وسط تصعيد عائلات المحتجزين والضغوط الأمريكية.. هل يخضع نتنياهو للمرحلة الثانية؟

خاص- الجرمق


  • الاثنين 24 فبراير ,2025
وسط تصعيد عائلات المحتجزين والضغوط الأمريكية.. هل يخضع نتنياهو للمرحلة الثانية؟
أرشيفية

عملت الحكومة الإسرائيلية على عرقلة تسليم الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين ضمن صفقة التبادل، وذلك بادعاء أن كتائب القسام تقوم بأعمال عسكرية "تستفز" إسرائيل خلال تسليم المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.

وفي غضون ذلك، تزداد التساؤلات حول إمكانية استمرار الصفقة وتمرير المرحلة الثانية، حيث يؤكد محللون وخبراء في الشأن السياسي على أن الصفقة الثانية ستفرض على الحكومة الإسرائيلية من الإدارة الأمريكية.

ويقول الخبير بالشأن السياسي فايز عباس إن المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى ستُفرض على الحكومة الإسرائيلية من قبل البيت الأبيض، الذي يدعم المضي قدمًا في تنفيذها. ويضيف عباس أن الرئيس الأمريكي جو بايدن فشل حتى الآن في تحقيق أي من الخطوات التي أعلن عنها منذ توليه الرئاسة، باستثناء نجاحه في إتمام المرحلة الأولى من الصفقة بين إسرائيل وحماس، ولذلك لن يتنازل عن إنهاء جميع مراحلها، معتبرًا أن نجاحه في هذه الصفقة يعد إنجازًا سياسيًا يهدف لتعزيز موقفه الداخلي والخارجي.  

صدمة وهستيريا في الحكومة الإسرائيلية

ويتابع عباس في حديثٍ مع الجرمق أن الحكومة الإسرائيلية، وعلى رأسها بنيامين نتنياهو، أصيبت بصدمة وهستيريا عقب نشر مقطع فيديو يُظهر اثنين من المحتجزين يشاهدان زملاءهم وهم يتم إطلاق سراحهم بينما بقيا في الأسر. وقد أثار هذا الفيديو غضبًا واسعًا بين عائلات المحتجزين، الذين اعتبروا أن الحكومة الإسرائيلية فشلت في إعادتهم رغم مرور عدة أسابيع على بدء الصفقة.  

وأشار عباس إلى أن هذا التطور دفع نتنياهو إلى اتخاذ قرار بتأجيل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، في محاولة لكسب الوقت وإعادة تقييم الموقف السياسي والأمني، خاصة في ظل الضغوط المتزايدة من المعارضة الإسرائيلية واليمين المتطرف، الذين يعارضون تقديم تنازلات إضافية في الصفقة.  

عائلات المحتجزين تصعّد وتلجأ لبايدن

في المقابل، تستمر عائلات المحتجزين بالتصعيد من خلال التظاهر والضغط الإعلامي على الحكومة الإسرائيلية، مطالبة بإعادة أبنائها سواء أحياء أو أموات. ويضيف عباس أن عائلات المحتجزين تدرك أن نتنياهو لا يُبدي أي اكتراث لمطالبهم أو لمظاهراتهم، ولذلك بدأت بتوجيه نداءات مباشرة للرئيس الأمريكي جو بايدن، باعتباره الجهة الوحيدة القادرة على فرض إتمام الصفقة.  

وأوضح عباس أن البيت الأبيض بات يرى في استكمال الصفقة فرصة لتعزيز نفوذه في المنطقة، وإثبات قدرته على إدارة الأزمات المعقدة، وهو ما سيدفعه إلى تكثيف الضغط على إسرائيل خلال الأيام المقبلة لضمان تنفيذ المرحلة الثانية.  

نتنياهو في مأزق بين الضغوط الأمريكية والانتقادات الداخلية 

ويرى عباس أن نتنياهو يواجه مأزقًا سياسيًا حقيقيًا، حيث يجد نفسه بين ضغوط البيت الأبيض المطالبة بتنفيذ الصفقة، وبين المعارضة الإسرائيلية التي تتهمه بتقديم تنازلات غير مقبولة. كما أن تزايد الغضب الشعبي من عائلات المحتجزين قد يزيد من التوتر الداخلي، ما قد يُضعف موقفه السياسي ويؤثر على مستقبل حكومته.  

ويختم عباس حديثه مع الجرمق بالقول إن الأيام المقبلة ستشهد مزيدًا من التوترات السياسية، مع استمرار الضغوط الأمريكية وتزايد الحراك الشعبي داخل إسرائيل، مما قد يدفع الحكومة الإسرائيلية إلى إعادة النظر في موقفها واتخاذ قرارات حاسمة بشأن المرحلة الثانية من الصفقة.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر