ما دلالة تنفيذ زيارات وعودة الفلسطينيين بأراضي48 لقراهم المهجرة بذكرى النكبة؟

خاص- الجرمق

  • الخميس 1 مايو ,2025
ما دلالة تنفيذ زيارات وعودة الفلسطينيين بأراضي48 لقراهم المهجرة بذكرى النكبة؟
اللجون

ينفذ الفلسطينيون خلال هذه الأيام زيارات للقرى المهجرة بأراضي48، وذلك لإحياء ذكرى النكبة التي تصادف يوم الـ 15 من مايو الجاري، ويؤكد نشطاء وفلسطينون بأراضي48 على أهمية هذه الزيارات لتلك القرى، لما فيها من تمسك بالأرض، وإحياء الذاكرة الفلسطينية.

"شعبنا يواصل التمسك بحقه بأرضه"..

من جهته، يشدّد الصحافي والناشط رشاد عمري على أنّه رغم مرور 77 عامًا على صدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، الذي ينص على وجوب السماح بعودة اللاجئين الفلسطينيين وتعويض من لا يرغب بالعودة، فإنّ القرار لم يُنفّذ حتى اليوم. ومع ذلك، يواصل الشعب الفلسطيني تمسّكه بهذا الحق الأممي ويطالب بتطبيقه، رغم إدراكه أن ذلك يرتبط بتطورات إقليمية ودولية قد تطيل أمد الانتظار.

ويوضّح عمري لـ الجرمق أنّ الفلسطينيين لا يجلسون مكتوفي الأيدي بانتظار العودة، بل يعملون على ترسيخ هذا الحق في برامجهم وقرارات عدد من أحزابهم الوطنية، مؤكدًا أنّ العودة الفعلية والرمزية للمهجّرين من الداخل الفلسطيني عام 1948، من خلال مسيرات العودة السنوية، تعبّر عن هذا الالتزام، خصوصًا تحت الشعار الذي بات راسخًا: "يوم استقلالهم هو يوم نكبتنا".

ويرى عمري أن تجاهل اتفاقيات أوسلو لقضية المهجّرين ولفلسطينيي الداخل، زاد من قناعة الناس بضرورة التمسّك بالحق الجماعي في العودة، دون انتظار تنسيق مع الجهات الرسمية أو الحصول على موافقة من الشرطة الإسرائيلية. ويلفت إلى أن مشاركة الأجيال الجديدة، لا سيما الشباب والأطفال، في زيارات البلدات المهجّرة، تُسقِط نظرية بن غوريون التي راهن فيها على نسيان الأجيال القادمة.

ويرصد عمري مبادرات محلية فردية وعائلية للمهجّرين الذين يعودون إلى بلداتهم المهجّرة، ليقرأوا الفاتحة على قبور أجدادهم، أو ليقفوا على أنقاض بيوتهم، رغم أن بعضها تحوّل إلى مراعي أبقار بفعل الاستيطان. ويشير إلى أنّ إلغاء المسيرة المركزية هذا العام، التي كانت مقرّرة إلى قرية كفر سبت المهجّرة، لم يُضعف الحراك، بل أدّى إلى توسّع الفعاليات وزيادة عدد البلدات التي زارها الناس، وعدد المشاركين.

ويختم عمري بالتأكيد على أن العودة لتنظيم مسيرة مركزية ضرورة سياسية ومعنوية، رغم محاولات الشرطة منعها. ويعتبر أنّ الإصرار على تنظيمها، كما حصل في صفورية سابقًا رغم اعتداءات الشرطة، هو شكل من أشكال النضال السلمي الذي يعمّق السردية الفلسطينية ويجذّر الوعي الوطني.

"تثبيت الذاكرة"..

وبدوره، يؤكّد كمال فحماوي، المهجّر من قرية أم الزنات، أنّ إحياء ذكرى النكبة يحمل طابعًا شخصيًا ووطنيًا في آن، إذ يزور في هذا اليوم مع عائلته قريتهم المهجّرة، ليقفوا على أطلال البيوت، ويتأملوا ما تبقّى من أشجارها، ويُعرّفوا أبناءهم على المدرسة والمقبرة، حيث يقرؤون الفاتحة، ثم يتجولون في أرجاء القرية.

ويشرح فحماوي لـ الجرمق أنّ الهدف من هذه الزيارات هو تثبيت الذاكرة ونقل التاريخ من جيل إلى جيل، حتى لا تُنسى القرى المهجّرة، وتبقى حاضرة في وعي الأطفال والشباب.

ويروي تفاصيل رحلة التهجير التي عاشها والده عام 1948، حين غادر أم الزنات إلى دالية الكرمل، ثم انتقل بعد سنتين إلى منطقة حد إكزام، ومنها إلى قرية الفريديس، حيث استقرّت العائلة منذ ذلك الحين.

ويختم فحماوي بالتشديد على أنّه، رغم سكنه الحالي في الفريديس، لا ينسى جذوره، ويُعرّف عن نفسه دائمًا بأنه من أم الزنات، قائلاً: "أنا بعرف حالنا، وين ما بروح، بعرف حالي... الأصل من أم الزنات".

تمسك بالأرض..

ويُوضح المرشد الفلسطيني بكار فحماوي أنّ قرية أم الزنات تعرّضت للتهجير القسري في الخامس عشر من أيار عام 1948، ولم يبقَ فيها أيّ من سكانها الأصليين، بعد أن تمّ إفراغها بالكامل في سياق نكبة الشعب الفلسطيني.

ويقول فحماوي لـ الجرمق إن التهجير جرى على عدّة مراحل، حيث توجّهت مجموعات من أهل القرية شمالًا إلى دالية الكرمل، وهي البلدة الجارة، فيما لجأت عائلات أخرى إلى قرى غربية، بينما اتّجهت الغالبية نحو الجنوب، إلى منطقة وادي عارة، تحديدًا إلى أم الفحم، عارة وعرعرة، مستفيدين من وجود الحامية العراقية آنذاك في تلك المناطق.

ويضيف أنّ أبناء أم الزنات استقروا بعد التهجير في بلدات مختلفة، لا سيما دالية الكرمل، التي تُقدَّر فيها اليوم أعداد المهجّرين وأحفادهم ما بين 600 إلى 800 نسمة، وقد شكّلوا حارتين في البلدة، بعد أن كانوا يشكّلون حارة واحدة في السابق.

ويؤكد أنّهم يعيشون اليوم في دالية الكرمل بكل احترام ومحبة إلى جانب باقي أهل البلدة، لكنّهم لم ينسوا أصلهم، ويواصلون التمسّك بتاريخهم وهويتهم، ونقلها من جيل إلى جيل.

. . .
رابط مختصر


اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر