بعد الصفقة: إسرائيل على حافة تصدع معسكر اليمين المتطرف


  • الأربعاء 22 يناير ,2025
بعد الصفقة: إسرائيل على حافة تصدع معسكر اليمين المتطرف
نتنياهو&سموتريتش&بن غفير

شددت وزيرة القضاء السابقة اليمينية اييلت شاكيد في تغريدة لها بأنه بعد هذه المرحلة وانجاز الصفقة وعودة المحتجزين والتي تدافع عنها، “يتوجب على رؤساء المؤسسة الأمنية وعلى رأسهم رئيس الأركان تحمّل مسؤوليتهم والاستقالة. أما الحكومة، المسؤولة عن أفظع مجزرة لليهود منذ المحرقة، وهي المسؤولة عن إدارة الحملة العسكرية في غزة … فيجب على هذه الحكومة الاستقالة والذهاب إلى الانتخابات، وليس قبل التحرك فورا لإنشاء لجنة تحقيق حكومية”. وعبرت وزيرة القضاء السابقة عن سعادتها بعودة المحتجزين، لكن هذه الفرحة بحسب تعبيرها تظل “ممزوجة بشكوك مشروعة وقلق من قدرة هذه الحكومة تطبيق شروط الصفقة الصعبة بما لا يشكل خطرا على أمن اسرائيل”.
– عودة شاكيد دليل على التحوّل المحتمل في الصهيونية الدينية بقيادة شاكيد بنيت ونحو انتخابات مبكرة، وهو ما يبدو تماشيا مع مزاج ترامب وادارته، التي رغم التزامها الكامل لإسرائيل لكن الإدارة القادمة ترى ان نتنياهو وحزبي الصهيونية الدينية يعوّقون مصالح اسرائيل والولايات المتحدة. في حين ان الرهان في الادارة ينزاح نحو صيغة وسياسة “حكومة التغيير” برئاسة بينيت لبيد والتي حددت هدفها بـ “تقليص الصراع”.
– تعود الى الواجهة وتصدّر الاحداث مسألة المطالبة بلجنة رسمية او لجنة فحص حكومية، وهي المسألة التي سعى نتنياهو الى تجنبها والالتفاف عليها منذ 7 اكتوبر 2023 وكانت الحجة هي ان الحرب لا تزال طويلة حتى تحقيق كل اهدافها. لم يكن من قبيل الصدفة، المطالبات الاخذة بالاتساع في اوساط اليمين والداعية الى استقالة كل من قائد الاركان هليفي ورئيس مجلس الامن القومي تساحي هنغبي ورئيس الحكومة نتنياهو بالإضافة الى رئيس جهاز الامن العام الشاباك رونين بار.
– حالة الفرح الشعبي التي رافقت اسرائيل مع عودة المحتجزات الثلاث الاوائل من ضمن المرحلة الاولى من الصفقة، هي ما يسيطر على الاعلام الاسرائيلي وعلى المزاج العام وتحظى بأغلبية كبيرة حتى داخل معسكر اليمين الواسع. لكن ما يميزها ايضا انها لم تحصل بمفاجئات، ومن المستبعد تماما وقف الصفقة بكل مراحلها، والتدحرج نحو وقف الحرب.
– في حال نفذ سموتريتش تهديده باستقالة وزرائه، وهو مستبعد حتى هذه اللحظة، نتجه نحو حكومة أقلية والتقدير انها لن تصمد طويلا في الحكم. من ناحية أخرى ينشط اقطاب جدد وقدامى، يعتبرون بن غفير ليس يمينيا عقائديا و”لا يتحلى بالمسؤولية الوطنية”، ومنهم النائب السابق موشي فيغلين وبنسي ابشتاين، والتقييمات في إسرائيل ان حزبه يواجه احتمالات الانشقاق بقيادة ألموغ كوهين.
– والمسالة الأخرى التي ستؤثر على مستقبل الصهيونية الدينية تتمثل في عودة نفتالي بنيت الى الواجهة مؤخرا، والامر ينطبق على اييلت شاكيد وزيرة القضاء السابقة، وهذه الشخصيات تتميزان بانهما منفتحة على معظم احزاب المركز في الخارطة السياسية. فيما المشترك بين المجموعتين اليمينيتين الجديدتين هو بداية حجب الثقة عن نتنياهو والتشكيك بقدراته عقائديا على قيادة اليمين العقائدي وقد يعيق بقاء هذا التيار في السلطة او عودته اليها في حال انتخابات مبكرة.
– استقالة وزراء حزب “عوتسما يهوديت” برئاسة بن غفير من الحكومة رسميا (الاحد 19/1) حتى وان كان دون السعي لحجب الثقة واسقاطها، لها تداعيات على الشق اليميني في الخارطة السياسية حتى وإن كانت مفتعلة وتدحرجت بناء على تهديدات بن غفير المتتالية وحاصر نفسه بها، لكنها لم تؤثر على القرار بصدد صفقة التبادل ووقف إطلاق النار. والمشهد بكليته يوحي بان حكومة نتنياهو لم تعد مستقرة حتى وان كانت تتمتع بأغلبية برلمانية.
– من غير المستبعد ان تنقلب الاوضاع بعد بدء تنفيذ الصفقة وعودة المحتجزين الاسرائيليين وان ترتفع أسهم نتنياهو ويحسن وضعيته الشعبية والانتخابية. الا ان التصدع برز في معسكر اليمين، ويشمل العقيدة الدينية الصهيونية في واقع مستجد، عنوانه الرغبة في انهاء الحرب وانجاز الصفقة بكل مراحلها.
– تناقل الاعلام الإسرائيلي خلال تغطية عودة المحتجزات الثلاث الأوائل، بأن المزاج الشعبي تحول من الاحتقان والصدامية الى الشعور بالوحدة الداخلية، فيما أنّ تواصل الحرب هو العامل المباشر لتعمق التصدع، بينما توقّفها قد يعيد حالة من التعقّل الى الساحة السياسية والشعبية. في حال كانت هذه التقديرات بعيدة المدى وليست لحظية فهذا يعني تحولا عميقا في السياسة الاسرائيلية معترفا بحدود القوة وبحدود الحرب.
– شكل خطاب نتنياهو عشية تنفيذ الصفقة وبعد المصادقة عليها تظاهرة ضعف وفقا لمعظم التحليلات الاسرائيلية، بل ان تهديده في حال عدم التزام حماس بتجديد الحرب بكثافة اكبر مما كان “وبأساليب جديدة”، وكما يبدو تعيين الجنرال احتياط أيال زمير المقرب منه والمتخصص في الشأن الايراني، في اشارة الى اولوية المواجهة مع ايران.

الخلاصة:

**تشير التطورات السياسية الاسرائيلية الى الهزة العميقة في معسكر اليمين بقيادة نتنياهو، بعد بدء تنفيذ الصفقة، وقد يضطر الى اعلان انتخابات مبكرة
** المطالبة بلجنة تحقيق او لجنة فحص في إخفاق 7 اكتوبر 2023 باتت تتصدر المطالب ومن الصعوبة بمكان تجاهلها او تجاوزها.
** الصفقة انطلقت ومن الصعوبة بمكان توقع ان تتوقف دون التوصل في نهاية المطاف الى انجازها بالكامل وبكل مراحلها.
** من المتوقع ان تشهد الساحة السياسية الاسرائيلية انزياحات واصطفافات جدية قد تضع حدا للائتلاف الحاكم.

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر