أوضاع الأسرى تزداد قسوة وسط حرمان من الملابس والخصوصية والمحاكمات العادلة


  • الأربعاء 16 أبريل ,2025
أوضاع الأسرى تزداد قسوة وسط حرمان من الملابس والخصوصية والمحاكمات العادلة
توضيحية

أفادت محامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين نادية دقة بأن الأسرى يعانون في سجون الاحتلال من ظروف قاسية، حيث يعيشون في “بركسات” و”غرف” مكتظة، تفتقر لأدنى مقومات الحياة الطبيعية.

ووفقًا لما أفادته دقة عقب زيارة نفذتها لسديه تيمان، تقول إن الأسرى يشتكون من عدم القدرة على الاستحمام بانتظام، حيث يُسمح لهم في أفضل الحالات بالاستحمام مرة واحدة أسبوعيًا، فيما لا يُسمح لهم بتبديل الملابس الداخلية سوى مرة واحدة أسبوعيًا.

وتابعت في حديثٍ خاص مع الجرمق، "بعض الأسرى يضطرون لارتداء نفس الملابس الخارجية لمدة تصل إلى 60 أو 70 يومًا متتاليًا، في ظل غياب مواد التنظيف الأساسية، حيث تُوزع كميات غير كافية من الصابون وورق التواليت، إذ تُخصص ثلاث لفات فقط لغرفة تضم 50 شخصًا".

تشير شهادات الأسرى بحسب دقة إلى وجود “دُش” للاستحمام داخل الغرف، لكنه مغلق معظم الوقت ولا يُسمح باستخدامه إلا بإذن مسبق. في الوقت ذاته، ترصد الكاميرات كل ما يجري داخل الغرف على مدار الساعة، ما يضيف بُعدًا من التعذيب النفسي.

وأضافت، "الأسرى ممنوعون من الحركة داخل الغرفة، ويُجبرون على الجلوس على الأسرة بوضعيات محددة طوال النهار. حتى الاستلقاء أو إغلاق العينين أثناء الجلوس قد يؤدي إلى العقاب. يُمنع الأسرى من الحديث بصوت مرتفع، ويُفرض عليهم إبقاء رؤوسهم منخفضة".

وخلال “الفورة”، التي أصبحت ثابتة وشبه يومية منذ أشهر، تقول دقة إنه يُسمح للأسرى بالخروج لمدة لا تتجاوز نصف ساعة، لكنها تحوّلت لفرصة لتكثيف السياسات التنكيلية، حيث يُمنع الأسرى من الحديث أو رفع رؤوسهم أو تبادل النظرات. وتعتبر إدارة السجن “الفورة” وسيلة للضغط والقمع، وليس للراحة أو الترفيه.

وتقول دقة: "رغم ما قيل عن بعض التحسينات، مثل إضافة بيضة مسلوقة على العشاء، إلا أن الطعام المقدم للأسرى لا يزال قليل الكمية ورديء الجودة، ما يؤدي إلى فقدان ملحوظ في الوزن لدى غالبية الأسرى.

وأردفت، "تتكرر الشهادات حول عدم معرفة الأسرى بمكان احتجازهم أو الإطار القانوني لاعتقالهم. كثير منهم يُحتجزون بموجب قانون المقاتل غير الشرعي، ولا تُوجه لهم تهم واضحة. خلال الجلسات القضائية، التي تُعقد عبر الهاتف المحمول لمدة لا تتجاوز الدقيقتين، لا يُمنح الأسرى فرصة حقيقية للدفاع عن أنفسهم، حيث تُبنى الملفات ضدهم على مواد سرية دون اطلاعهم على مضمونها. أحيانًا لا يُذكر حتى اسم التنظيم الذي يُزعم أنهم ينتمون إليه. ويقرر القضاة استمرار احتجازهم حتى نهاية الحرب أو إشعار آخر، دون تمثيل قانوني فعلي، ودون التحقق من وضعهم الصحي أو ما إذا كانوا قد تعرضوا للتعذيب".

وتابعت، "وتيرة الاعتداءات اليومية قد تكون تغيّرت في شكلها، لكنها لم تتوقف. حيث يتم تنفيذ تفتيشات ليلية تشمل اقتحام الغرف والاعتداء على الأسرى، إحدى الشهادات تحدّثت عن أسير تعرض للضرب باستخدام الهراوات وهو نائم على الأرض، ما تسبب له بإصابات استدعت تركيب كيس بول".

وقالت: "الظروف في سجن عوفر العسكري أصبحت أسوأ مؤخرًا، خصوصًا بعد نقل عدد من أسرى غزة إليه. بينما طرأت تحسينات شكلية على سجون أخرى بسبب الضغوط الدولية التي تلت فضيحة الاغتصاب وحالات الإخفاء القسري خلال الصيف الماضي، فإن عوفر يشهد تدهورًا من حيث الطعام والنظافة".

وأضافت، "في سجن النقب، يُحتجز أسرى غزة داخل خيام مغلقة بأقفاص حديدية، حيث يُمنعون من الخروج منها دون إذن، ويظلون محتجزين من الساعة الخامسة مساءً حتى صباح اليوم التالي دون إمكانية استخدام المراحيض. في بعض الحالات، يضطر الأسرى لقضاء حاجتهم داخل الخيمة، ما يمثل شكلًا جديدًا من التعذيب النفسي والجسدي".

وتشير هيئة شؤون الأسرى إلى أن الانتهاكات لم تتوقف، بل باتت تأخذ أشكالًا مختلفة، تتمثل في التنكيل اليومي، الإهمال الطبي، ظروف الاعتقال غير الإنسانية، والحرمان من الحقوق الأساسية، بما فيها الحق في المحاكمة العادلة والمعاملة الكريمة.

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر