نتنياهو يوجه إنذارا نهائيا ويهدد بالعودة للحرب..ما الذي سيحدث؟

هدد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس الثلاثاء عقب انتهاء اجتماع الكابينت السياسي والأمني الإسرائيلي بعودة القتال في قطاع غزة في حال لم يتم تسليم المحتجزين الإسرائيليين لغاية يوم ظهر يوم السبت.
ولم يحدد نتنياهو في كلمته ما إذا كان يقصد الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين المتبقين من المرحلة الأولى، أو الأسرى الثلاثة ضمن دفعة التبادل السادسة.
ويقول البروفيسور في العلوم السياسية د. إبراهيم أبو جابر، "أتوقع أن الإشكال سيُحل، ما يحدث من الطرفين (حماس وإسرائيل) هي محاولات للضغط والهدف منها الحصول على مكاسب أكثر وتحديدا من طرف حماس التي ترى أن الطرف الإسرائيلي لم يفِ بكامل تعهداته أو استحقاقات الصفقة ومنها إدخال شاحنات مساعدات وخيام وآليات ثقيلة لرفع الأنقاض".
ويتابع للجرمق، "أما من الطرف الإسرائيلي يرون أن التهديد الذي صدر من قبل الجناح العسكري لحركة حماس يعتبر خرقا للاتفاق خاصة أنهم صرحوا بعدم تسليم الدفعة السادسة من المحتجزين الإسرائيليين".
ويضيف، "ما أتوقعه هو أن الأطراف الحاضنة والوسيطة بالاتفاق وهم الولايات المتحدة وقطر ومصر، سيتمكنون من تذليل العقبات وأن يُطلق سراح الأسرى المتوقع إطلاق سراحهم السبت ولكن هذا الأمر لا يعني انسيابية الاتفاق حتى النهاية أي الدخول في المرحلة الثانية".
ويردف، "العقبات التي قد تُفشل الاتفاق موجودة في الصفقة الثانية، وهي كثيرة وقد تؤدي لعودة القتال، خاصة أنه إذا وافق عليها نتنياهو ووفده المفاوض سيؤدي لانسحاب سموتريتش من الحكومة وبالتالي لن يتبقى لنتنياهو سوى 55 مقعدا في الكنيست ويعني سقوط الحكومة، وهذا سيؤدي لتفكيكها وحل الكنيست والإعلان عن انتخابات مبكرة".
أوراق الضغط لدى الوسطاء
ويتابع، "أوراق الضغط قد تستخدم على حركة حماس التي تعتبر الطرف الأضعف حاليا، ومن الممكن أن يقنعوهم أنه إذا عادت الحرب سيعاني حوالي مليون شخص في غزة سيعانون دون خيام وطعام وهذا سيزيد من الأزمة، ولكن من ناحية أخرى ما صرح به ترامب بالأمس، الجميع يتوقع أنه سينسف العملية بأكملها، لأنه إذا تمسكت حماس التي رأت بتصريحات ترامب أخذ غزة وتهجير للفلسطينيين، وارد أن ترفض حماس الاستمرار بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، إن كانت الحرب لن تتوقف وستحتل الولايات المتحدة غزة وتهجير الفلسطينيين، ما الذي بقي؟، في المحصلة قد تخرج حماس الخاسرة مما حصل إذا لم يتخذوا موقفا خاصة أن الجميع يعملون لمنع عودة حكم حماس في غزة وتفكيك سلاح ذراعها العسكري ونفي قياداتها خارج القطاع، ما يحصل في غزة كارثة ونكبة ثانية".
هل تنجح الضغوط على مصر والأردن لإنجاح خطة ترامب؟
ويقول أبو جابر، "حتى الآن، هناك حراك عربي، وهناك دعوات لعقد مؤتمر قمة في 27 شباط في القاهرة والمواقف العربية لا تزال متصلبة ورافضة لخطة ترامب في غزة، ولكن يجب أن ترتقي هذه المواقف لأكثر من مجرد بيانات ورفع شعارات، ولكن العرب عودونا أنهم ليسوا على مستوى المسؤولية وأنهم يرضخون للولايات المتحدة ولإسرائيل".
ويتابع، "لو أن العرب صادقين لألغوا المعاهدات مع إسرائيل ولأغلقوا سفاراتهم في تل أبيب وسحبوا سفراءهم ومنعوا السفن الإسرائيلية من المرور من قناة السويس وباب المندب ولكن من فعل ذلك اليمن فقط كمان نعلم، فالعرب لا أظن أنهم على مستوى المسؤولية".
ويردف، "إذا هدد العرب المصالح الأمريكي في المنطقة مثل تصدير البترول وإلغاء اتفاقيات ومشاري استثمارية وشراء الأسلحة وقطع الغيار للجيوش العربية والتهديد بقطع العلاقات، العالم العربي والإسلامي من المفترض أن يتوحد ويهدد العلاقات مع الولايات المتحدة وحتى الانسحاب من الأمم المتحدة، لماذا لم يجمدوا عضويتهم في الجمعية العامة للأمم المتحدة حتى الآن؟ الحل أيضا أن يعيدوا لجامعة الدول العربية دورها وفعاليتها التي هي مغيبة الآن".
ويقول للجرمق، "التحركات العربية الآن، تشي أن العرب حتى الآن لن يسمحوا بتهجير الغزيين ومن مؤشرات ذلك أن هناك حشودات عسكرية مصرية على حدود غزة وهناك حديث عن مناورات يجريها الجيش المصري في سيناء وتدفق للقوات وهذا مؤشر وتأجيل سفر الرئيس السيسي لواشنطن هذا مؤشر إيجابي، كما أن الدعوة لعقد مؤتمر قمة في القاهرة مؤشر إيجابي، وتصريحات ملك الأردن رغم ضعفها مع أنها لم ترتق للمستوى المطلوب مؤشر إيجابي، ولكن العرب عودونا في المحصلة أنهم أقوال بلا أفعال".