لماذا عاد نتنياهو للحرب على قطاع غزة؟

خاص- الجرمق


  • الثلاثاء 18 مارس ,2025
لماذا عاد نتنياهو للحرب على قطاع غزة؟
نتنياهو

أكد خبراء بالشأن السياسي على أن رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو" لديه عدة أسباب للعودة إلى الحرب على قطاع غزة، والتي استأنفها فجر اليوم الثلاثاء، وبدأت بشن طائرات حربية إسرائيلية غارات جوية مكثفة على عدة مناطق في أنحاء مختلفة من قطاع غزة، وأدت إلى ارتقاء مئات الفلسطينيين في القطاع.

ويشدد خبراء سياسيون على أن نتنياهو كان يخشى أن تمر ساعات اليوم ببدأ التظاهرات الإسرائيلية التي أعلنت عنها عائلات المحتجزين، والقتلى الإسرائيليين وقادة الاحتجاجات في إسرائيل، ضد نتنياهو وسياستها بالمماطلة بشأن صفقة التبادل، وتنديدًا بإعلانه إقالة رئيس الشاباك "رونين بار".

تعزيز الحكومة بـ بن غفير

ويقول الخبير بالشأن السياسي أليف صباغ في حديثٍ مع الجرمق إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه ضغوطًا سياسية وأمنية داخلية تدفعه إلى اتخاذ قرارات استراتيجية لتعزيز حكومته وتوسيع دائرة تحالفاته. وأضاف صباغ أن الحريديم يرفضون الموافقة على الميزانية إلا بشروطهم، فيما يواجه نتنياهو معارضة من داخل حزبه، الليكود، ومن الجيش الإسرائيلي بشأن إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية. لذلك، يسعى نتنياهو لتعزيز حكومته بأصوات وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي يشترط العودة للحرب وتبني مشروع التهجير.

تصعيد داخلي وإجراءات لتقليص الاحتجاجات

ويشير صباغ إلى أن إقالة رئيس جهاز الشاباك، رونين بار، كانت إحدى القضايا التي زادت من توتر الوضع الداخلي، حيث أعلن "منتدى الأمن"، وهو مجموعة من القوى الأمنية البارزة، عن تنظيم فعاليات جماهيرية، بما في ذلك في القدس أمام مكتب نتنياهو، للضغط على الحكومة في قضية الإقالة. وأوضح صباغ أن نتنياهو يريد قطع الطريق على هذه الفعاليات عن طريق العودة للحرب، حيث أن الجمهور يتراجع عن الاحتجاجات في ظل الأوضاع الأمنية.

التخلص من "الدولة العميقة"

ويتابع صباغ قائلاً إن نتنياهو يواجه أزمة مع القيادات الأمنية في إسرائيل ويريد التخلص من ما يُسمى بـ "الدولة العميقة" التي تعارض قراراته. وأضاف أن نتنياهو يسعى لبناء قيادة أمنية جديدة تابعة له بالكامل.

أهداف استراتيجية لتغيير شكل الشرق الأوسط

ويرى صباغ أن نتنياهو يرى في الحرب وسيلة لتغطية هذه الأزمات الداخلية، حيث يعتقد أنه لم يحقق أهدافه بعيدة المدى التي تشمل القضاء على حماس وعلى القضية الفلسطينية بشكل عام. ولفت إلى أن هذه الحرب ليست فقط ضد حماس، بل تهدف أيضًا إلى تغيير شكل الشرق الأوسط بما يخدم المصالح الإسرائيلية، وهو ما تجسد في تهديدات نتنياهو ضد إيران وتحركاته العسكرية في سوريا وغزة.

"التوقيت المثالي"..

وأوضح صباغ أن توقيت الحرب يعتبر فرصة بالنسبة لنتنياهو لتجديد حملته العسكرية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، مستغلًا ما أسماه العجز العربي في مواجهة تحركاته، خصوصًا بعد تصريحات مصرية تشير إلى استعدادها للضغط على حماس. واعتبر أن هذا يتيح لإسرائيل المزيد من الشرعية لضرب غزة بهدف إجبار حماس على قبول المقترحات المصرية التي تصب في مصلحة إسرائيل.

الإبقاء على الحرب على حساب الفلسطينيين

وفي الختام، شدد صباغ في حديثه مع الجرمق على أن ما يحدث في إسرائيل يتعلق بتخليها عن التزاماتها المتعلقة بالانسحاب الكامل من قطاع غزة، وتجاهلها للبروتوكولات الإنسانية في سبيل تحقيق مصالحها السياسية والاستراتيجية، بدعم من الولايات المتحدة ومصر التي تسعى لاسترضاء إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني.

الحرب كحل للأزمات الداخلية

ويقول الخبير بالشأن السياسي فايز عباس لـ الجرمق إن العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة التي بدأت في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء لم تكن صدفة أو قرارًا مسبقًا، بل جاءت لتخدم مصالح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الشخصية وحكومته. وأضاف عباس أن التصعيد العسكري جاء في وقت كان نتنياهو يواجه أزمة داخلية مع رئيس جهاز الشاباك، حيث قرر نتنياهو إقالته، مما أثار غضب المجتمع الإسرائيلي الذي هدد بالتظاهر والاحتجاجات الشعبية.

تعزيز التحالفات السياسية

ويوضح عباس أن خطوة نتنياهو في التصعيد العسكري تهدف أيضًا إلى فتح الطريق أمام عودة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى الائتلاف الحكومي، مما يعزز موقف نتنياهو داخل الكنيست الإسرائيلي. وأضاف أن هذه الخطوة تساعد نتنياهو في ضمان استقرار حكومته وتوسيع ائتلافه، حيث يسعى إلى تأمين المزيد من الدعم السياسي في مواجهة الضغوطات الداخلية.

نتنياهو يحرف الأنظار عن المفاوضات

ويتابع عباس بأن نتنياهو أشار إلى أن الحرب على قطاع غزة قد تجدد لأن حماس رفضت إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، بينما كان هو نفسه من رفض استكمال المفاوضات للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق الذي وقعته إسرائيل مع الدول الوسيطة وعلى رأسها الولايات المتحدة. وأضاف أن هذا الموقف يعكس هروب نتنياهو من الأزمات الداخلية إلى الحرب، مما يترتب عليه مئات القتلى والجرحى من الفلسطينيين.

عائلات المحتجزين

ويشير عباس إلى أن عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة أعربت عن قلقها من أن تصعيد الحرب يعني حكمًا بالإعدام على المحتجزين الأحياء، مع احتمال بقاء جثث القتلى في قطاع غزة. ولفت إلى أن هذه العائلات دعت المجتمع الإسرائيلي إلى الخروج في احتجاجات لإيقاف الحرب والعودة إلى المفاوضات من أجل إطلاق سراح كافة المحتجزين.

المحكمة العليا تدخل على الخط

وفي سياق آخر، أضاف عباس أن المستشارة القانونية للحكومة الإسرائيلية طلبت من نتنياهو عدم إعادة بن غفير إلى الحكومة، لحين فحص وضعه القانوني بسبب الملفات الجنائية التي كانت قد أثيرت ضد بن غفير في الماضي. وأوضح عباس أن المحكمة العليا ستعيد النظر في الالتماس المقدم ضد بقاء بن غفير في الحكومة، وستقرر إذا ما كان بإمكانه شغل منصب وزير في الحكومة الإسرائيلية.

ويؤكد عباس لـ الجرمق أن العملية العسكرية ضد قطاع غزة تأتي في إطار جهود نتنياهو لتغطية الأزمات الداخلية التي يواجهها، سواء كانت في ميدان السياسة أو الأمن، على حساب أرواح الفلسطينيين والمحتجزين في غزة، في وقت تحاول فيه إسرائيل تحقيق مكاسب سياسية على حساب القضية الفلسطينية.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر