صفقة التبادل..هل إرجاء الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين سيتحول لـ "إلغاء"؟
الصفقة

قررت الحكومة الإسرائيلية تأجيل طلاق سراح الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، وذلك بسبب ما وصفته بانتهاكات حماس وفق تعبيرها.
وأعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في بيان، تأجيل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين "لحين التزام حماس بضمان إطلاق سراح الرهائن المتبقين دون طقوس مهينة"، حسب وصفه.
هل إرجاء الإفراج سيتحول لـ "إلغاء"؟
ويقول الكاتب والمحلل السياسي أمير مخول، "ما قامت به حكومة إسرائيل حتى بخلاف موقف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، الموساد والشاباك، بالأمس، هو لعب بالناس، ولعب فيه محفزات سياسية بما فيها إسرائيلية داخلية وبما فيها كما لو كان إعلان لإطالة المرحلة الأولى من طرف واحد، هذا ما قالته عمليا حكومة نتنياهو بأنهم حاولوا خلال الفترة الأخيرة الضغط لإطالة أمد المرحلة الأولى بحجة شهر رمضان وحجج مختلفة كي لا تلج إسرائيل لمفاوضات المرحلة الثانية التي تعني نهاية الحرب، ولا تريد الاعتراف بها".
ويتابع للجرمق، "الوضع الآن خطير، حتى إثارة قضية شيري بيباس أمر خطير مع أن أوساط أمنية إسرائيلية اعتبرتها خلل وتم حلّه وأيضا اللغم الثاني الذي كان هو تفجيرات بات يام قرب تل أبيب، حيث لا يزال الكتمان والتستر عليها سيد الموقف بعد أن أعلن المستوى السياسي والشرطة أن القنابل جاءت من الضفة وأن الإخفاق من الشاباك ويبدو أن هناك مؤشرات بأن الأمر ليس كذلك خاصة أن هناك اعتقالات إسرائيلية فيها".
ويضيف، "قد يكون المنفذ فلسطينيا وقد لا يكون لأن الحيثيات المحيطة بالتفجيرات غريبة، فالكتابة على العبوة ماذا تعني؟ العبوة توضع لتنفجر وليس لقراءة ما عليها، ثم أن إسرائيل حاولت تعميم العملية لتوسيع اجتياح الضفة كما فعل نتنياهو أمس وكاتس قبله، وهذا استكمالا للحرب على غزة وهذا تعويض لأقصى اليمين عن الانسحاب من غزة وإبرام الصفقة".
ويردف، "عمليا لا يمكن لإسرائيل الانسحاب من الصفقة بشكل جدي، الصفقة مبنية أن كل مراحلها مترابطة، وليس إطلاق سراح للأسرى ثم التفاوض وبقي هناك أكثر من إسرائيلي بينهم جنود، وليس من السهل أن تنسحب إسرائيل، حاولوا في البداية استغلال قضية شيري بيباس وقضية التفجيرات قرب تل أبيب، وكل ذلك لتكون أسباب عظمى لمنع استمرار الصفقة والانسحاب من استحقاقاتها".
ويقول للجرمق، "اللغمان (قضية شيري بيباس والتفجيرات) تم تحييدهما لحد معين بالمفهوم السياسي واضطرت إسرائيل للاستمرار بالصفقة، ولكن الآن تستغل إسرائيل الطقوس التي تقوم بها حماس، وأعتقد أن رسائل حماس لا تصل للمجتمع الإسرائيلي كما تريد حماس".
ويقول، "فيما يخص حكومة نتنياهو، هي أرادت أن تظهر هذه الطقوس أنها انتهاكات خطيرة وأن تجند إدارة ترامب لدعم موقفها، ولكن الموقف الذي جاء من المبعوث الأمريكي ويتكوف هو الاستمرار بالصفقة حتى نهايتها بما فيها كامل استحقاقاتها".
ويتابع، "وهذا أكبر من ضغط بن غفير وسموتريتش، ولكن اللافت بالأمس أن نتنياهو اختار أن يجتمع مع سموتريتش وكاتس وديرمر ودرعي، بعد الاجتماع الأمني وتم إلغاء توصيات الاجتماع الأمني، ودرعي معروف أنه مع الصفقة ويؤيدها، وأعتقد خلال يوم أو يومين أو ساعات سوف يضطر نتنياهو لدفع استحقاق الصفقة والإفراج عن الأسرى".
ويضيف، "في المرحلة المقبلة سيتم وضع شروط أصعب لإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين قد تكون متزامنة أو ضمانات أصعب، أو إلزام الصليب الأحمر بعدم تسليم المحتجزين في حال لم يتم تسليم الأسرى وكل ذلك قد يؤدي إلى تصعيب الشروط على إسرائيل، ولذلك المسعى الآن هو عمليا ما قامت به إسرائيل إطالة أمد المرحلة الأولى من طرف واحد بالقوة كما تفعل الآن وتوسيع العدوان على الضفة الغربية وهذا جزء مما يحدث وليس قضية أخرى إسرائيليا، والمسعى تقويض إمكانية تقويض قيام دولة فلسطينية وهذا ما يشعله نتنياهو وسموتريتش، الذي يشعله بالاستيطان والضم ونتنياهو يشعله بالأساس منع قيام دولة فلسطينية".
ويقول للجرمق، "سوف تُحل قضية الإفراج عن الدفعة الأخيرة من الأسرى الفلسطينيين بالمفاوضات إلا إذا قررت إسرائيل العودة للحرب وهذا مستبعد ولكن كل الاحتمالات قائمة، ولكن إسرائيل لن تعود للحرب دون أن يكون هناك اتفاق على تهجير الفلسطينيين، في الوقت الذي بدأ فيه ترامب بالتراجع عن موضوع التهجير وهذه الخطوة قد تنقذ نتنياهو ليوم أو يومين أنه يهدد ويحذر ورجل قوي ولكن في نهاية المطاف سوف تضعفه وتقلل من وزنه بالمفاوضات مقابل موقف الوسطاء".
ويوضح مخول للجرمق، "الخطوة التي قام بها نتنياهو لا تحل الأزمة وإنما تعمقها، وتحرج بالأساس وتقلق عائلات المحتجزين الإسرائيليين الذين يخافون أكثر على ذويهم المحتجزين، ولذلك نتنياهو لم يبنِ أفقا وإنما سد أفق".
أسبوع على نهاية المرحلة الأولى..ما المتوقع؟
ويتابع المحلل أمير مخول للجرمق، "ما رأيناه بالأمس بعد تأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين هو مفاوضات وتلاعب بالصفقة لتغيير مراحل الصفقة وإذا أرادت إسرائيل أن تعود للحرب فلا توجد لها أهداف حربية إلا إذا كان هناك تهجير للفلسطينيين".
ويقول، "الجيش الإسرائيلي يقول إنه قام بإنجاز كافة الأهداف العسكرية التي حددت له وتم ذلك فعليا وسيطر على غزة شمالا وجنوبا وقوّض لحد كبير قوة حماس كقوة عسكرية متماسكة وحجّم دورها، ولكن بالنسبة لكثير من القادة العسكريين السابقين الذين يستطيعون أن يعبروا عن رأيهم، يقولون إن الجيش انتصر وحقق إنجازات في غزة ولكن الحكومة خسرت الحرب وحولتها لهزيمة، لأنها لا تريد البحث عن بديل لحماس ولا تريد سلطة فلسطينية ولا تريد شيء".
ويضيف، "المطالبة الآن بدأت دوليا أن إسرائيل يجب أن تدفع استحقاقات ما دمرته، وليس أن تطالب الدول العربية أو أوروبا أو اليابان ما دمرته إسرائيل في غزة، وهذه مرحلة جديدة من المساءلة لم تنضج معالمها ولكنها تتواجد في المشهد".