباس أن أراضي ال48 في الغالب تُدخل النقد السياسي بشكل سلس في الفنون بمختلف أشكالها، "لكن مناطق ال48 تواجه مشاكل في التمويل.. إذ يحتاج البعض للتمويل الإسرائيلي أحيانًا، والبعض يقبل بسبب عدم توفر بدائل، وأن المشكلة في مثل هذه الحالات هو وجود تقييد في المحتوى"، وهذا يؤثر على حقيقة الصورة وصدق المحتوى.
. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر