قيادات بأراضي48: منع الوصول للأقصى تصعيد خطير ومحاولة لفرض واقع جديد
خاص- الجرمق

تستمر السلطات الإسرائيلية بمنع الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك، عبر إغلاقه أمام المصلين، حيث تعتبر قيادات أراضي48 هذا المنع تصعيد خطير يهدف إلى تحييد الأقصى عن مركزية الفلسطينيين، فرض واقع جديد حول الأقصى.
"تصعيد خطير"..
قال الناشط السياسي ورئيس اللجنة الشعبية في أم الفحم محمد خضر إن ما يجري من تصعيد بحق المسجد الأقصى ليس مجرد تضييق ديني، بل هو مخطط لقياس نبض الشارع الفلسطيني وفرض واقع جديد يقوم على تفريغ المسجد من روّاده وتحييده عن مركزية الوعي والهوية.
وفي حديثه لـ الجرمق، يشير خضر إلى أن الاحتلال يستخدم ذرائع واهية، ويعتمد سياسة "التضييق التدريجي" لاختبار ردة فعل الشارع الفلسطيني، مضيفًا: "نحن اليوم أمام مرحلة خطرة، ليس فيها مكان للصمت، فكل تأخر في الرد الشعبي يعطي الاحتلال إشارات خاطئة".
ويؤكد أن الرباط في المسجد الأقصى لا يقتصر على الصلاة والعبادة فقط، بل يشمل الحضور الواعي والدائم في محيط المسجد، من الأسواق إلى باحاته، معتبرًا أن النضال اليوم يجب أن يتجلى في أشكال متعددة، أبرزها تعزيز التواجد الشعبي وتنظيم زيارات مستمرة إلى البلدة القديمة والمسجد.
ويوضح خضر أن "الرباط لا يجب أن يكون فعلًا موسميًا، بل ثقافة نعيشها يوميًا"، داعيًا إلى اعتبار الوجود في القدس "فرضًا دائمًا"، وليس تفاعلًا طارئًا ينتهي بانتهاء الاقتحام أو الحدث.
ويختم بالقول إن الوضع مركب وصعب، في ظل عربدة الاحتلال من جهة، وصمت وتخاذل محلي وإقليمي من جهة أخرى، مضيفًا: "الرد لا يكون بالشجب بل بالفعل الشعبي المنظّم والواعي، وعلى الجميع تحمّل المسؤولية".
إسرائيل تستغل الحرب لتكريس سيطرتها على الأقصى
ويقول عضو المكتب السياسي لحركة أبناء البلد لؤي خطيب لـ الجرمق إن ما تقوم به إسرائيل من منع الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد الأقصى ليس جديدًا، لكنه يتكرر كلما شهدت المنطقة ظرفًا أمنيًا أو حربًا. وأضاف أن الاحتلال يحاول فرض واقع جديد حول الأقصى من خلال إغلاقه أو التحكم في أوقات دخوله، معتبرًا أن "هذه سياسة مستمرة لتفريغ المسجد من الفلسطينيين".
ويؤكد خطيب أن "إسرائيل لا تحمي الأقصى بل تفرض السيطرة عليه"، متسائلًا عن ازدواجية المعايير، حيث يُمنع الفلسطيني من الصلاة في المسجد الأقصى بذريعة الخطر الأمني، في حين لا تُمنع الصلوات في الكنُس أو الكنائس. وقال: "الخطر الوحيد الذي يتهدد الفلسطينيين في هذه البلاد هو الاحتلال الإسرائيلي ذاته، بجنوده وشرطته".
ويضيف أن "المنع ليس حماية للفلسطينيين، بل هو محاولة لعزلهم عن مسجدهم وعن هويتهم"، مشيرًا إلى أن "صواريخ إيران لم تُوجه نحو المسجد الأقصى، بل استهدفت قواعد عسكرية، ونحن في الداخل الفلسطيني لم تصلنا أي صواريخ، رغم كثافة التجمعات السكانية".