يوم واحد قبيل التصويت على حل الكنيست الإسرائيلي..هل باتت "إسرائيل" قريبة من الانتخابات العامة؟


  • الثلاثاء 10 يونيو ,2025
يوم واحد قبيل التصويت على حل الكنيست الإسرائيلي..هل باتت "إسرائيل" قريبة من الانتخابات العامة؟
الكنيست الإسرائيلي

تطرح أحزاب المعارضة الإسرائيلية يوم غد الأربعاء مشروع قانون لحل الكنيست الإسرائيلي والذهاب لإجراء انتخابات عامة وذلك في ظل تهديد الأحزاب الحريدية في "إسرائيل" بأنها ستدعم قانون حل الكنيست على خلفية عدم إقرار قانون التجنيد.

وأعلنت الأحزاب الحريدية في "إسرائيل" أنها ستدعم القانون ويُجري رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو محادثات مكثفة لثني الأحزاب عن دعم مشروع القانون وتهديد الحكومة.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي أمير مخول، "نتنياهو لديه أوراق يلعبها، والحريديم معنيون بهذه الأوراق وبالذات القيادة السياسية فيهم، باستثناء كتلة أغوادات يسرائيل داخل حزب يهودية التوراة التي تريد إسقاط الحكومة، ولكن حزب شاس وبالذات قيادته السياسية قريب من موقف نتنياهو، وقامت بنقل الصراع إلى داخل الحريديم وليس بين الحريديم والليكود في موضوع التجنيد".

ويتابع للجرمق، "الحريديون حصلوا على أموال وامتيازات كثيرة في هذه الحكومة، وبدون وحدتهم لا يستطيع أي حزب إسقاط الحكومة، باستثناء حزب شاس الذي يستطيع وحده إسقاطها لكنه غير معني، ولكن حتى لو تم التصويت غدا لصالح حل الكنيست من قبل كل الأحزاب الحريدية فهذا التصويت سيكون بالقراءة التمهيدية لحين مرور القانون في لجان الكنيست وقد يأخذ وقتا طويلا وقد يسقط بشكل أو آخر جوهريا، مهما كان بدأت معركة الانتخابات، وبدأت الاصطفافات تتسارع والمساعي لتحسين المواقع، وكلٌ يريد انتخابات حسب جدول أعماله".

ويقول، "هناك من يريد الانتخابات حول الحرب في غزة وإخفاق 7 أكتوبر، وهناك من يريدها لتجنيد الحريديم والمحور الإيراني، لذلك الأمور لا تزال غير واضحة ولم تُحسم هل سيكون نهائيا إسقاط الحكومة أمرا واقعيا، هذا الأمر يمكن أن يحدث ولكن هناك احتمال ألا يحدث في الغد".

ما المتوقع تقديمه للحريديم لثنيهم عن حل الكنيست؟

رغم وجود قرار يمنع الحكومة الإسرائيلية من تقديم مخصصات مالية إضافية للأحزاب الحريدية إلا أن الحكومة لديها طرق التفافية على المحكمة العليا الإسرائيلية وقراراتها بحسب مخول، ويقول للجرمق، "نتنياهو يريد كسب الوقت وبالتالي سيؤجل ويراوغ ولكن هذا قد لا ينفع وقد يتجه الحريديون لإسقاط الحكومة وهذا يحرج نتنياهو لأن مخططاته هي منع الانتخابات عام 2026 وعدم إجرائها في العام القادم وليس في موعدها بذريعة الحرب والحرب الوجودية وهو ما أكده في أحد المؤتمرات الأسبوع الماضي عندما قال ’هل تريدون الآن انتخابات’؟ بما معناه أنه لن يذهب للانتخابات وسموتريتش يقول انتخابات في إسرائيل يعني خسارة الحرب".

ويضيف مخول، "الذريعة والنوايا في منع الانتخابات قائمة والسلطة القانونية والقضائية تراجعت بشكل جدي بعد إزاحة أدوارها، هناك فوضى إسرائيلية مخططة من قبل نتنياهو ويستفيد منها، وبالتالي تشمل كل المنظومات التي كان بإمكانها أن تكبح هذا التوجه".

ويردف، "الآن سيتم استغلال الوضع الأمني وخاصة التوتر مع إيران الذي تطرحه إسرائيل دائما كملف جديد ولكن لا يبدو أنه به شيء جديد، من أجل منع التصويت في الغد، وهذا قد يطرحه نتنياهو وقد تتأثر به أحزاب المعارضة، الأمور ليست محسومة".

ويوضح، "لو جاء اقتراح حجب الثقة عن الحكومة من قبل الحريديم لكان له معنى آخر، ولكن جاء الاقتراح من قبل المعارضة التي علاقتها بالأساس متوترة مع الحريديم وبالذات في موضوع التجنيد في الجيش، فالمعارضة متشددة أكثر في هذا الموضوع".

ويتابع، "الأمور بعيدة عن الحسم، ولكن الوضع يتجه للاتفاق على موعد للانتخابات في بداية عام 2026 وأعتقد من المبكر الحديث عن انتخابات في أكتوبر القادم، هذا قد يحصل، وقد تحصل تطورات غير متوقعة بما فيها منع الانتخابات".

كيف ستؤثر الانتخابات على سير الحرب؟

تُكمل الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو مدتها القانون العام المقبل ما يعني قانونيا في "إسرائيل"أنه يجب إجراء الانتخابات، إلا أن نتنياهو قد يمنع حدوث الانتخابات بذريعة الحرب بحسب مخول، فكيف سيؤثر ذلك على سير الحرب؟

ويقول مخول للجرمق، "الحرب مستمرة سواء حدثت انتخابات العام القادم، الحرب مرتبطة ليس بالتفاعلات الداخلية الإسرائيلية التي تحصل سلطويا لصالح الحرب، الحرب متعلقة بالقرار الأمريكي الذي قد يوقفها، ولكن في حال وقفت الحرب فسيكون نتنياهو بوضع أصعب وسيفقد هذه الورقة التي يتلاعب بها".

ويوضح أن، "نتنياهو يصارع الآن ليس للحصول على 61 عضو كنيست وإنما يريد أن يتجاوز عتبة 50 عضو كنيست في كتلته مع أقصى اليمين، كي يمنع أن تقوم أي حكومة لأنه يعتبر أي حكومة تقوم على حزب عربي غير شرعية بتاتا وهناك تقبل لذلك في الرأي العام الإسرائيلي بما فيها موقف لابيد وليس فقط نتنياهو".

ويختم، "الأمور ليست مستحيلة بالنسبة لنتنياهو أن يمنع تشكيل حكومة أخرى، عندها ستكون حكومته حكومة تصريف أعمال لفترة غير محدودة وقد تجري انتخابات إضافية بعد نفاذ الموعد القانوني لتشكيل الحكومة ولذلك نتنياهو الآن ليس في ضائقة، الموجود الآن في ضائقة هي المعارضة وهي الأضعف وهي التي بدون حصول انقلاب داخلها لا تستطيع قلب حكومة نتنياهو".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر