سيناريوهات الهجمات الإسرائيلية المحتملة ضد الحوثيين..هل ستتشابه مع الهجمات ضد حزب الله؟

اليمن


  • الأربعاء 25 ديسمبر ,2024
سيناريوهات الهجمات الإسرائيلية المحتملة ضد الحوثيين..هل ستتشابه مع الهجمات ضد حزب الله؟
قصف إسرائيلي على صنعاء

يواصل وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهديداتهم لشن هجمات ضد جماعة أنصار الله "الحوثيين" في اليمن وذلك ردا على إطلاق الصواريخ المستمر تجاه "إسرائيل" حيث ارتفعت وتيرة استهدافات الحوثيين لـ منطقة "تل أبيب" الكبرى ومحيطها خلال الأسبوع الأخير.

وتوعد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الحوثيين، بالتحرك ضد الحوثيين، قائلا في مقطع فيديو بثه مكتبه "كما تصرفنا بقوّة ضدّ الأذرع المسلحة لمحور الشر الإيراني، سنتحرك ضد الحوثيين بقوة وتصميم وحنكة".

كما كرر وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس تهديداته لجماعة أنصار الله الحوثي في اليمن، قائلًا "لن نقبل حقيقة أن الحوثيين يواصلون إطلاق النار على دولة إسرائيل. سنتعامل مع رؤوس الحوثيين في صنعاء وفي كل مكان في اليمن”.

وأضاف كاتس: “لن نقبل حقيقة أن الحوثيين يواصلون إطلاق النار على دولة إسرائيل. حذرت وقلت كما تعاملنا مع السنوار في غزة وهنية في طهران ونصر الله في بيروت، سنتعامل أيضاً مع رؤوس الحوثيين في صنعاء وفي كل مكان في اليمن. سنعمل ضد بنيتهم ​​التحتية وضدهم لإزالة التهديد والقضاء على التهديدات التي تواجه دولة إسرائيل، من أجل تحقيق أهدافنا".

ويقول المحاضر في العلوم السياسية د.سليم بريك، "التهديد الإسرائيلي للحوثي يختلف عن تهديد حزب الله، فاليمن بعيدة جغرافيا عن إسرائيل حيث تبعد حوالي 1800 كم وكل عملية للهجوم على الحوثيين بحاجة لعدد كبير من الطائرات والتزود للوقود بالجو والتنسيق مع طائرات أخرى ودول أخرى في المنطقة، الهجوم على الحوثي يختلف عن الهجوم على حزب الله في لبنان بشكل كبير".

ويتابع للجرمق، "القضية الأخرى أن المبنى الطبوغرافي لليمن، فهي دولة عالية جدا ومركبة وواسعة جدا والحوثيين موزعين في أماكن مختلفة، فمثلا قضية الاغتيالات ضدهم أمر صعب جدا على إسرائيل ولا يمكن تنفيذه إلا بجهود مركبة (أمريكية بريطانية سعودية مصرية والكثير من القوى التي تنسق إسرائيل معهم الهجوم) وبسبب عدم وجود قواعد استخبارية لإسرائيل في اليمن".

ويضيف، "إسرائيل تحتاج للتنسيق مع عدد من الدول لتنفيذ هجمات ضد الحوثيين لتهيئة أجواء الدول وخطوط الطيران، عندما نتحدث عن قصف لأماكن بعيدة جدا عن إسرائيل، يؤخذ بالحسبان مثلا ماذا قد يحدث إذا سقطت طائرة إسرائيلية مثلا؟ أو طيار وأين سيقع وكيف سيتم إنقاذه وإعادته لإسرائيل، وهنا الأمور معقدة جدا وتختلف عن تنفيذ هجمات في لبنان وسوريا حيث يستغرق الطيران فقط عدة دقائق فقط".

ويقول، "كما أنه لا يوجد لإسرائيل معلومات استخباراتية دقيقة وميسرة عن الحوثيين، فإسرائيل كان لها معلومات استخباراتية على مستوى عالي جدا في لبنان وسوريا والعراق وإيران بينما في اليمن، الوضع أصعب، بالتالي الاغتيالات غير واردة إلا إذا كان على محمل الصدفة، مثلا حصلت الاستخبارات الأمريكية أو السعودية على معلومات عن مكان أحد قيادات الحوثيين ثم نقلتها لإسرائيل، يمكن لها أن تقوم بالعملية ولكن البعد الجغرافي قد يكشف العملية، والرد الأمثل من ناحية إسرائيل لهذه الحالية، هو قصف البنى التحتية موانئ وكهرباء أو التعامل مع دول كالولايات المتحدة وبريطانيا أو دول أخرى للقيام بعمل مشترك ضد اليمن، وهذا ما قاله كاتس أن الحل يجب أن يكون ليس فقط إسرائيلي وإنما عبر دول السنتكوم أي الولايات المتحدة وبريطانيا وربما دول أخرى".

ما المقصود بـ الهجوم العنيف ضد الحوثيين؟

وأفادت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية "كان11" أن الجيش الإسرائيلي يدرس إمكانية شن هجوم رابع عنيف على اليمن وذلك في ظل تصاعد المواجهة مع جماعة أنصار الله

ويتابع بريك للجرمق، "على ما يبدو أن إسرائيل ستشن هجمات تخلّف أضرارا كبيرة وليس فقط عسكرية تستهدف قوات الحوثيين وإنما قد تستهدف مرافق مهمة لهم كمصادر المياه أو النفط وأمور من هذا القبيل، قد تؤثر بشكل سلبي جدا ليس فقط على الحوثيين وإنما على المحيط الاجتماعي الحاضن للحوثيين".

ويقول، "حتى الآن، قصف الحوثيون بمئات المسيرات وأكثر من 100 صاروخ إسرائيل، بما في ذلك صواريخ متطورة جدا، كصاروخ 16 ماخ، فقد قصفت اليمن إسرائيل به مرتين وفشلت الأخيرة بإسقاطه وهذا أدى لأضرار كبيرة جدا وكاد أن يؤدي لخسائر بشرية".

ويردف، "إسرائيل ترى أنه بعد ’القضاء’ على قوة حزب الله في الشمال، أنه حان الأوان للتعامل مع تهديدات الحوثي وهذا الموجود على الطاولة الآن".

كيف سيكون شكل المواجهة المستقبلية بين الحوثيين و"إسرائيل"؟

ويقول د.سليم بريك، "ربما ستكون مواجهة طويلة الأمد، من يعرف تاريخ اليمنيين يعرف أنهم لا يتنازلون سريعا، وبعد ’سقوط’ حزب الله يرون أنفسهم أنهم المدافع العربي الأول إلى جانب الفلسطينيين في غزة وبشكل عام كمدافعين عرب أمام الأمريكيين والإسرائيليين، وعلى ما يبدو أن قائد الحوثيين يرى نفسه أنه وريث لحسن نصرالله وآخرين، وهو الذراع الأقوى الآن لإيران، فإيران تستفيد من الصواريخ التي تطلقها اليمن باعتبارها تجارب تساعد إيران بالتخطيط لعملياتها العسكرية المستقبلية إذ اضطرت للدخول في مواجهة إسرائيل".

ويوضح للجرمق، "لا أعتقد أن المواجهة ستنتهي مع الحوثيين باتفاق كما حدث مع حزب الله، فالأمور لا تتجه بهذا الاتجاه، وإنما الظاهر أن التوجه هو تصعيد من قبل الحوثيين وباعتقادي أن الحوثيين سيزيدون من التصعيد لأن إيران تشعر أنها مهددة من إسرائيل والولايات المتحدة وتنتظر دخول ترامب للبيت الأبيض لترى ما سيفعله وكل المنطقة موجودة في حالة غليان والحوثيون يتأهبون لمساعدة إيران في حال طلبيت منهم بشكل أكثر كثافة مما هو حاليا".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر