قبيل قمة عربية طارئة..هل تراجع ترامب عن خطته لتهجير أهالي قطاع غزة؟

الولايات المتحدة


  • الاثنين 24 فبراير ,2025
قبيل قمة عربية طارئة..هل تراجع ترامب عن خطته لتهجير أهالي قطاع غزة؟
دونالد ترامب

اعتبر محللون سياسيون أن تصريحات الرئيس الأمريكي الجديدة بشأن تهجير سكان قطاع غزة تحوّلا في الموقف ولكن ليس تخلي عن الخطة، حيث قال ترامب خلال مقابلة مع "فوكس نيوز" قبل أيام إنه لن يفرض خطته بتهجير الغزيين وإنما سيعتبرها توصية فقط.

وكان ترامب قد عبّر خلال المقابلة عن استغرابه من عدم ترحيب الأردن ومصر بالخطة المطروحة بشأن غزة، رغم عرض واشنطن عليهما مليارات الدولارات سنويًا.

ويقول الكاتب والباحث جمال زحالقة للجرمق، "ترامب في كلامه الجديد يتحدث عن التهجير كأمر ممكن ولكن ليس كفرض أو أمر حتمي، صحيح أنه تحوّل لكنه لم يتخلى عن الخطة، هو يقول إن الأمر ممكن وكان يعتقد أن الكل سيفرح بالخطة ولكن الرفض العربي جعله يخفف من دعمه لهذه الفكرة، لكن الفكرة لا زالت مطروحة وإسرائيل تبنّتها، وبالأمس صرّح نتنياهو بأنه يدعم خطة ترامب والمصيبة حين تكون الخطة إسرائيلية لأنها هي الموجودة على الأرض وهي من تقوم بالترحيل".

ويتابع للجرمق، "الفكرة التي جاء بها ترامب أعطت رياح داعمة لما تقوم به إسرائيل في الضفة الغربية، حيث قالوا إنهم هجروا 40 ألف إنسان وصرح وزير الأمن أنهم لن يعودوا بمعنى أن خطة ترامب لم تعد كما كانت في البداية أي أمرض يريد فرضه فورا، لكنه مشروع مطروح ويحظى بدعم أمريكي ولكن الولايات المتحدة تقول لن نفرض ذلك، ولك السؤال ماذا ستفعل إسرائيل إذا قامت إسرائيل بفرض التهجير، تصريحات ترامب تدل أنهم يدعم".

وبدوره، يقول المحاضر في العلوم السياسية د. سليم بريك، "هذا النوع من التصريحات التي صرحها ترامب هي تصريحات إعلامية غير مدروسة التي نسمعها من الرئيس الأمريكي، ولكن ما اصطدم به ترامب هو موقف عربي موحد ضد هذا الموضوع أولا، وثانيا الواقع، هل يمكن تهجير سكان قطاع غزة هذا ليس تهجير فقط وإنما ترانسفير ونحن نتحدث عن جريمة حرب، فإذن حتى لو أردنا أن نقوم بهذا فأين ومن سيقوم بهذا وترامب لم يفكر بالموضوع".

ويردف، "ترامب طرح الخطة ليخيف الدول العربية وليحرك الشرق الأوسط بطريقة المفاوضات التي نعرفها عنه، وعندما اصطدم بالواقع بدأ يتراجع عن هذه الفكرة وباعتقادي كل ما قام به ترامب هو كشف حقيقة نوايا حكومة نتنياهو أكثر مما هو مخطط أمريكي، ولذلك تراجع".

أيام تسبق القمة العربية

ويقول زحالقة للجرمق، "هذه القمة يجب أن تفعل الأمر المفروغ منه هو دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، وهذا الأمر الأهم في هذه المرحلة وهذا يتطلب دعم إعادة الإعمار وعدم ربطه بالموقف الإسرائيلي، والسعي للمصالحة الفلسطينية حتى تكون الإدارة لغزة والضفة مقبولة على كافة أبناء الشعب الفلسطيني والتصدي بقوة لمشاريع ترامب وإسرائيل، وأيضا باعتقادي يجب أن يكون هناك تهديد أن استمرار الوضع المأساوي سيؤدي لتغيير بالعلاقة بين العرب وإسرائيل والعرب والولايات المتحدة الأمريكية".

ومن جهته، يقول المحلل السياسي سليم بريك، "لا نتوقع الكثير من القمم العربية، ولكن حدث تحول معين، مثلا دول مثل مصر التي وقفت على الحياد لفترة طويلة من الحرب على قطاع غزة لم تكتشف الخطورة على أمنها القومي إلا بعد هذا التصريح ووضعها أمام الأمر الواقع، في الماضي تحدث بعض السياسيين الإسرائيليين عن هذا الأمر، وكتبوا مقالات في نيويورك تايمز أن الولايات المتحدة خلال فترة بايدن حاولت التحدث عن التهجير مقابل إلغاء ديون، ولكن الرئيس المصري لم يتوقع أن يكون الأمن القومي المصري في خطر، كما الأمر في الأردن".

ويردف للجرمق، "القمة العربية الآن قد تكون مهمة ولها موقف حاسم بكل ما يتعلق بمحاولة تهجير سكان قطاع غزة وسكان الضفة الغربية، فالآن نرى تحركات في شمال الضفة، فإذا بدأ التهجير في غزة سينتقل للضفة ونحن لا نعرف أين سيتوقف".

موقف حازم للدول العربية ولكن..

ويتابع الباحث جمال زحالقة، "العرب لديهم موقف حاد تجاه التهجير ولكن موقفهم كان ضعيف جدا ومخزي بموضوع حرب الإبادة الجماعية والمعارضة للتهجير تعود أنه يضر بالأمن القومي الأردني والمصري، ولكن أين كانت الدول العربية على مدى سنة ونصف من الإبادة الجماعية في غزة، هذا هو السؤال، هناك خيبة أمل كبيرة جدا في الشارع العربي من الصمت العربي الذي يكاد يصل لمرحلة التواطئ، بمعنى أن تُترك إسرائيل أن تفعل ما تشاء وتبقى العلاقة معها طبيعية وعادية، وعدم حشد الضغوط على إسرائيل وعدم الضغط لإدخال المساعدات الإنسانية التي أقرتها القمم العربية إذا أرادت إسرائيل أم رفضت، كل هذا لم نشهده، ونأمل أن يكون الموقف العربي أفضل".

وفي السياق يقول د. سليم بريك، "غالبية العرب تخلوا عن الشعب الفلسطيني وهذا ما رأيناه خلال الحرب على غزة وخصوصا مصر، التي تعاملت مع القضية الفلسطينية كما أنها تتعامل مع قضية من كوكب آخر ولكن الذي حدث هو تهديد الأمن القومي الأردني والمصري، فمثلا زيارة الملك عبد الله للولايات المتحدة الأمريكية وهذا الموقف المهين للملك في الولايات المتحدة، هم بدأوا يفهمون أن الأمن القومي لهم مهدد".

ويضيف للجرمق، "لماذا لم تقف هذه الدول بجانب الشعب الفلسطيني؟ أولا لضعفها وثانيا لأنها تتعلق اقتصاديا بالولايات المتحدة، فمثلا كل الاقتصاد المصري والجيش المصري مرتبط بالولايات المتحدة والاقتصاد الأردني ممكن أن ينهار إذا تخلّت عنه الولايات المتحدة، ولكن عندما يكون هناك تهديد للأمن القومي الأمور تتغير، لذلك أتوقع فعلا أن يكون موقف موحد هذه المرة لمنع محاولات التهجير وتطويرها".

ويختم، "الخطر في الفكرة ليس أنها عملية أو غير عملية وإنما هي توّلد شرعية معينة للفاشية التي تستشري في أحزاب اليمين المتطرف في إسرائيل وهذا فعلا هو الخطر الحقيقي".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر