هل حققت "إسرائيل" أهدافها بالقضاء على البرنامجين النووي والصاروخي في إيران؟
الحرب مع إيران

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحفي له إن "إسرائيل" استطاعت إزالة "تهديدين فوريين: البرنامج النووي الإيراني وقرابة 20 ألف صاروخ باليستي" في إيران.
وشدد نتنياهو على أن العملية العسكرية أدّت إلى "إزالة تهديدين وجوديين"، في إشارة إلى البرنامج النووي الإيراني والمنظومة الصاروخية. وشدد أيضا على أن "إسرائيل" لن تتردّد في تنفيذ هجمات إضافية إذا استؤنف العمل على البرنامج النووي في إيران.
هل قضت "إسرائيل" على البرنامجين النووي والصاروخي في إيران؟
ويقول الكاتب والمحلل السياسي أنطوان شلحت للجرمق، "حسب أغلب التحليلات الإسرائيلية لم تُحقق إسرائيل الهدف بصورة نهائية، هناك تمايز بين لغة المؤسسة السياسية والمؤسسة العسكرية، السياسية تتحدث بمصطلحات جوفاء وتقول ’سنقضي على البرنامج النووي’ ولكن المؤسسة العسكرية عندما كانت تتحدث فتقول إنها تريد أن ’تعيق البرنامج النووي الإيراني وتعطله وتعيده سنوات للوراء’".
ويتابع، "التقدير الآن السائد في إسرائيل بحسب تقارير وسائل الإعلام وبحسب شهادة الخبراء العسكريين أن إسرائيل ألحقت أضرار بالبرنامج النووي الإيراني ولكن لا يمكن القضاء عليه، وهناك تأكيد على نبوءة قالها رئيس جهاز الموساد السابق إن الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية قد يدفعها للإسراع بامتلاك سلاح نووي".
ويضيف، "هناك تلميحات من بعض المحللين في إسرائيل أن الحرب التي دارت تزيد من إصرار إيران على المضي قدما بالبرنامج النووي، ولكن الآن الأنظار تتجه إلى المفاوضات التي ستجري بين إيران والولايات المتحدة حول البرنامج النووي وأي نتائج ستسفر عنها في سياق الحد من تحول إيران لدولة نووية".
ويردف، "أما بالنسبة للصواريخ الباليستية، إسرائيل ألحقت أذى بترسانة الصواريخ وإيران أقدمت على استخدام عدد من الصواريخ وألحقت بإسرائيل أضرار بشرية ومادية ولكن الحديث المستقبلي الإسرائيلي الرائح أن إيران ستستثمر المزيد من القدرات والأموال لإعادة تصنيع مثل هذه الصواريخ وامتلاكها في ترسانة أسلحتها".
ويوضح للجرمق، "إسرائيل ألحقت أضرار بهذين الهدفين ولكن بين قول ذلك (تم تحقيقهما) وبين قول إنه تم القضاء على البرنامجين، لا يزال هناك شكوك في هذين الأمرين".
ومن جهته يقول البروفيسور في العلوم السياسي د.سليم بريك إن، "إسرائيل استطاعت القضاء على مفاعلات نووية في فوردو والقضاء على منصات صواريخ إيرانية وهذا لا يمكن الاستهانة به ولكن بقينا مع سؤالين، الأول أن قدرات إيران النووية لا زالت موجودة وهناك 450 كغم يورانيوم التي ممكن أن تقوم بتصنيع 9 قنابل نووية من خلالها حتى لو كانت صغيرة، وهناك أيضا المعرفة الإيرانية، فلا يمكن أخذ المعرفة من رؤوس الإيرانيين".
ويقول، "القضية الأخرى هو أننا لا نعرف كم الصواريخ التي لا تزال موجودة بحوزة إيران، فهي متقدمة جدا بالصواريخ والمسيرات، وغالب الصناعات يمكن أن تستمر في إيران ويعاد إنتاجها لذلك من غير الواضح هل كانت الضربات الإسرائيلية نصر أم كانت ضربة لإيران قد تتعافى منها بالمستقبل وتعيد إنتاجها النووي وهذا يتعلق بالمفاوضات وما سيحدث فيها بين إيران والغرب".
هل الاتفاق بين "إسرائيل" وإيران هش؟
ويقول شلحت للجرمق إن، "الاتفاق لا يضع حدا للنزاع العسكري وإنما هو اتفاق وقف إطلاق نار، أما ما يضمن الهدوء لفترة طويلة هو الاتفاق السياسي، وهذا الاتفاق حتى الآن سيتم التفاوض حوله ولكن لا أحد يعلم ما سيتم التوصل له".
ويردف، "مستقبل الهدنة واتفاق وقف إطلاق النار مرهون بسير المفاوضات من أجل التوصل لاتفاق نهائي بما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، ويمكن أن يكون اتفاق وقف إطلاق النار هش وينفجر عندما تصل المفاوضات مثلا لطريق مسدود مثلما حدث أكثر من مرة بسياق الحرب على قطاع غزة".
ويضيف، "في إسرائيل يستعملون مصطلح يمكن ترجمته أن الحرب صحيح انتهت ولكن قد يكون لها بقية وهذا المصطلح الآن مستخدم في الكثير من التحليلات الإسرائيلية أي أن الحرب انتهت ولكن خطرها لم ينقضِ".
ويختم، "الآن إسرائيل اجتازت سد معين، ولم تكن من قبل بصدد شن عملية عسكرية ضد إيران ولكن الآن اجتازت هذا الحاجز وشنت مثل هذه العملية العسكرية ما يعني في حال حاجتها لشن عملية أخرى ستقوم بذلك، وبمجرد أن تقوم بمثل هذه العملية من الطبيعي أن يتجدد القصف الصاروخي الإيراني".
وبدوره يقول د. سليم بريك، "السؤال يتعلق بنظام الحكم الإيراني، هناك عيون لإسرائيل في إيران ونتحدث عن آلاف العملاء لإسرائيل، وإذا قامت إيران بإعادة بناء السلاح النووي فستعرف إسرائيل والعالم أيضا لأن هناك NPT ( الوكالة الدولية للطاقة الذرية) التي ستراقب القدرات النووية الإيرانية وهي تعمل بشكل مباشر في خدمة الأمريكيين وبشكل غير مباشر بخدمة إسرائيل".
ويتابع للجرمق، "هل تستطيع إسرائيل أن تضرب المفاعلات في إيران من جديد، نعم، رأينا أن إيران مباحة لسلاح الجو الإسرائيلي وهناك تجربة سابقة وهو الاتفاق مع لبنان وإسرائيل تخرق الاتفاق على أساس يومي بموافقة الولايات المتحدة الأمريكية وبصمت فرنسي وهذا ممكن أن يحدث في إيران لذلك الاتفاق قد يكون هش".
ويردف، "من ناحية أخرى إذا أراد نظام الحكم في إيران ألا يسقط وأراد المحافظة على الحكم الإيراني الحالي ربما سيلتزمون الصمت لفترة معينة قد لا تقوم إسرائيل بقصف إيران من جديد".
هل المجال الآن مفتوح لمفاوضات سياسية؟
ويقول د. سليم بريك، "لا أعتقد أن هناك مجال الآن للجلوس على طاولة المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، فالعداء الإيراني للولايات المتحدة اشتد بعد الضربة على فوردو والولايات المتحدة كانت شريكة لإسرائيل في الحرب بطرق مختلفة بالدعم الاستخباري واللوجستي وليس فقط بضرب فوردو".
ويختم للجرمق "العداء مستمر بين إيران والولايات المتحدة والمفاوضات ستستمر ولكن بنفس الطريقة السابقة أي مفاوضات غير مباشرة بوساطات مختلفة ربما بوساطة عمانية أو غيرها ولكن ليس بشكل مباشر مع الولايات المتحدة".