هذا ما دفع دولًا أوروبية لاتخاذ خطوات غير مسبوقة ضد إسرائيل
خاص- الجرمق

تصاعدت حدة التوتر اليوم بين بريطانيا وإسرائيل، وهددت كندا، وبريطانيا، وفرنسا بالاعتراف بدولة فلسطين، وذلك في ظل استمرار إسرائيل بسياستها ضد قطاع غزة، لا سيما في قضية إدخال المساعدات إلى القطاع.
ويقول خبراء في الشأن السياسي إن حكومات في دول العالم عمومًا، وأوروبا على وجه الخصوص تغيرت مواقفها في ظل زيادة الضغط الشعبي عليها.
تغير مواقف دول أوروبية
يؤكد الخبير في الشأن السياسي، فايز عباس، أن أغلب دول العالم، وخاصة الأوروبية، تتحرك فعليًا لمنع إسرائيل من مواصلة حربها على قطاع غزة، بعد أن وسّعت قوات الاحتلال عملياتها العسكرية واستهدفت مناطق حيوية ومأهولة في القطاع.
ويشير عباس لـ الجرمق إلى أن الحكومات الأوروبية بدأت بالرضوخ للضغط الشعبي المتزايد ولأصوات أعضاء البرلمانات، ما دفعها لاتخاذ خطوات عملية غير مسبوقة ضد إسرائيل، من ضمنها وقف التعاونات والاتفاقيات الرسمية، كما فعلت بريطانيا التي جمّدت مفاوضات التجارة مع إسرائيل وفرضت عقوبات على منظمات استيطانية.
عزلة متزايدة
يرى عباس أن رد الفعل الإسرائيلي، خاصة من وزارة الخارجية التي قالت إن "الانتداب البريطاني انتهى قبل 77 عامًا"، يُظهر عنجهية سياسية ونكرانًا للدور البريطاني التاريخي في قيام إسرائيل، ويعكس مدى الصدمة من التحول الأوروبي المفاجئ.
ويضيف أن المواقف الأوروبية الرسمية تشكل نقطة تحول استراتيجية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأنها تمثل بالنسبة لتل أبيب "تسوناميًا سياسيًا"، وفقًا لوصف الإعلام الإسرائيلي، أما بالنسبة للفلسطينيين، فهي لحظة فارقة ستؤدي في النهاية إلى اعتراف أوروبي متزايد بدولة فلسطين، ما سيُقيّد يد إسرائيل في الضفة الغربية ويُعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية.
وفي السياق، تصاعد التوتر الدبلوماسي بين إسرائيل وبريطانيا، اليوم الإثنين، بعد إعلان وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، تعليق مفاوضات اتفاق التجارة الحرة مع إسرائيل، واستدعاء السفيرة الإسرائيلية في لندن، تسيبي حوتوبيلي، لجلسة "توبيخ دبلوماسي".
وبررت لندن هذه الخطوة بما وصفته بـ"الخطر المتزايد للجوع الذي يهدد مئات آلاف المدنيين في غزة"، معتبرة أن "سلوك الحكومة الإسرائيلية يعزلها عن أصدقائها وشركائها في العالم، ويقوض مصالح الشعب الإسرائيلي ويضر بسمعة الدولة في المحافل الدولية".
في المقابل، ردت وزارة الخارجية الإسرائيلية بغضب، واعتبرت قرار بريطانيا خطوة سياسية مدفوعة بـ"هوس معادٍ لإسرائيل"، وقالت في بيان:
"حتى قبل إعلان اليوم، لم يتم إحراز أي تقدم في هذا الملف من قبل الحكومة البريطانية الحالية. إذا كانت الحكومة البريطانية مستعدة للإضرار باقتصادها بدافع من اعتبارات سياسية داخلية، فهذا شأنها."
وأضاف البيان بنبرة حادة: "الانتداب البريطاني انتهى قبل 77 عامًا بالضبط. الضغوط الخارجية لن تُثني إسرائيل عن طريقها."
ويأتي هذا التوتر في ظل تصاعد الانتقادات الدولية الموجهة لإسرائيل بسبب الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، في وقت تواجه فيه عزلة متزايدة على الساحة الدولية، وسط تحركات دبلوماسية متسارعة من عدة دول لمحاسبة الحكومة الإسرائيلية على ما تصفه بـ"انتهاكات جسيمة للقانون الدولي".