ما التوقعات بشأن المرحلة القادمة على الجبهة الشمالية؟
خاص- الجرمق

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه لن يلتزم باتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، والذي وفقًا له كان على الجيش الإسرائيلي أن ينسحب من جنوب لبنان، حيث يؤكد محللون سياسيون على أن إسرائيل لم تكن تنوي من الأساس الانسحاب من جنوب لبنان.
ومؤخرًا، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، أن، "خطة وقف إطلاق النار حددت أن الانسحاب التدريجي للجيش الإسرائيلي سيتم تنفيذه خلال 60 يوماً، لقد صيغ البند على هذا النحو مع التفاهم على أن الانسحاب التدريجي للجيش الإسرائيلي سيتم خلال 60 يوماً، على أن عملية الانسحاب قد تستمر إلى ما بعد (الستين يومًا)".
وأردف بيان مكتب نتنياهو، "ينص الاتفاق أيضا على أن (عملية انسحاب جيش الدفاع الإسرائيلي مشروطة بانتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان وتطبيقه الكامل والفعال للاتفاق، في حين ينسحب حزب الله إلى ما وراء الليطاني)".
وقال: "وبما أن اتفاق وقف إطلاق النار لم يتم تنفيذه بالكامل بعد من قبل الدولة اللبنانية، فإن عملية الخروج التدريجي ستستمر بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة".
توقعات المرحلة القادمة..
ويقول الخبير بالشأن السياسي فايز عباس في حديثٍ خاص مع الجرمق: "الادعاء الإسرائيلي كاذب لأن لبنان التزمت ببنود وقف إطلاق النار لكن إسرائيل لم تكن تنوي الانسحاب الكامل من جنوب لبنان لأنها تريد السيطرة على مواقع استراتيجية في جنوب لبنان لكي تستطيع منع اللبنانيين من الوصول إلى قراهم القريبة من الحدود لأن ضغط سكان الشمال يرفضون العودة إذا لم يبقى الجيش في مواقع داخل الحدود اللبنانية".
ويتابع، "ادعاء اسرائيل الآن هو أن لبنان لم يلتزم بالاتفاق ولم يقم الجيش اللبناني بالانتشار الكامل في الجنوب ولم يقم بتدمير البنية التحتية العسكرية لحزب الله في الجنوب، مع العلم أن إسرائيل تتفاخر بأنها قامت بتدمير مواقع الحزب وعثرت على كميات كبيرة من الذخيرة والسلاح".
ويردف، "اتفاق وقف إطلاق النار ينتهي اليوم الأحد القريب، وحسب الاتفاق، إسرائيل مطالبة بالانسحاب الكامل من لبنان، لكن نتنياهو أعلن أن الجيش لن ينسحب لأنه بحاجة إلى 60 يومًا إضافيًا لينهي خططه العسكرية بالجنوب".
ويضيف عباس في حديثه مع الجرمق، "بعد انتهاء هذه الفترة الزمنية التي تطالب بها إسرائيل ستجد حكومة نتنياهو الحجج والأكاذيب الجديدة لتمديد احتلالها للجنوب اللبناني".
ما المتوقع من الحزب؟
ويقول: "حزب الله هدد إذا لم تنسحب إسرائيل بالكامل فإنه لن يواصل التزامه بوقف إطلاق النار وربما يعود إلى قصف شمال اسرائيل، على الرغم من ضعف قدراته العسكرية بعد القصف الاسرائيلي وأيضًا انهيار نظام الأسد وصعوبة وصول السلاح والتعزيزات العسكرية من إيران".
ويردف، "إسرائيل تريد أو على الاقل تدعي أنها تريد حماية البلدات في الشمال ومنع أي قوة عسكرية التواجد بالقرب من الحدود، من المعروف أن إسرائيل لم تنسحب بمحض إرادتها من أي مناطق تحتلها إلا بقوة السلاح، والسؤال هل إسرائيل استخلصت العبر من احتلال جنوب لبنان في السابق وأجبرت على الهروب من لبنان عام 2000!؟، الجواب كلا لم تستخلص العبر".
يقول الكاتب والمحلل السياسي نضال وتد: "رد فعل حزب الله يدخل في حسابات الحزب الداخلية، الآن حزب الله يواجه مسألة وعقبات تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة ويحاول ألا يتم إقصاؤه منها وهو ليس في وارد إغضاب الأطراف اللبنانية الداخلية التي تعتقد أنه انتصرت على حزب الله وأنه بدأت في لبنان مرحلة جديدة لتهميش حزب الله وضرب قوته المعنوية ونفوذه الداخلي في لبنان".
ويتابع، "حزب الله سيكون حذر في المرحلة الحالية ولن يبادر على الأقل الآن دون أن يحصل على تأييد شعبي في لبنان ولن يبادر للرد على عمليات إسرائيلية، لأن لديه حسابات داخلية شائكة ومعقدة، كل الجدل الحاصل الآن على تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة نواف سلام مرتبطة بما بات السيناريو الشيعي ’أمل وحزب الله’، بالتالي الحزب لا يريد أن يضرب التمثيل الشيعي وأن يمنح الأطراف المعادية له في لبنان فرصة كي تقصي الحزب أو حركة أمل بعدم إشراكه في التشكيلة الجديدة".
"إسرائيل لا تحترم الاتفاقيات"..
من جانبه، يقول الكاتب والمحلل السياسي نضال وتد: "إسرائيل، رغم الاتفاق، وهذا ما شهدناه على مدار العقود والأشهر الأخيرة، لا تحترم الاتفاقيات وتقوم بعمليات وتنتهك سيادة الدول المجاورة كما تنتهك الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويكفي أن تدعي أنه وصلتها معلومات استخباراتية وأنها كانت مضطرة لتصفية هذا الطرف أو الناشط أو العنصر لتفادي قيامه تنفيذ عملية ضد إسرائيل".
ويردف في حديثٍ مع الجرمق، "المسألة مرهونة الآن في الأيام الأولى بالظرف الدولي، إسرائيل الآن ليست بمكانة تسمح لها باستفزاز الرئيس الأمريكي الجديد ترامب بما يتعلق بالشأن اللبناني والحدود مع لبنان خاصة أنها بحاجة لمواصلة تأييد ترامب لها بما تقوم به بالضفة الغربية".
ويتابع، "أحد التصريحات الأولى لترامب أنه ليس متأكدا أن وقف إطلاق النار في غزة سيصمد وبالتالي يعطي إسرائيل ضوءا أخضر لانتهاك وقف إطلاق النار في غزة والقيام بمزيد من الممارسات التي يقوم بها جيش الاحتلال بالضفة الغربية وجنين، ويتوقع بالمقابل أنه على الأقل على الجبهة اللبنانية أن تمنح إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار المزيد من المصداقية ومن الثبات إلى أن ترى أن ظروفها تسمح لها بانتهاك الاتفاق".
ويضيف، "الطرف الإسرائيلي يطلب تمديد بقائه في جنوب لبنان ويريد أن يحرج الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون بأن القوات اللبنانية لم تنتشر كما ينبغي وفق الاتفاق الأصلي كما يدعون في جنوب لبنان وعلى امتداد الحدود اللبنانية مع إسرائيل، ويدعي أنه بحاجة لأن يبقى حتى يتم تمكين سيطرة الجيش اللبناني الرسمي على الحدود".