هكذا علق نشطاء بأراضي48 على الاستهداف الإسرائيلي لمخيمات شمال الضفة

تستمر السلطات الإسرائيلية باستكمال حملتها العكسرية التي تستهدف مخيمات شمال الضفة الغربية، وتحديدًا مخيم جنين، ومخيم نور شمس، حيث يؤكد نشطاء بأراضي48 على أن مثل هذه الحملات جاء في الضفة الغربية للتعويض عن الفشل الذي نالته في قطاع غزة.
"هكذا يعوض الاحتلال فشله بغزة"..
يقول الناشط سامي ناشف إن الاحتلال الإسرائيلي يتمادى في عنجهيته وتكبره بعد أن أيقن خسارته في معركته مع غزة، ولم يعد ذلك العدو الذي يخشاه الفلسطينيون. وأضاف أن الاحتلال حاول تعويض عجزه في تحقيق إبادة جماعية بغزة، لكنه أدرك أن صورته "الديمقراطية والإنسانية" التي روج لها للعالم قد تهشمت، ولم يخرج بأي صورة انتصار من هناك، مما دفعه الآن إلى محاولة تعويض ذلك عبر قمع أهلنا في مخيمات الضفة الغربية.
ويتابع لـ الجرمق ناشف أن الاحتلال راهن على قدرته على كسر المقاومة، لكنها نمت وازدادت قوة داخل مخيمات الضفة، ولذلك أطلق عمليته العسكرية الحالية تحت اسم "السور الحديدي"، مستهدفًا المخيمات في أنحاء الضفة الغربية. وأوضح أن الاحتلال يدرك أن أبناء المخيمات لن يستكينوا حتى يعودوا إلى ديارهم الأصلية في أراضي 1948، ويرى في هذه المخيمات تهديدًا حقيقيًا لوجوده، ولهذا يحاول قمعها بكل السبل الممكنة.
ويشير إلى أن الاحتلال يحاول تجميد الزمن ووقف العد التنازلي لزواله، وهو ما يؤكده العديد من المحللين الإسرائيليين. وأوضح أن الهجمات الإسرائيلية على مخيمات الضفة تهدف إلى تصوير نصر زائف على الفلسطيني المقاوم، سواء كان ذلك في غزة أو الضفة، حيث لم يعد الاحتلال يكترث بالموقع بقدر ما يسعى لتحقيق صورة انتصار وهمية.
ويؤكد أن الاحتلال يحاول اقتلاع سكان المخيمات وإبعادهم إلى مناطق بعيدة عن ديارهم الأصلية، في محاولة لطمس حقهم في العودة. لكنه شدد على أن هذه المحاولات محكوم عليها بالفشل، مشيرًا إلى أن الاحتلال حاول تهجير أهالي غزة بالقوة، لكنهم عادوا إلى ديارهم حتى لو كانت مدمرة، وهذا ما سيحدث في الضفة.
ويختم ناشف بقوله: "الاحتلال لا يدرك أن الفلسطيني سيعود إلى بيته ولو كان مجرد ركام، لأن هذا الكيان جاء من شتات العالم ويظن أننا نمتلك نفس العقلية، لكن الحقيقة أننا سنبقى في أرضنا ولن نقبل بأي بديل عنها".
هذا هو الهدف من العملية العسكرية في الضفة..
ويقول الصحافي والناشط رشاد عمري إن إسرائيل تزعم أن عمليتها العسكرية الحالية في شمال الضفة الغربية تهدف إلى "القضاء على البنى التحتية للإرهاب"، في إشارة إلى استهداف المقاومة الفلسطينية، إلا أن الواقع يعكس صورة مغايرة تمامًا، إذ أن الهدف الحقيقي هو تدمير مقومات الحياة، وخاصة في مخيمات اللاجئين مثل مخيمي جنين ونور شمس، ضمن سياسة واضحة تستهدف القضاء على حلم العودة.
ويضيف عمري لـ الجرمق أن الاحتلال بدأ باستهداف هذه المخيمات عبر عمليات عسكرية متواصلة، كان ذروتها ترحيل السكان ونسف المنازل، في محاولة لفرض واقع جديد على الأرض. كما أن ما يحدث في الضفة الغربية يعكس تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوزير ماليته بتسلئيل سموترتش، الذي أصبح فعليًا الحاكم العسكري للضفة، بإعطائه المجال لممارسة سياسات التنكيل والتضييق على الفلسطينيين.
ويتابع عمري أن الجيش والمستوطنين يواصلون الاعتداءات اليومية، سواء من خلال الاقتحامات المتكررة للمدن والقرى الفلسطينية، أو من خلال تقطيع أوصال الضفة الغربية عبر أكثر من 900 حاجز عسكري، تحوّلت إلى نقاط احتجاز واعتداء على الفلسطينيين. وأكد أن الاحتلال ومستوطنيه يمارسون "الصلف والعنجهية والتعطش للتنكيل والهدم والتجريف"، دون أي اعتبار للعواقب التي ستترتب على ممارساتهم الاستعمارية ضد أصحاب الأرض.
ويشير عمري إلى أن الممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وخاصة في جنين وطوباس ونور شمس، باتت مألوفة ومستمرة، في ظل حالة من الانقسام الفلسطيني، سواء داخل الضفة أو في الداخل الفلسطيني. وقال إن هذه الانقسامات، إلى جانب التراجع عن الثوابت الوطنية، تعزز من غطرسة الاحتلال ودمويته.
ويشدد على أن الوحدة الوطنية، المستندة إلى الثوابت الفلسطينية، لم تعد مجرد خيار، بل أصبحت ضرورة ملحّة لمواجهة العدوان الإسرائيلي. وأضاف: "لن تنفعنا الانحيازات الفصائلية أو الحزبية، بل ستؤدي إلى ضياع الشعب وضياع الوطن".
ويختم عمري بقوله إن من المؤسف أن العالم، رغم اعترافه وفق قرارات الأمم المتحدة بأن الضفة الغربية أرض محتلة، لا يزال يلتزم الصمت أمام هذه الانتهاكات، التي ترتقي إلى جرائم حرب واضحة.