تأييد واسع في "إسرائيل" لمخطط ترامب..محلل للجرمق: إجماع على الإبادة ثم على التهجير


  • الخميس 6 فبراير ,2025
تأييد واسع في "إسرائيل" لمخطط ترامب..محلل للجرمق: إجماع على الإبادة ثم على التهجير
نتنياهو&لبيد

رحبت الأحزاب الإسرائيلية بمخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يقضي بتهجير سكان قطاع غزة إلى مناطق مختلفة، انطلاقا من أحزاب اليمين وصولا لما تسمى أحزاب "المركز" واليسار في "إسرائيل".

وشكر رئيس حزب الصهيونية الدينية ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، ترامب قائلا، "سنعيد العالم إلى عظمته".

واعتبر سموتريتش أن "الخطة التي قدمها ترامب هي الإجابة الحقيقية على 7 أكتوبر، فمن نفذ المجزرة الأكثر فظاعة على أرضنا سيجد نفسه يفقد أرضه إلى الأبد. وسنعمل الآن كي ندفن نهائيا الفكرة الخطيرة حول دولة فلسطينية".

كما قال رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن المؤتمر المشترك بين نتنياهو وترامب كان "جيدا لدولة إسرائيل"، وقال إنه سيزور الولايات المتحدة، في وقت لاحق من الشهر الجاري، وسيقدم إلى الإدارة الأميركية "خطة مكملة" لخطة ترامب.

وقال رئيس كتلة "المعسكر الوطني"، بيني غانتس، إن ترامب قدم "تفكيرا مبتكرا وأصيلا ومثيرا، الذي ينبغي دراسته إلى جانب تحقيق أهداف الحرب، ومنح الأولوية لإعادة جميع المخطوفين".

إجماع على التهجير

ويقول الكاتب والمحلل السياسي أمير مخول، "في بداية الحرب كان هناك إجماع على التهجير في إسرائيل، والتصريحات كانت بهذه الروح تحت مسمى التهجير مباشرة أو تغيير وجه غزة أو أنها لن تعود ما كانت عليه من قبل، وصولا لمن طلب إلقاء قنبلة ذرية على غزة".

ويتابع للجرمق، "كان هناك إجماع من قادة الدولة جميعا سواء غانتس أو غالانت أو نتنياهو، وجميعهم تحدثوا عن الإبادة وبمصطلحات أكثر من التهجير، ثم جاء مشروع التهجير الذي أجمع عليه إسرائيليا ثم تحقق عبر مشروع سياسي أيدته إدارة ترامب بأن يتم التهجير لسيناء ثم نقل أهالي غزة بسفن إلى مناطق مختلفة في العالم، ولكن كل ذلك لم ينجح".

ويضيف، "الموقف المصري والأردني والسعودي والعربي بشكل عام والموقف الفلسطيني كان رافض، كما أن الشعب الفلسطيني لا يوجد شعب أكثر منه تمسكا بأرضه ليس لاختلاف الشعوب لأنه ذاق مذاق النكبة، وهذا موضوع جوهري ورأينا كيف الناس لا تفكر بالهجرة".

ويقول، "الرأي العام الإسرائيلي وموقفه من مشروع ترامب هو نفسه الموقف الذي بدأ به، ولكن كان هناك نوع من التمايز في مرحلة معينة بين المعارضة والحكومة الحالية أي غانتس ولبيد مقابل نتنياهو، ولكن المعارضة الآن شاركت ترامب وبن غفير بأن التصريح بتهجير الغزيين مهم وأفضل تصريح وأن المؤتمر مهم وجيد لإسرائيل، ولذلك هذه هي الخطورة ولكن في ذات الوقت هذه هي طبيعة المعارضة في إسرائيل في العقود الأخيرة".

ويتابع، "في العقود الأخيرة لا يوجد نقاش أيدولوجي حقيقي في إسرائيل ولا يوجد نقاش سياسي أيضا، لا أحد يريد حل القضية الفلسطينية على مبدأ الدولتين أو إنهاء الاحتلال أو إنهاء الاستيطان ولا أحد يريد شيء، كل الحديث منذ 20 عاما هو كيف يدار الصراع حيث يُقلص أحيانا كما أراد بينيت أو يتسع أحيانا أو يكون هناك نوع من إدارة الاحتلال بشكل مختلف ولكن ليس لحل القضية الفلسطينية".

ويردف، "لذلك، لو كان لدى نتنياهو حلم أن يختار معارضة، لما اختار أفضل من هذه المعارضة الحالية".

الفكر الاستعماري للأحزاب في "إسرائيل"

وأيدت جميع الأحزاب في "إسرائيل" سواء الأحزاب اليمينية أو ما تسمى بـ "المركز" واليسار مشروع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك على الرغم من أن بعض الأحزاب ومنها "اليسارية" في "إسرائيل" كان قادتها يسخرون من طروحات رؤساء أحزاب اليمين التي تتحدث  عن التهجير وفق ما قال مراقبون إلا أن ذلك اندثر مع طرح الرئيس الأمريكي مخطط تهجير أهالي قطاع غزة.

ويقول أمير مخول للجرمق إن هذا التأييد نابع من المفهوم الواسع للفكر الاستعماري إلا أنه "حتى بالفكرة الاستعمارية كان هناك بينها تباينات في إسرائيل حولها فهناك من أرادها دولة يهودية ديمقراطية وهناك من أرادها دولة يهودية وهناك من أرادها دولة على كل أرض فلسطين، وهناك من أراد تقسيمها من أجل بقائها وكل ذلك ليس من أجل السلام وإنما من أجل بناء المشروع الصهيوني".

ويتابع للجرمق، "لو نظرنا إلى الفترة الماضية، منذ بداية الحرب حتى اليوم لم نر أي موقف سياسي تطرحه المعارضة، ولم يكن هناك أي توجه لمبادرة دولية تطرحها المعارضة، وعلى العكس، المعارضة الإسرائيلية سلكت الطريق الذي رسمه نتنياهو الذي سلك الطريق الذي وضعه أقصى اليمين وهو التيار الصاعد الآن في الصهيونية، ولكن المعارضة لم تطرح مخرجا من الحرب، وهذا هو الإجماع الصهيوني الأساسي العميق حين تكون الحرب الكل يلتقي وهناك يصبح النقاش حول تكتيكات الخروج من الحرب وليس حول جوهر الخروج منها باتجاه حل سياسي".

ويردف، "حتى غانتس حتى دخل الكابينت اتبع ذات المفاهيم التي تعامل بها نتنياهو وكان أكثر حماسا لخطوات حربية من نتنياهو نفسه، فنتنياهو كان متحفظ نسبيا من اجتياج لبنان أو فتح الحرب مع لبنان مقابل آخرين، لذلك هذه التباينات تقلل من قيمة المعارضة".

ويقول، "للمعارضة صوت خفيض جدا، فبعد ترحيبهم بتصريحات ترامب، المعارضة أيضا أثارت قلق عائلات المحتجزين الإسرائيليين فإذا كان مشروع ترامب فعليا للتنفيذ ستتخوف العائلات ألا تكتمل الصفقة".

ويضيف،  "في المقابل سيكون هناك نوع من التعقل في الموقف في إسرائيل، ليس من وجهة نظر إنسانية ولكن حين يدرك المجتمع الإسرائيلية وقيادات المعارضة أن تصريحات ترامب رفعت من شأن القضية الفلسطينية ورفعت من مطلب إقامة دولة فلسطينية، هناك اتفاق عالمي على الطلب، وهناك موقف عربي واضح وهناك من كان يصبو للتطبيع مع السعودية، ولكن الأخيرة الآن وضعت موقف واضح أن الثمن هو دولة فلسطينية ولن تقبل بأقل من ذلك، كما أن مواقف مصر والأردن مهمة لأنها دول الجوار ومهددة تماما وترامب عمليا هدد الدولتين بشكل مباشر وصدامي ومهين".

ويتابع، "قد ينشأ نوع من ’التعقل’ الإسرائيلي ولكن ليس في أوساط اليمين، لأن أوساط اليمين الآن تترجم تصريحات ترامب، وتحيلها على الضفة الغربية، فما يصلح لغزة يصلح للضفة بحسبهم، إن كان إسرائيل تقوم بالدمار الشامل وعندها الموقف الأمريكي يصبح ترحيل السكان لأجل البناء، هذا قد يحدث في مخيم جنين بعد ترحيل السكان وفي مخيم طولكرم وفي طوباس، ولذلك الأمور خطيرة جدا حيث كيف يتلقى اليمين هذه التصريحات ويراها أنها وعد بلفور جديد".

ويوضح أنه، "في الصورة العامة أرى أنه يمكن استغلال الوضع للدفع نحو دولة فلسطينية عالميا على الأقل وهناك مبادرات مثل المبادرة السعودية الفرنسية ومواقف لـ الدول العربية والإفريقية والإسلامية، وهناك نقاش حاد أيضا داخل الحزب الجمهوري الحاكم في الولايات المتحدة حول تصريحات ترامب".

"المعادلة في إسرائيل لن تتغير، فهي متورطة بأزمتها السياسية العميقة التي لا مخرج منها".

هل ينظرون لتصريحات ترامب بجدية في "إسرائيل"؟

ويقول الكاتب أمير مخول للجرمق، "تصريحات ترامب ليست تكتيكية، ترامب أباح إبادة وتهجير شعب، وهذا موقف رئيس دولة عظمى في العالم والملتقي مع بن غفير وهذا يُترجم بعدة مستويات، فهناك من ترجمه كـ لبيد عبر محاولة تخفيف وطأة التصريح وهناك من يراه أنه تهجير للضفة والكهانية التي ترى فيه تهجير لأهالي 48، وهذا يشمل جميع الفلسطينيين".

ويضيف، "هناك تلميح في خطاب نتنياهو وترامب الإشادة بضم الجولان، ولم يتحدث عن توسع إسرائيل داخل سوريا الآن ولكنه تحدث عن إسرائيل الضيقة التي يجب توسيعها، وقد تكون الأراضي السورية المحتلة مجددا عنوانا لهذا التهجير إضافة للصومال وغيرها، ولكن يبقى الشعب الفلسطيني عصي على التهجير، ولا يمكن القضاء على قضية فلسطين مهما حاولوا".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر