ترامب: “إسرائيل الآن في أمان” نتنياهو: “القوة تصنع السلام”… أحقاً؟!


  • الاثنين 23 يونيو ,2025
ترامب: “إسرائيل الآن في أمان” نتنياهو: “القوة تصنع السلام”… أحقاً؟!
منشأة فوردو النووية

في لحظة استعراضية ونشوة انتصار مشحونة بالدلالات السياسية والعسكرية، وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليشكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد تنفيذ واشنطن ضربة عسكرية على منشآت نووية إيرانية، قائلاً: “القوة تصنع السلام.” ليجيبه ترامب بثقة: “إسرائيل الآن في أمان”.

كان المشهد يبدو كما لو أن ضربة عسكرية واحدة كفيلة بإعادة رسم خريطة الأمن في الشرق الأوسط، بل وإغلاق أحد أكثر الملفات تعقيداً في العالم: الملف النووي الإيراني وهزيمة الأمة الإيرانية، أحد أعند الشعوب في العالم.

التاريخ الحديث – من العراق إلى أفغانستان، ومن لبنان إلى غزة – يثبت أن الردع العسكري، مهما بلغت قوته، لا يخلق بالضرورة بيئة آمنة أو مستقرة وسلام. بل على العكس، لم تكن إسرائيل في واقع أخطر مما هي عليه اليوم بعد أن اكتشفت خطر ودمار الصواريخ الإيرانية من على بعد 1500 كم والتي أصابت أهدافها بدقة وجعلت من الدمار في تل أبيب ومدن المركز وحيفا أشبه بما فعلته إسرائيل في رفح وخان يونس.

رغم أن الضربة الأمريكية أحدثت صدمة استراتيجية مؤقتة، إلا أنها، وباعتراف أمريكي، لم تدمر اليورانيوم المخصب الذي نقلته إيران قبل أشهر إلى مكان آمن. والدليل على ذلك ما قاله مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية: "لم نرصد ارتفاع مستويات الإشعاع في أي من المواقع الثلاثة التي استهدفتها أمريكا." وعليه، لم يتضرر السكان حول هذه المواقع. وفي هذا السياق، يقول رجل المخابرات العسكرية الأمريكية السابق سكوت ريتر: "ما قام به ترامب من ضربات في إيران هو عمل استعراضي، وتظاهره مسرحية لحفظ ماء الوجه، ولم يحقق أي شيء يذكر." والدليل على ذلك ما قاله وزير الخارجية الأمريكي بنفسه بعد القصف: "المؤكد أن لدى إيران يورانيوم عالي التخصيب بكميات كافية لصنع تسعة أو عشرة قنابل على الأقل."

خلاصة القول:

الحرب ما زالت مستمرة، وإيران لم ولن توقف طموحاتها النووية. كما صرح قيادتها: "عندنا اليورانيوم المخصب، والعلماء، والقرار السياسي، والإجماع الشعبي الذي صنعته الحرب، وعليه سنستمر في مشروعنا النووي السلمي وتطوير قدراتنا الصاروخية.. نعم صواريخنا التي أصابت ودمرت وستدمر كل هدف نختاره في إسرائيل في أي وقت نريد." في هذا السياق، صرح وزير الخارجية الإيراني: "أمامنا خيارات متعددة ومتاحة للرد، ولن نوضح أكثر." فعن أي سلام يتحدث نتنياهو وأي أمان لإسرائيل يروجه ترامب؟

العكس هو الصحيح الحرب على إيران فتحت عيون دول عربية وإسلامية مجدداً على خطر إسرائيل المباشر عليها وسيكون لهذا ما يليه ضد إسرائيل وليس لصالحها.

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر