أهداف إسرائيل غير المحقّقة وتغيير السّرديّة في ضوء العدوان على اليمن ولبنان


  • الاثنين 7 يوليو ,2025
أهداف إسرائيل غير المحقّقة وتغيير السّرديّة في ضوء العدوان على اليمن ولبنان
غارات إسرائيلية على اليمن

إن التّوقّعات بشأن عدوان إسرائيلي وشيك على اليمن ولبنان لم تكن مجرد تكهنات عابرة بل كانت مبنيّة على قراءة متأنّية للمشهد السّياسي الإسرائيلي الداخلي وتطوراته. فمن تأجيل محاكمة نتنياهو الذي سوِّق تحت غطاء "قضية أمنيّة معقّدة" وهي حيلة سياسيّة مكشوفة غالبًا ما تستخدم في أوقات الأزمات لتوحيد الجبهة الداخليّة أو تبرير خطوات متطرّفة إلى الترتيبات العسكريّة والأمنيّة المشددة كانت المؤشرات كلها تشي بتهيئة الأرضيّة لعمل عسكري.

لكن ما يدعو إلى التوقّف والتأمل هو النتيجة الأوليّة لهذا العدوان. فالتكرار الملفت لطبيعة الأهداف المستهدفة والتي تبدو في جوهرها دفاعية أو رد فعل على هجمات سابقة يثير تساؤلات جدية حول الأهداف الاستراتيجية الأصلية لإسرائيل.

إن هذه الجهوزيّة العسكريّة الهائلة التي تم حشدها بوضوح لم تتناسب مع حجم الأهداف المعلنة أو التي تم تحقيقها على الأرض. هذا التباين يدفع إلى استنتاج أن القيادة الإسرائيلية كانت تستهدف أهدافًا نوعية أكبر ربما تمثلت في اغتيالات لقيادات عليا أو ضرب بنية تحتية حيوية للتحكم والسيطرة أو حتى محاولة إحداث شلل واسع النطاق في قدرات الجبهة اليمنيّة . فشل هذه الأهداف الأوليّة على ما يبدو دفع إسرائيل إلى إعادة تقييم الموقف وتعديل استراتيجية سردها الإعلامي.

في ظل الإخفاق في تحقيق الأهداف الجوهرية تحولت الرواية الإسرائيلية بشكل ملحوظ. أصبحت الجهود تتركز على تصوير "استعادة سفينة Galaxy Leader" (والتي كانت محتجزة من قبل الحوثيين) كـ"نصر" يبعث على الفخر محاولةً من خلاله استعادة رمزية "حرية الملاحة والتجارة".

هذه السّرديّة وإن بدت بسيطة في ظاهرها تحمل في طياتها محاولة لـتعويض الإخفاقات التكتيكية والاستراتيجية على جبهات أخرى. إنها محاولة لصرف الانتباه عن الأهداف غير المحققة وتقديم انتصار رمزي يمكن استغلاله داخليًا لتعزيز معنويات الجمهور وخارجيًا لإظهار قدرة إسرائيل على حماية مصالحها الاقتصادية.

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر