دلالات نشر الولايات المتحدة الأمريكية منظومة الدفاع الجوية "ثاد" في "إسرائيل"؟

نشرت الولايات المتحدة الأمريكية أنظمة الدفاع الجوي الصاروخي بعيدة المدى "ثاد" وطاقمها التشغيلي في إسرائيل للمساعدة في تعزيز الدفاعات الجوية.
وأكدت وزارة الدفاع الامريكية "البنتاغون" أن "منظومات ثاد ستعمل على تعزيز نظام الدفاع الجوي المتكامل في إسرائيل".
وشددت الوزارة في بيانها على أن "هذا الإجراء على التزام الولايات المتحدة الراسخ بالدفاع عن إسرائيل، والدفاع عن الأمريكيين في إسرائيل، من أي هجمات صاروخية باليستية أخرى من جانب إيران".
ولفتت الوزارة إلى أن "هذه ليست المرة الأولى التي تنشر فيها الولايات المتحدة بطارية ثاد في المنطقة".
ويقول المحلل السياسي والباحث أمير مخول إن نشر منظومة الدفاع "ثاد"، "يدل على مدى تورط الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب، بداية من الحرب على غزة والآن في الحرب على لبنان، وتداعياتها الإقليمية التي قد تصل للتراجد الصاروخي مع إيران، الولايات المتحدة باتت متورطة، حيث نجحت حكومة إسرائيل، ونتنياهو والإجماع القومي الصهيوني بتوريطها في حرب مستدامة وطويلة الأمد وغير معروفة النتائج ومسعى لإحداث كبير في المنطقة وفقًا لما تريده إسرائيل، وهذا لا يعني أنه سيتحقق".
ويتابع للجرمق، "الولايات المتحدة كانت قادرة أن تضغط وتفرض دبلوماسيا على حكومة إسرائيل وعلى النظام العربي والدول العربية، ولكن هذا أيضا تأكيد أن وضعيتها تتراجع وأولوياتها في المنطقة تتراجع، أما وضعها الاستراتيجي المتداخل مع الوضع الاستراتيجي الإسرائيلي لم يتراجعان كثيرا، لذلك تلجأ للقوة العسكرية العظمى، وهذه قد تكون من المرات القليلة التي يحصل فيها مثل هذا الأمر".
ويضيف، "الولايات المتحدة أعطت إسرائيل كامل الغطاء الحربي على قطاع غزة، ومنعت أي وقف لإطلاق النار، وكانت شريكة في كل قرارات حرب الإبادة على غزة، في لبنان تختلف الأمور، لأن الولايات المتحدة كانت تصرح أنها تريد حماية المدنيين ولا تريد التهجير، وكانت تقول عدة أمور".
ويردف للجرمق، "الوضع الحالي أن الولايات المتحدة لا زالت تسعى لتعزيز المسار الدبلوماسي والحوار مع إيران لإيجاد مخرج من الوضع القائم، قد تدفع في مرحلة معينة لوقف إطلاق النار لأن هذه المعركة خطيرة، وأكبر من قدرات إسرائيل أن تقود حربا إقليمية ولكنها قد تدفع إلى الولايات المتحدة للخوض فيها، خاصة أن هناك تقارب إيراني روسي وإيراني صيني، ودول الخليج غير معنية بالحرب وإنما معنية بالتعامل مع إيران، وهناك القضايا الجيوسياسية التي بدأت تشكل نوع من الاصطفافات الجديدة، لا يوجد حلفاء لأمريكا وإسرائيل في المنطقة، وحتى ما يقال بأن دول الخليج معنية بهذه الحرب، الدقيق أن دول الخليج تعرف أنها ستكون من أكثر المتضررين من الحرب، سواء بأزمة الطاقة أو أزمة الحرب نفسها، وأيضا هي معنية بعلاقات حُسن جوار مع إيران وهذا ما بدأ من قبل الحرب على غزة".
ويقول، "استراتيجيا الأفق الأمريكي مسدود في المنطقة ومأزوم، وإسرائيل تقود حرب أكبر من قدراتها ولا تستطيع القيام بها إلا إذا قامت بتوريط الولايات المتحدة للقيام بها".
ويتابع للجرمق، "أما المشروع الإسرائيلي الأمريكي الآن في لبنان هو تفكيك لبنان دولةً وتعيين إطار دولي يشرف على ذلك، وثم إعادة بناء الدولة والانتخابات من خلال حلفاء لإسرائيل والولايات المتحدة، وإعادة تشكيل الجيش اللبناني كجيش وطني غير معادي لإسرائيل في روحه، الحرب الآن أكبر من جغرافية لبنان وإسرائيل، ومن جغرافية فلسطين في نهاية المطاف".
تأخير الرد على إيران..
ويقول للجرمق، "تأخير الرد على إيران من قبل إسرائيل، لا تعود أسبابه لخلاف مع الولايات المتحدة الأمريكية، فهي تقول إنها تنصح إسرائيل بعدم المس بالمنشآت النووية والنفطية الإيرانية، وهذا الكلام معناه أن هذا ضوء أخضر فاقع بحسب ما يترجمونه بالعبرية، بأن تقوم إسرائيل بكل ما تريد".
ويضيف، "الولايات المتحدة الأمريكية تدرك كما حكومة نتنياهو لديها مصالح سياسية حزبية ضيقة، الحزب الديموقراطي وبايدن وهاريس، يعلمون أن استهداف المنشأت النفطية الأمريكية سيرفع من أسعار النفط في العالم، وهذا قد يحسم الانتخابات لصالح ترامب إذا ارتفعت أسعار النفط في الولايات المتحدة، أو إذا قتل جنود أو استهدفت قواعد أمريكية في المنطقة".
ويردف، "الولايات المتحدة الأمريكية ليست بالوضع الأمثل حاليا، رغم أن لديها قوة هائلة، كالمنطقة الوسطى، والقواعد المختلفة في الدول العربية، ولكن الولايات المتحدة أصبحت بوضح لا تسيطر على مآلات الأمور، وبدأ ذلك بأنها لم ترد أن توقف الحرب على غزة والآن تجد نفسها متورطة بالحرب الإسرائيلية على المدى العربي".
ويوضح أن، "التوتر الإقليمي جدي وحقيقي قد يتدحرج نحو نوع من الحروب غير مألوفة حتى الآن، ولكن تعويق الرد الإسرائيلي على إيران لمدة أسبوعين، سببه أنه كان هناك رد إيراني نوعي لم تكن إسرائيل جاهزة له، فالمنظومات الدفاعية الإسرائيلية للصواريخ متعددة الطبقات لم تعمل ولم تمنع وصول الصواريخ الإيرانية السريعة والدقيقة جدا، واستهداف قواعد مثل سلاح الجو وغير ذلك، هي استهدافات نوعية، وإسرائيل كما يبدو لا تملك دفاعا متكاملا عن هذه الأمور، ولذلك تحتاج للولايات المتحدة".
ويقول للجرمق، "الولايات المتحدة تقوم بكذبة مزدوجة بأنها تنصح إسرائيل بعدم ضرب المنشآت النووية والنفطية الإيرانية، مع أنها تقوم على كل مقومات الضربة الإسرائيلية ضد إيران، الولايات المتحدة تدعم وتقف بجانب إسرائيل في أي قرار"
ويختم، "ضرب إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية، قد يدفعها إلى تسريع البرنامج النووي الإيراني لأن المشروع النووي موزع في أنحاء إيران وفي تضاريس مختلفة، وكل ما يُصرح من الولايات المتحدة أنه نصح لإسرائيل هو كذب، حيث هي تدعي أنها ضد الضربة لكنها مع".