لماذا يخشى الإسرائيليون العودة للبلدات الإسرائيلية عند الحدود الشمالية؟
الجبهة الشمالية

أشار محللون سياسيون إلى أن سكان الشمال الإسرائيليين لا يزالوا لم يعودوا إلى البلدات عند الحدود الشمالية مع لبنان، وذلك خشية الفترة التي ستأتي بعد انتهاء الهدنة التي أبرمت بين لبنان وإسرائيل ومدتها 60 يومًا فقط.
لماذا لم يعد سكان الشمال حتى الآن؟
ويقول الخبير بالشأن السياسي فايز عباس لـ الجرمق: "سكان الشمال بأغلبيتهم لم يعودوا حتى الآن إلى بيوتهم لأسباب أمنية، لأن الصورة غير واضحة حتى الآن بكل ما يتعلق بوقف إطلاق النار بين الطرفين الإسرائيلي، واللبناني".
ويضيف، "لا تزال الأمور مبهمة حول الهدنة، وما بعد انتهاء الهدنة التي ستستمر منذ أن بدأت لمدة 60 يومًا".
ويتابع، "الإسرائيليون يطالبون بعدم عودة سكان القرى اللبنانية الحدودية إلى بيوتهم التي هدمت، خوفًا من عودة مقاتلي حزب الله أيضًا، والأمر الآخر يتعلق بإعادة بناء بيوتهم وبلداتهم المدمرة تقريبًا كليًا".
ويردف، "إعادة بناء البنية التحتية سيستغرق فترة زمنية طويلة وأيضًا بناء بيوتهم المدمرة وهم بحاجة إلى الأموال من الحكومة لإعادة ترميم وبناء البيوت، وهناك أيضا نقص بالأيدي العاملة في إسرائيل لذلك سيستغرق وقتًا طويلًا لإعادة تأهيل البلدات اليهودية في الشمال".
ويقول عباس لـ الجرمق: "السبب الآخر أيضًا أن نسبة عالية من سكان الشمال قرروا عدم العودة لأنهم وجدوا أن جودة الحياة والخدمات التي تقدم في المدن التي نزحوا إليها أفضل بكثير من حياتهم في البلدات الشمالية".
ويلفت عباس إلى أن إسرائيل عملت خلال الفترة الماضية على فصل ملف الحرب الإسرائيلية مع غزة، عن الحرب مع الجبهة الشمالية.
ويتابع، "باعتقادي ليس هناك علاقة بين قضية المحتجزين وعودة النازحين إلى بلداتهم لأنه تم الفصل بين الجبهتين اللبنانية والفلسطينية، كما أن اتفاق وقف إطلاق مع حزب الله دون وقفها في غزة فصل عمليًا بين الجهتين".
وغي نوفمبر الماضي، أبرم اتفاق وقف إطلاق نار بين لبنان وإسرائيل، ومن أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي تعمل واشنطن وباريس على ضمان تنفيذه، انسحاب الجيش الإسرائيلي تدريجيا إلى جنوب الخط الأزرق (الفاصل بين الحدود) خلال 60 يوما، وانتشار الجيش والأمن اللبناني على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
وفي حينه، قال الباحث والمحلل السياسي أنطوان شلحت، "هناك خطر يتهدد الاتفاق، مع أن هناك تطمينات من جانب الولايات المتحدة وفرنسا أن الاتفاق لن ينهار وأنهما جادتان بالحفاظ عليه، ولكن معروف أن الساحة السياسية بالشرق الأوسط والاتفاقات دائما تكون واقفة على أرض غير ثابتة، ذلك خطر انهيارها يعادل خطر استكمالها".
ويردف شلحت في حديثٍ خاص مع الجرمق، "علينا أن نشير إلى أن الأوساط القريبة من نتنياهو ما زالت تعرب عن عدم رضاها عن الاتفاق وربما هذا ما يفسر بعض الجوانب المرتبطة بخرق الاتفاق وبالادعاءات الإسرائيلية أن هناك خرق للاتفاق من قبل لبنان ولذلك تقوم بشن هجمات خلافا لما تم الاتفاق عليه في إطار الاتفاق".
ويقول، "هذه الأوساط القريبة من نتنياهو تعتبر أن هذا الاتفاق غير كافي بالنسبة لإسرائيل وأنه يعود إلى الاتفاق الذي تم التوصل له بعد حرب لبنان الثانية عام 2006 والتي أسفرت عن القرار الدولي 1701 التي تعتبره هذه الأوساط مليء بالثغرات وأنها لم تُسد في الوقت الحالي، والأسباب التي تتحدث عنه هذه الأوساط التي دعت إسرائيل لأن تقبل بالاتفاق هي أسباب موضوعية كما تدعي منها أن الجيش الإسرائيلي منهك وأن هناك ضغوطا من الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة من الإدارة الحالية التي تقترب من نهاية ولايتها وتهديد إسرائيل بتجميد شحنات أسلحة وبعدم الوقوف في وجه قرارات دولية خصوصا قرارات مجلس الأمن".
ويضيف، "هذا يُفسر لماذا تقوم إسرائيل بخرق الاتفاق وبأعمال يمكن اعتبارها استفزازية لتخريب الاتفاق ومع ذلك حتى الآن المؤشرات تؤكد أنه سيكون هناك التزام بالاتفاق على الأقل من جانب حزب الله في لبنان، والتصريحات الصادرة عنه مؤخرا تؤكد على دور الدولة اللبنانية بحماية الاتفاق وهذا يدل على أن حزب الله ربما منخرط بهذا الاتفاق من خلال توكيل الدولة اللبنانية والجيش اللبناني بالحفاظ على تنفيذه".
وبدوره، يقول المحاضر في العلوم السياسية د.سليم بريك، "هناك احتمال لانهيار الاتفاق لأن هذا يتعلق بمواقف الجانبين، رأينا خروقات، ولكن السؤال هو تصرف الجهات المشرفة على هذا الاتفاق أي فرنسا والولايات المتحدة والجيش اللبناني، من المفترض أن تفحص بشكل مستمر هذه الخروقات وتحذر من هذا الأمر".