كيف تؤثر مشاهد اليوم الأول من الصفقة على الساحة السياسية الإسرائيلية؟
تقرير- خاص

منذ ساعات عصر اليوم الأحد، بدأت وسائل الإعلام بتداول مقاطع فيديو لكتائب القسام، أثناء نقل المحتجزات الـ 3 إلى المنطقة التي سيسلمن فيه للصليب الأحمر، حيث باتت المظاهر العسكرية واضحة في المشاهد، الأمر الذي اعتبره محللون سياسيون صفعة لإسرائيل، في ظل تكرارها الحديث عن تدمير القوة العسكرية لكتائب القسام.
المظاهر العسكرية في غزة..
ويقول الخبير بالشأن السياسي جمال زحالقة في حديثٍ خاص مع الجرمق: "بدأ الاعتراف بإسرائيل أنها لم تستطع القضاء على حماس، وأن لا زال للحركة قوة عسكرية، والجنرالات في إسرائيل يعتبرون ذلك فشلًا إسرائيليًا".
ويضيف، "نحن فرحون بفرحة أهلنا بغزة بوقف إطلاق النار حتى يستطيعوا تحسين ظروفهم الكارثية، ونأمل أن يستمر وقف إطلاق النار، وإسرائيل تعتبر وقف إطلاق النار ثمن دفعته إسرائيل، وبالنسبة لها وقف الحرب هو ثمن تدفعه".
ويتابع، "التأكيد الإسرائيلي كان بالأكثر على مظاهر القوة العسكرية في غزة، في إسرائيل يعتبرون هذه الصفقة سيئة جدًا جدًا، لكنها ضرورية لإعادة أسراها".
من جهته يقول الخبير بالشأن السياسي أليف صباغ لـ الجرمق: "للمشاهد العسكرية تأثير على الشعب الفلسطيني، بأن هذه المشاهد ترفع المعنويات، وبأن المقاومة ما زالت مسلحة وقادرة، وفيها مخاطر بأن تستغل إسرائيل هذه المشاهد من أين تدخل ومن أي تخرج وتهاجمها إسرائيل".
ويتابع، "على المستوى الإسرائيلي كانت المشاهد صعبة جدًا، معلقون عسكريون قالوا هذا الكلام أيضًا، بأن هذه المشاهد تعني أنهم لم يقضوا على حماس، وأن الحركة باقية سياسيًا وعسكريًا، وأن كل ما حقق من إنجازات عسكرية بالمفهوم الإسرائيلي لا تساوي شيء".
ويردف، "لا ننسى أن هدف إسرائيل الأساسي هو تدمير حماس سياسيًا وعسكريًا، وهم لم يقضوا عليها، وهذا لم يحدث باعتراف صحافيين ومعلقين سياسيين وعسكريين، وباعتراف اليمين الإسرائيلي، وباعتراف وزراء داخل حكومة نتنياهو، هذا الاعتراف يستفز إسرائيل، هذا الإسرائيلي الحاقد مستعد لفعل أي شيء ليثأر لنفسه، ويعود لمسلسل الدماء".
كلمة أبو عبيدة..
ويقول صباغ: "كلمة أبو عبيدة كانت كلمة شاملة، ونبرة واثقة تخطت وصف الواقع، وإنما تحدثت أيضًا عن المستقبل بأن الأمور لم تنته، وأن المقاومة مستمرة بنضالها، هذا على المستوى الفلسطيني يرفع المعنويات، ويقتنع بأنه انتصر، وبأن أهداف هذه الحرب حقق الجزء الأكبر منها".
ويردف زحالقة في حديثه لـ الجرمق، "أعتقد أن كلمة المفتاح بكلمة أبو عبيدة هي أننا عانينا معًا، كلمة معًا، وأن كل القوى الفعالية في غزة عليها أن تتعاضد وتقف معًا لإعمار غزة وتضميد جراح الفلسطينيين في قطاع غزة".
موقف الجانب الإسرائيلي من كلمة أبو عبيدة..
ويتابع أليف صباغ، "المقاومة على تزال مستمرة، أسباس المقاومة لا تزال قائمة، الجانب الإسرائيلي أيضًا تابع كلمة أبو عبيدة، هم بالأساس محبطون، وكلمة أبو عبيدة زادتهم إحباطًا، وعاد أبو عبيدة ليقول إن الأمور لم تنتيه".
ويقول: "الإعلام الإسرائيلي حاول التشويش على الصورة من شدة الإحباط، واضطروا أن يقولوا أن الأسيرات الإسرائيليات بصحة جيدة، المحاولة الإسرائيلي بألا لا تبين وجوه الأسيرات لم تنجح".
ويردف صباغ لـ الجرمق، "في المرة الماضية منعوا الأسرى من الكلام، لكن الصورة أظهرت الحقيقة، وأنهم كانوا بصحة جيدة، وهذا ما حدث في هذه المرة أيضًا".