أزمة داخل ائتلاف نتنياهو..هل ستنفذ الأحزاب الحريدية تهديداتها بحل الكنيست الإسرائيلي؟

ارتفعت وتيرة تهديدات الأحزاب الحريدية التي تعد جزءا من الائتلاف الحكومي الإسرائيلي اليوم وذلك بعدما فشل اجتماعها مع رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي يولي إدلشتاين الذي عُقد لتسوية أمر قانون التجنيد لإعفاء طلاب المعاهد الدينية من الخدمة العسكرية.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن مسؤولين في حزب "يهوديت هتوراة" الحريدي صرخوا بأن الاجتماع فشل فشلا ذريعا وأن موشيه غافني زعيم الحزب تلقى تعليمات بمغادرة الحكومة الإسرائيلية والعمل على إسقاطها.
هل تنفذ الأحزاب الحريدية تهديداتها؟
يقول المحلل السياسي والكاتب فايز عباس، إن، "الـ24 ساعة القادمة مصيرية بالنسبة لحكومة بنيامين نتنياهو لأن الحريديم يهددون وبشكل جدي وللمرة الأولى بأنه إذا لم يقرّ قانون إعفاء طلاب المعاهد الدينية من الجيش فإن الأحزاب الدينية ستنسحب من الائتلاف الحكومي وفي هذه الحالة يمكن تسريع الإطاحة بحكومة بنيامين نتنياهو".
ويتابع للجرمق، "المعارضة في إسرائيل تنتظر القرار الأخير للقيادة الروحية للأحزاب الحريدية، فأعضاء الكنيست من هذه الأحزاب لا يقررون خطواتهم هذه وإنما الحاخامات المسؤولين عنهم في الأحزاب هم من يقررون كيف سيتصرفون، وهناك ضغط على أعضاء الكنيست من قبل الحاخامات الانتظار وإعطاء فرصة أخيرة لنتنياهو لإيجاد حل لقضية قانون التجنيد".
ويقول، "هل سيخضع نتنياهو لمطالب الحريديم؟ لا نعلم، فهناك أعضاء كنيست من الليكود ومن الأحزاب الأخرى داخل الائتلاف الحكومي الذين يعارضون إقرار قانون منح الإعفاء للحريديم لذلك نتنياهو سيجد صعوبة بتمرير القانون خاصة أن رئيس لجنة الخارجية والأمن -التي سيتم خلالها إقرار القانون بشكل نهائي قبل طرحه للقانون-، يعارض بشدة مثل هذا القانون ويريد أن يخدم الجميع في الجيش الإسرائيلي".
ويضيف، "إذا أعلنت الأحزاب الحريدية انسحابها من الائتلاف الحكومي سيُطرح قانون لحل الكنيست والذهاب لانتخابات مبكرة، ولكن دائما نتنياهو كان ينجح في إيجاد حلول في هذه الأزمات ولكن هذه المرة يبدو أنه يجد صعوبة في إقرار القانون ولكن أعتقد أن هذه الأحزاب ستحاول جاهدة إقناع نتنياهو لتمرير القانون دون الإطاحة بالحكومة ودون انسحابهم من الائتلاف".
ويوضح أن، "الأحزاب الدينية الشريكة في الائتلاف تحصل على كافة الامتيازات والأموال للمعاهد الدينية بسبب وجودها في الائتلاف الحكومي، السؤال هل سيتنازلون عن هذه الامتيازات مقابل عدم إقرار القانون، هناك من يعتقد داخل الأحزاب أنه يجب عدم التسرع وتفكيك الحكومة ولكن هناك أصوات أخرى تطالب بوضع حد للمهزلة كما يسمونها لعدم إعفاء الحريديم من الجيش".
وبدوره، يقول المحلل السياسي والباحث أنطوان شلحت للجرمق، إن، "المؤشرات المتراكمة حتى الأن، تشير إلى أن الأحزاب الحريدية ستنفذ تهديداتها، ولكن هل سيكون هناك تطورات تمنع تنفيذ التهديد، هذا سؤال مفتوح، ولكن الأحزاب وضعت شرط أن يتم إقرار قانون جديد متعلق بالتجنيد وأن يكون نصه واضحا لإعفاء الحريديم من التجنيد بنسبة معينة وربما يتم التوصل لتسوية بهذا الشأن".
ويتابع للجرمق، "حتى الآن، التهديد حقيقي والحكومة فعلا بخطر، لأن التجنيد بالنسبة للحريديم مصيري وحاسم وأعتقد أنهم لن يتنازلوا عنه، وهناك أوساط داخل الائتلاف الحكومي يتزعمها رئيس الخارجية والأمن يولي إدلشتاين الذي يرفض أن يمرر من خلال اللجنة قانون جديد للتجنيد يتماشى مع مطالب الحريديم وهناك من يؤيده من أعضاء الكنيست في الائتلاف الحكومي، الأمر الذي يشير إلى أن القانون قد لا يحظى بأغلبية وقد يسقط".
ويردف، "نعيش الآن ساعات حاسمة، لأن تهديد الحريديم بحل الكنيست سينفذ خلال الـ24 ساعة المقبلة".
ما الخيارات المتاحة لنتنياهو؟
ويتحدث فايز عباس عن الخيارات المتاحة أمام نتنياهو قائلا، "من الصعب أن يتجه نتنياهو لأحزاب أخرى للحفاظ على الائتلاف الحكومي، لأنه مثلا حزب غانتس كان قد انضم لائتلاف نتنياهو في بداية الحرب، ولكن نتنياهو حجّم غانتس بشكل غير مسبوق ولا أعتقد أنه سيدخل في الائتلاف للمرة الثانية وكان هناك اتفاق للتناوب على رئاسة الحكومة ولكن نتنياهو رفض هذا التناوب في اللحظة الأخيرة بالتالي انسحب غانتس منها ولا أعتقد أنه سيعود".
وبدوره، يقول المحلل السياسي أنطوان شلحت للجرمق، "هناك سيناريوهات عدة، الأول أن يكون هناك إصرار من عدد من أعضاء الائتلاف بعدم تنفيذ القانون، وأن تنفذ الأحزاب الحريدية تهديداتها وتقدم قانون حل الكنيست، في السابق كان هناك حديث عن استقالة الحريديم من الائتلاف ولكن الآن الحديث الآن ليس عن الاستقالة وإنما عن تقديم قانون لحل الكنيست".
ويتابع للجرمق، "الاستقالة من الحكومة لا تعني بشكل أوتوماتيكي سقوط الائتلاف، فيمكن أن تستقيل الأحزاب الحريدية من الحكومة ولكن تدعمها من الخارج وهذا ما حدث مع بن غفير، ولكن الآن الحديث يجري عن تقديم طلب من قبل الأحزاب الحريدية لتقديم طلب لحل الكنيست والذهاب لانتخابات مبكرة وهذا قد يحظى بأكثرية إذا أيدته الأحزاب الحريدية وأحزاب المعارضة فسُيحل الكنيست".
ويضيف، "السيناريو الثاني، أن يتوصل نتنياهو لتسوية مع الحريديم وأن يقدم لهم بعض الإغراءات ولكن لا نعلم ما هي فهناك قيود على الإغراءات المادية لأن المحكمة العليا منعت تقديم المخصصات للشبان الحريدية إلا إذا أدوا الخدمة العسكرية ولكن يمكن أن يعرض نتنياهو إغراءات أخرى بوسع نتنياهو تقديمها لهذه الأحزاب ما يدفعها للتراجع عن تهديداتها".
ويقول، "من المهم بالنسبة لهذه الأحزاب أن يتم تجاوز هذه الأزمة لأن الكنيست بعد فترة ستدخل في إجازة وبالتالي التهديد بإسقاط الائتلاف يصبح غير ذي صلة وعندها يمكن أن تتجدد المفاوضات للتوصل لتسوية مع الحريديم".
ويردف، "هناك أيضا سيناريو ضعيف، أن يلجأ نتنياهو لأحزاب من خارج الائتلاف للحفاظ عليه، فنتنياهو من قبل عُرض عليه أن يتلقى دعما من الخارج بما يتعلق بمستقبل الحرب على غزة وكان هناك نداءات للذهاب لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة حتى لو عارضت أحزاب في الائتلاف ذلك ستقدم أحزاب المعارضة شبكة أمان".
ويختم، "السيناريو الأخير ضعيف لأنه يضع نتنياهو رهن أحزاب المعارضة وبالتالي سيشير ذلك لضعفه ولكنه يحاول التظاهر أنه زعيم قوي".