شهادات حية.. القوات الإسرائيلية تذيق شبان عكا صنوف العذاب بالسجون


  • السبت 24 يوليو ,2021
شهادات حية.. القوات الإسرائيلية تذيق شبان عكا صنوف العذاب بالسجون

مارست السلطات الإسرائيلية أساليب تعذيب نفسية وجسدية بحق الشبان الفلسطينيين المعتقلين من مدينة عكا بعد أحداث هبة الكرامة خلال جولات التحقيق التي استمرت لبعض المعتقلين ما يقارب الـ 30 يومًا داخل العزل الإنفرادي، إذ تعرّض 25 شابًا من مدينة عكا لتحقيق الشاباك ولا يزال 23 منهم خلف القضبان.

حرمان من النوم وتعذيب بالبرد

ويقول المعتقل (أ.ح) الذي أفرج عنه مؤخرًا من السجون الإسرائيلية إن السلطات الإسرائيلية تعمدت ممارسة أساليب تعذيب نفسية وجسدية مرهقة بحقه، ويروي في حديثٍ مع الجرمق جانبًا مما قاساه داخل غرف التحقيق والعزل الإنفرادي.

ويقول إن إدارة المعتقل كانت تتعمد مراقبته أثناء النوم، لمنعه من النوم لمدة ثواني أو دقائق فعندما يحاول النوم يتم ركله أو ركل بوابة الزنازنة حتى يستيقظ.

ويضيف أن أحد أنواع التعذيب التي مورست بحقه هي تشغيل المكيّف على درجة حرارة منخفضة جدًا، دون إحضار أي قطعة للاحتماء بها من البرد، ويصفها قائلًا "كأني في ثلاجة واسعة جدًا ولا غطاء أحتمي به".

ويضيف الشاب أن السلطات الإسرائيلية استخدمت أثناء التحقيق أسلوب الاستفزاز معه، إذ أحضر المحقق الطعام والسجائر في محاولة لإغرائه وعليه إما الاعتراف والحصول على الطعام والتدخين أو حرمانه من الطعام الجيد.

ويتابع أن أحد المحققين قام بالتدخين أمامه ونفث الدخان في وجهه كخطوة استفزازية لإثارة غضبه.

تهديد عن طريق الأهل

ويروي الشاب أن المحققين تعمدوا التلفظ بألفاظ نابية والشتائم بحقه، وتهديده بإحضار أمه والتحقيق معها أمامه داخل الزنزانة.

في حين يقول الشاب (ع،ز) إن المحقق قام بتهديده بقطع التأمين الوطني عن والدته، ويضيف، "أمي تعتاش من التأمين الوطني، هددوني بقطعه عنها، وقالوا لي سنرى كيف ستستطيع مساعدتها وأنت داخل الزنزانة".

مناشدات خلف القضبان

وتقول أميرة الحلواني والدة المعتقل محمد حلواني للجرمق إن ابنها بكى عندما تحدث مع محاميه، وقال له بصوتٍ مخنوق، "طلعنّي من هون بعذبوني طلعني من هون".

وتتابع أميرة أن ابنها لم يُبّدل ملابسه منذ اعتقاله قبل أكثر من شهرين، نتيجة منع الزيارات ومنعه من الشراء من "الكانتينا".

وتقول أميرة حلواني، "عندما رأيته لأول مرة في جلسة المحكمة كان مصدومًا ولم يستوعب ماذا يحصل معه".

إصابة واعتقال واستئصال كلية فتعذيب

ويقول والد المعتقل المصاب مصطفى مصري في حديثٍ مع الجرمق إن ابنه قد تعرّض للتعذيب في أيام التحقيق الأولى معه بعد عملية استئصال لكليته إثر إصابته برصاصة في الخاصرة.

ويتابع المصري أنه في الوقت الذي يُفترض أن يتم معالجة ابنه وإجراء فحوصات له، كانت السلطات الإسرائيلية قد وضعته على كرسيّ بلا ظهر في غرفة تحقيقٍ معتمة وعلى درجة حرارة عالية جدًا، مشيرًا إلى أن قدميّ ابنه ويديه ظلتا مقيدتين طيلة مدة التحقيق ولم يُجروا له الفحوصات اللازمة بعد عمليته الجراحية.

ويؤكد المصري أنه رأي الحالة النفسية السيئة التي يمر بها مصطفى خلال بضعة دقائق استغلها في النظر إليه في جلسات المحاكم.

ويتابع أن من صنوف التعذيب التي تعرض لها نجله هو الغرفة المعتمة دون معرفة الوقت والعزل عن العالم الخارجي مع الأوجاع نتيجة العملية.

تعذيب لا يتوقف

ويقول عضو اللجنة الشبابية لمتابعة معتقلي عكا محمد حلواني للجرمق إن الشبان يتعرضون الآن للتعذيب النفسي ويعانون من ضغط من خلال منع زيارة أهاليهم أو الاتصال بهم، وتقديم الطعام السيء.

ويضيف أن السلطات الإسرائيلية تتعمد منعهم من الشراء من "الكانتينا" وهناك شبان لم يُبدلوا ملابسهم منذ الاعتقال حتى الآن نتيجة منع الشراء ومنع الزيارات.

ويصف حلواني التعذيب الذي تعرّض له الشبان في التحقيق إذ يقول إن السلطات تعمدت ضربهم بوحشية منذ لحظة الاعتقال ومعاملتهم معاملة سيئة بالإضافة إلى استدعاء بعض الأهالي والأمهات للتحقيق.

ويتابع حلواني أن السلطات الإسرائيلية استخدمت أسلوب ابتزاز المعتقلين عبر إحضار أمهاتهم وشقيقاتهم للأسر للضغط على المعتقل ليعترف بما لم يقترفه.

ويضيف أن إحدى أساليب التعذيب المؤذية التي يتحدث عنها الشبان بعد خروجهم من الأسر هي طريقة إذلالهم بوضع الطعام لهم من أسفل باب الزنزانة، وهو طعام لا يصلح للاستخدام الآدمي، ويقول حلواني، "بعض المعتقلين خرجوا هياكل عظمية".

ويتابع للجرمق أن السلطات تعمدت المماطلة بعلاج من يعانون من مشاكل صحية، فأحد المعتقلين دفعوه للتوقيع على الخروج من المستشفى على مسؤوليته الشخصية بعد إيهامه أن السلطات قررت الإفراج عنه ليتضح لاحقًا إلى أنها ستنقله للزنازين رغم وضعه الصحي السيء ومعاناته من مشاكل قلبية.

ويُشير إلى أن هناك عدد من الأسرى بحاجة إلى علاج، فمنهم لديه كسور في يده وآلام في الظهر والقدمين.

ويلفت إلى أن حوالي 25 شابًا من عكا تعرّضوا لتحقيقات الشاباك القاسية من إجمالي معتقلي عكا.

توثيق حقوقي

ويقول المحامي محمد الحاج للجرمق إن السلطات الإسرائيلية كانت تتعمد إرغام المعتقل الجلوس على كرسي التحقيق لمدة تزيد عن 20 ساعة دون أن يتحرك، مع درجات حرارة منخفضة جدًا تسببت لبعضهم آلام في المعدة.

ويضيف أن آخر من يمثلهم من المعتقلين لديه مشاكل صحية بالجهاز الهضمي والظهر ومع ذلك تعمد المحقق إجلاسه على كرسي لفترة طويلة مع تقييد يديه وعدم إعطائه العلاج الملائم أو عرضه على طبيب مختص، مضيفًا أن أحد المعتقلين ارتفع ضغط الدم لديه أثناء التحقيق وكان بحاجة ماسة للعلاج وإجراء الفحوصات لكنه حتى الآن لم يعلم نتيجتها.

ويؤكد على وجود سياسة استهتار ومماطلة تتبعها "إسرائيل" بالتعامل مع الوضع الصحي للمعتقلين.

ويتابع أن السلطات تعمدت توبيخ وشتم المعتقلين أثناء التحقيق وتهديدهم اجتماعيًا بعد سرد تفاصيل حياتهم لهم وإيهام المعتقل أنه مكشوف لدى أجهزة المخابرات الإسرائيلية لنزع اعترافات منهم.

ويقول الحاج للجرمق، "في بعض الأحيان يسردون للمعتقل تفاصيل حياته الدينية ومدى التزامه من عدمه لتهديده وتثبيط عزيمته".

ويُشير الحاج إلى أن التحقيق كان يتم في ساعات متأخرة من الليل، لمنع المعتقلين من النوم أو الراحة.

مطالبات ويدعو أهالي معتقلي عكا والحراكات الشبابية باستمرار إلى المزيد من التضامن مع المعتقلين وعدم تركهم في السجون الإسرائيلية، بالإضافة لدعوة الأهالي إلى المشاركة في الفعاليات الميدانية التي تطالب بحرية المعتقلين.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر