ما الذي دفع هليفي للاستقالة في هذه المرحلة وهل جاءت الخطوة بعد ضغط نتنياهو؟


  • الأربعاء 22 يناير ,2025
ما الذي دفع هليفي للاستقالة في هذه المرحلة وهل جاءت الخطوة بعد ضغط نتنياهو؟
هيرتسي هليفي

أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هليفي، في بيان، عن استقالته من منصبه، وأنه أبلغ وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بأنه يطلب إنهاء ولايته بحلول السادس من آذار/مارس المقبل، فيما طالب هليفي بتشكيل لجنة تحقيق خارجية في إخفاقات 7 أكتوبر.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي أنطوان شلحت للجرمق، "هليفي يعتقد كما قال في رسالته إنه تمكن كقائد للجيش من تحقيق إنجازات معينة ولذلك هو الآن يستطيع أن يستقيل، وقبل ذلك كان يكرر أنه يعلن تحمله المسؤولية عن طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 ولكن بعد أن يحقق عددا من الإنجازات، ويبدو أنه تكوّنت لديه قناعة أنه حقق إنجازات".

ويتابع للجرمق، "لم يتحدث هليفي بالتفصيل عن الإنجازات التي حققهاولكن بالتأكيد يقصد أن إسرائيل تمكنت من إلحاق ضربة قوية بحركة حماس، هو لم يتحدث عن تحقيق أهداف وكان ينتقد أن هذه الأهداف التي يُعلن عنها غير قابلة للتحقيق وأن الحكومة عندما تضع هذه الأهداف هي لا تدرك ما يمكن تحقيقه من خلال الحرب".

ويقول، "ما يقف خلف قرار هليفي هو محاولة المؤسسة الأمنية أن تدفع قدما لتثبيت وقف إطلاق النار، عندما يقول هليفي أنه يستقيل هو يوجه رسالة ضمنية غير مباشرة أن الحرب انتهت وأنه يستطيع أن يستقيل وأن يعرض نفسه للمسائلة حول المسؤولية التي يتحملها كقائد للجيش عما حدث في 7 أكتوبر". 

ويضيف، "هناك رسالة وراء الاستقالة إلى المؤسسة السياسية لأن المناخ الإسرائيلي العام الآن يتعزز أكثر فأكثر بأن الحرب التي تخوضها إسرائيل ضد قطاع غزة تحتكم إلى أسباب سياسية وشخصية ولم تعد لها مبررات أمنية وعلى العكس يتم إشغال بمهمات استثنائية غير جاهز لها وأن الحرب عسكريا انتهت منذ زمن وأي استمرار لها يمكن أن يبرر بأي شيء سوى بالمبررات الأمنية والعسكرية، في هذا الشأن يوجه هليفي رسالة للمؤسسة السياسية والرأي العام الإسرائيلي".

هل جاءت الخطوة بضغط من نتنياهو؟

ويقول، "سردية نتنياهو طيلة الوقت كانت تقوم على أساس الهروب إلى الأمان من مسؤوليته كمسؤول أول في دولة الاحتلال عن كل ما يجري بها سواء على المستوى العسكري والسياسية ونقل المسؤولية على المؤسسة الأمنية والعسكرية، وهو يحاول أن يرسخ هذا الأمر قبل أن تتصاعد المطالب الشعبية والنقابية لإقامة لجنة تحقيق رسمية لأنه حتى الآن يعارض إقامة مثل هذه اللجنة، لأن إقامتها يعني سيناريو شبه وحيد وهو تحميل نتنياهو المسؤولية عن الإخفاق".

ويردف، "نتنياهو يراكم الأسباب لتحميل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية المسؤولية عن الإخفاق وتزّين له طريق الهروب من تحمل المسؤولية، نتنياهو كان سيكون مريحا له لو تمت الاستقالة في وقت سابق، لكان فيها أخذ مسؤولية من جانب القيادة العسكرية والأمنية أكثر من الفترة الحالية، ولكنه لم ينجح بضغطه أن يؤدي لاستقالة رؤساء الأجهزة الأمنية ولم يتمكن من إقالتهم بعدما أقال غالانت".

ويضيف، "لا شك أن كل الاستقالات والإقالات تخدم السردية التي يحاول نتنياهو أن يكرسها لإبعاده عن تحمّل المسؤولية".

ما مستقبل إقامة لجنة تحقيق رسمية بأهداف 7 أكتوبر؟

ويقول شلحت للجرمق، "احتمالات إقامة لجنة تحقيق رسمية ضئيلة وإذا أردنا أن نأخذ أسرار نتنياهو من الأبواق التي تنطق باسمه، فالجميع ضد تشكيل لجنة تحقيق رسمية، والمحيطون بنتنياهو يسعون لإقامة لجنة تحقيق حكومية تختلف بجوهرها عن لجنة التحقيق الرسمية لأن اللجنة الرسمية لا تتدخل الحكومة بتعيينها أما اللجنة الحكومية تقوم الحكومة بنفسها بتعيينها وبالتالي يمكن أن تُعيّنها على صورتها بأن تأتي استنتاجاتها متطابقة مع سردية نتنياهو التي يريد تكريسها".

ويضيف، "من الواضح أن الاحتمالات لتشكيل لجنة تحقيق رسمية ضئيلة ولكن الواقع السياسي الإسرائيلي متأرجح بالتالي ما يكون صحيح اليوم لن يكون صحيح غدا".

من سيخلف هليفي؟

ويقول شلحت، "هناك العديد من الأسماء يتم الحديث عنها لخلافة هليفي ولكن يتم التركيز الآن على لواء متقاعد وهو مدير عام وزارة الجيش وعلى ما يبدو أنه الأقرب لرئيس الحكومة ولوزير الجيش، وواضح أن الاختيار سيحتكم ليس لمعايير ’مهنية’ وإنما أكثر لمعايير الولاء وفرض نهج الحكومة".

هل لاستقالة هليفي بعد انتهاء المرحلة الأولى للصفقة دلالات؟

ويقول شلحت للجرمق، "هليفي يوجه رسالة أنه يريد أن تصل هذه الصفقة لمراحلها الكاملة وأن التوقيت بنهاية المرحلة الأولى من الصفقة هناك غاية لهليفي وهي ألا يتحمل المسؤولية عما سيحدث بعد انتهاء المرحلة الأولى من صفقة التبادل".

ويردف، "مجرد تقسيم الصفقة على مراحل، فيها الكثير من الغايات الخبيثة لدى رئيس الحكومة، أي أنه عندما تنتهي المرحلة الأولى سيحاول نتنياهو أن يعتبر انتهاءها انتهاء للصفقة بحجج يختلقها بنفسها، وهليفي يوجه رسالة أنه مع نهاية المرحلة الأولى بالنسبة له هذه الصفقة التي يجب تطبيقها والاستمرار بها".

ويتابع للجرمق، "هليفي باستقالته لا يريد أن يتحمل المسؤولية عن أي قرارات تتخذها الحكومة الإسرائيلية بعد انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة".

ويختم، "نتنياهو يعلن صباح مساء أنه لا يريد إنهاء الحرب لأن الانتقال للمرحلة الثانية والثالثة تعني انتهاء الحرب ونتنياهو يعلن أنه لا يريد ذلك لأنه مهدد من حلفائه أنه في حال انتهت الحرب فسيسقطون الحكومة وهو لا يريد أن تسقط الحكومة وهنا يطرح سؤال ماذا سيكون موقف الولايات المتحدة الأمريكية والرئيس ترامب الذي بات من المعروف أنه مارس كل نفوذه وضغطه للتوصل لصفقة، وموقفه سيكون غير واضح".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر