هكذا يقرأ محللون سياسيون تفجيرات الحافلات بتل أبيب
خاص- الجرمق

في حادثة غير مسبوقة بتاريخ إسرائيل، تعرضت حافلات في منطقة تل أبيب لتفجيرات هزت البلاد وأثارت العديد من التساؤلات حول هوية المنفذين والأهداف السياسية وراء العملية. هذه التفجيرات، التي كان من المتوقع أن تؤدي إلى مئات القتلى، تثير جدلاً واسعاً حول الصراعات الداخلية في إسرائيل واحتمال تورط جماعات يمينية متطرفة فيها.
وفي هذا السياق، تحدث خبراء في الشأن السياسي حول تداعيات الحادثة على الوضع الداخلي الإسرائيلي وعلى ملف الأسرى الفلسطينيين.
"العملية غير مسبوقة"
ويقول الخبير بالشأن السياسي فايز عباس لـ الجرمق إن "عملية تفجير الحافلات في منطقة تل أبيب غير مسبوقة في تاريخ إسرائيل وتعتبر من أخطر العمليات التي حدثت حتى الآن".
ويضيف عباس أن "العملية كان من المتوقع أن تسفر عن مئات القتلى، لكن يبدو أن العبوات كانت بدائية وربما بسبب خلل تقني انفجرت قبل الوقت المحدد".
"احتمال بأن يكون المنفذون من اليمين المتطرف"
من جهته، يتابع الخبير بالشأن السياسي أليف صباغ في حديثه للجرمق قائلاً: "وضع المتفجرات في باصات فارغة، في محطة وقوف خالية من المسافرين، حتى السائق لم يكن داخلها، يثير الشكوك بأن العملية قد تكون على خلفية صراعات سياسية داخلية هدفها وقف مسيرة تحرير الأسرى الفلسطينيين".
ويضيف صباغ في حديثه مع الجرمق أنه "بعد تفجير الحافلات في تل أبيب اليوم، من المتوقع أن نشهد حملة إعلامية ضد الفلسطينيين، حيث يمكن أن تعتقل السلطات الإسرائيلية شابًا أو أكثر ممن يعملون في تل أبيب، وسيوجه الإعلام الإسرائيلي الهجوم نحو الفلسطينيين بهدف إفشال أي تقدم في ملف تحرير الأسرى".
ويؤكد صباغ أن "طالما لم تتبنَّ أي من التنظيمات الفلسطينية مسؤولية تفجير الحافلات، فإن احتمال أن يكون المنفذون عناصر من اليمين الإسرائيلي المتطرف يظل احتمالًا كبيرًا".
وفي وقت سابق، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن حريق اندلع في 3 حافلات في موقف للسيارات في بات يام، والشرطة وجهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" يحققان في ملابسات الحادث.
وأردف موقع "واينت" الإسرائيلي إن المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، أرييه دورون، أشار إلى أن التحقيقات جارية بشأن تفجيرات الحافلات التي وقعت في مدينة بات يام، مضيفًا: "يتم فحص جميع جوانب التحقيق، وسيجري المفوض تقييماً للوضع لفحص ما حدث".
وأضاف الموقع أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) يشارك أيضًا في التحقيق، حيث يتم التحقق من جميع الفرضيات المحتملة وراء الحادث.
وتابعت بلدية بات يام في بيان لها أن انفجارين وقعا في حافلتين مختلفتين، كانتا متوقفتين في موقفين منفصلين داخل المدينة. وأكدت البلدية: "لم يكن هناك ركاب في الحافلتين، ولم تقع إصابات جراء الحادث. التفاصيل لا تزال غير واضحة، ونحن نجري عمليات مسح ميدانية ونتخذ الاحتياطات اللازمة للتأكد من عدم وجود خطر آخر".
ولاحقًا، قالت الشرطة الإسرائيلية إن الترجيحات تشير إلى أن الخلفية قومية.
قال موقع "واينت" الإسرائيلي إن قوات الأمن عثرت على قنابل غير منفجرة داخل حافلتين في منطقتي ولفسون وبيميت، ضمن التحقيقات الجارية في سلسلة التفجيرات التي شهدتها مدينة بات يام.
وأضافت مصادر عبرية أن السلطات أصدرت تعليمات لسائقي الحافلات في بات يام بالتوقف الفوري، وإخلاء المركبات من الركاب، وإجراء عمليات تفتيش دقيقة، في ظل استمرار عمليات المسح الأمني المكثفة التي تجريها الشرطة.
وتابعت المصادر أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن القنابل التي وُضعت الليلة كان من المفترض أن تنفجر صباح الغد، في وقت الذروة عندما تكون الحافلات ممتلئة بالركاب، ما كان قد يؤدي إلى كارثة كبيرة.
وتشهد عدة مواقع إسرائيلية حالة من التأهب الأمني وسط مخاوف من وجود عبوات ناسفة أخرى لم يتم العثور عليها بعد.