إلغاء اجتماع "أمني" إسرائيلي بسبب تهديدات سموتريتش..ما تداعيات هذه الخطوة؟ محلل يجيب

أُلغي اجتماع أمني إسرائيلي مُصغر كان من المقرر عقده يوم أمس الثلاثاء بمشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس "الشاباك" رونين بار وذلك بعد تهديد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بعدم الحضور في حال تم توجيه دعوة لبار.
وقال مكتب سموتريتش، "رونين بار رئيسٌ فاشلٌ للشاباك، أُقيل من منصبه ولا يمكنه المشاركة في المناقشات الأمنية. إنه رجلٌ خطيرٌ يستخدم أدوات الشاباك الاستخبارية والتحقيقية القاسية لمصالحه الشخصية، كأداةٍ للانتقام من السياسيين والصحفيين. لقد فشل رونين بار في منصبه في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وهو الآن يتصرف بشكلٍ إجراميٍّ لتنفيذ انقلاب".
وأثار إلغاء الاجتماع غضب عائلات المحتجزين الإسرائيليين حيث قالت العائلات، "تعرب العائلات عن صدمتها من فكرة إلغاء اجتماعات أمنية حساسة بسبب خلافات شخصية وسياسية، هذا مؤشر مقلق للغاية حول أولويات الحكومة".
وتابعت، "تتساءل العائلات: ما هي الاجتماعات الأخرى التي قد تُلغى لنفس الأسباب؟ وهل سيكون مصير أبنائنا الأسرى رهينة للسياسة الضيقة؟ الأسرى ونحن لا نملك ترف الوقت لخوض صراعات شخصية، تحلّوا بالمسؤولية، اجلسوا معًا في غرفة واحدة، وتوصّلوا إلى اتفاق يُعيد الجميع"
ويقول الباحث والمحلل السياسي صالح لطفي للجرمق، إن، "إرجاء الاجتماع كان ارتفاع مستوى التوتر بين رئيس الحكومة ورئيس الشاباك خاصة بعدما تم تسريب معلومات من طرف شخصية للشاباك للإعلام الإسرائيلي فيما يتعلق بقضايا أمنية".
وتابع، "نتنياهو وجد فرصته لاقتناص هذه اللحظة ومن ثم تجميد عمل رئيس الشاباك ووضعه ضمن الأطر الذي يريدها نتنياهو وبذلك يتجاوز قرارات المحكمة العليا وقرارات المعارضة التي ترفض تنفيذ قرار إقالة رئيس الشاباك"
وأضاف للجرمق، "تداعيات إلغاء الاجتماع الأمني لا يمكن قراءتها في هذه اللحظة، فمن المعروف أنه منذ بدء الحرب، هناك سؤال على جدول أعمال الحكومة الإسرائيلية هو ’المخطوفون إلى أين؟’ ونتنياهو يمارس لعبة شد الحبل مع المقاومة ومع المجتمع الإسرائيلي بما يتعلق بالرهائن، فبالنسبة له، الرهائن مادة يمكن أن يستثمرها لتطوير فعله العسكري تجاه المقاومة في غزة من جهة".
وأردف، "ومن جهة أخرى، تثبيت وجوده السياسي وتمكينه داخل المؤسسة والمجتمع الإسرائيلية، ولذلك التداعيات تجاه ملف الرهائن هي التراجع المستمر في الاهتمام الحكومي بقضية الرهائن، وإن كانت لفظيا تهتم بهم، ولكن السؤال الراهن بالنسبة لنتنياهو لم يعد سؤالا أخلاقيا ولا سياسيا، هو يريد الانتصار الساحق على المقاومة في غزة ويهمه النتائج ولا يهمه الأثمان التي تُدفع سواء بشرية أو مادية".
وقال، "التداعيات مستمرة وما حدث في الشارع الإسرائيلي من تفاعلات مستمرة تجاه مسألة الرهائن هو دفع للوصول للحظة تسريب المعلومات واتخاذ نتنياهو وأعضاء حكومته موقفا ضد رئيس الشاباك الذي تجلى بعدم عقد لقاء أمني بسبب تجاوز رئيس الشاباك لنتنياهو".
هل الصفقة قريبة؟
وتحدث لطفي للجرمق أنه، "من الصعوبة بمكان التكهن بالمشهد السياسي في غزة خلال الأسبوعين القادمات إلا إذا وافقت حماس على شروط إسرائيل، عندها ستنتهي الحرب، وستعود الأمور لما كانت عليه، ولكن ما رشح أن حماس رفضت المقترح الإسرائيلي، وبالتالي من السابق التكهن بأوضاع قطاع غزة حول نهاية الحرب".
وختم، "قرار وقف الحرب للوهلة الأولى هو قرار إسرائيلي ولكن الولايات المتحدة التي مولت والتي تدافع عن إسرائيل لها القرار الحاسم حول هذا الأمر، ونتنياهو تربطه علاقات قوية جدا بالجمهوريين في الولايات المتحدة الأمريكية وترامب يتبع لهذا اللوبي الصهيوني الإنجيلي الجمهوراني، وبالتالي نتنياهو مطمئن أن ترامب لن يقول له لا بشأن السياسيات التي يقوم بها".