ملف المحتجزين الإسرائيليين..أين اختفى؟ وهل ستعود مفاوضات صفقة تبادل الأسرى؟

  • الأحد 13 أكتوبر ,2024
ملف المحتجزين الإسرائيليين..أين اختفى؟ وهل ستعود مفاوضات صفقة تبادل الأسرى؟
مظاهرات للمطالبة بصفقة تبادل أسرى

تظاهر عشرات الإسرائيليين أمس السبت في "تل أبيب" للمطالبة بصفقة تبادل أسرى ويأتي ذلك في ظل توقف مفاوضات صفقة تبادل الأسرى وغياب الحديث عن الملف في وسائل الإعلام الإسرائيلية.

وتعود أسباب غياب الحديث عن ملف المحتجزين الإسرائيليين وتوقف مفاوضات الصفقة بحسب محللون سياسيون إلى مساعي نتنياهو وتخطيطه لإعادة احتلال قطاع غزة وتعويله على موت جميع المحتجزين الاسرائيليين.

ويقول الباحث والمحلل السياسي جمال زحالقة للجرمق، "الحكومة الإسرائيلية وليس فقط نتنياهو قرروا الاستغناء عن المحتجزين الإسرائيليين، وكان هناك عدة فرص للتوقيع على اتفاق صفقة تبادل أسرى وإطلاق سراح المحتجزين بالتدريج والولايات المتحدة وافقت على هذا المقترح والمعارضة الإسرائيلية والرأي العام والمؤسسات الأمنية الإسرائيلية، ولكن فقط نتنياهو وحكومته من خلفه هم من رفضوا مقترح الصفقة".

ويقول للجرمق، "كلما كانت تلوح فرصة للتوصل لاتفاق، كان نتنياهو وحكومته يأتون بحجة لتعطيل الصفقة، لأن الخطة الحقيقية لنتنياهو وحكومته هي إعادة احتلال غزة وأن أي توقف لإطلاق نار وانسحاب إسرائيلي من مناطق في غزة يعني أن هذا سيعطل الخطة، على سبيل المثال إذا انسحبت إسرائيل من محور صلاح الدين المسمى محور فيلادلفيا سيكون من الصعب أن تعود إليه، فإسرائيل تصرّ على البقاء هناك ليس لأن له أهمية أمنية فالجيش اعلن عدة مرات أنه لم يجد نفقا واحد يعبر إلى الأراضي المصرية وأن أهمية المحور الأمنية هي من اختراع نتنياهو فقط، فهو يريد للجريش أن يبقى في مواقع بغزة تمكنه من إعادة احتلال القطاع، وهذه هي الخطة الحقيقية والسبب الحقيقي لعدم التوصل لصفقة تبادل أسرى، فنتنياهو يريد الحرب ويريد أكثر من ذلك عدم الانسحاب من غزة".

ومن جهته، يقول المحلل السياسي والباحث صالح لطفي للجرمق، "الحكومة الإسرائيلية ونتنياهو لهم دور أساسي وكبير في تغييب ملف المحتجزين الإسرائيليين عن جدولة الإعلام الإسرائيلي والسياسة الإسرائيلية، كما أن الحكومة الإسرائيلية وضعت برنامج واضح أمام هذا البرنامج المؤسس على 3 قواعد كبرى قد يكون المجتمع الإسرائيلي مُجمِع عليها وبالتالي أصبحت القضايا من حيث الأولويات ومسألة الرهائن متأخرة جدا".

ويتابع، "أولا، المجتمع الإسرائيلي الآن مقتنع تماما أن المسألة مسألة وجودية وبدأوا يشعرون بانتصار ما، تحقق في الشمال، ويمكن أن يتحقق في الجنوب (جنوب قطاع غزة) والآن نلاحظ وجود حصار تدريجي لشمال غزة لتجريده نهائيا من الوجود البشري لإعادة السكان الإسرائيليين إلى غلاف غزة".

ويردف، "الأمر الثاني، إسرائيل استطاعت الحصول على الموافقة كما يرشح من الإعلام الإسرائيلي وصفحات التواصل الاجتماع يومما يرشح من الشخصيات الإسرائيلية التي تتحدث عن أن إسرائيل اتخذت قرارها النهائي بتجريف شمال غزة نهائيا وإسكان أهالي القطاع في الوسط والجنوب وذلك بتمويل أممي وهذا الأمر موجود على صفحات التواصل وتتحدث به بعض الشخصيات، واليوم وغدا وأمس وقبل أمس، كان الحديث الشارع الإسرائيلي على اعتبار أن ما تحقق من انتصار في شمال البلاد بتفكيك ’حزب الله’ وإنهاء قيادته العسكرية والسياسية دفع الحكومة الإسرائيلية إلى نشوة الانتصار وتكرار نشوة الانتصار في شمال غزة، وبالتالي المسائل الكبرى تهم دونها قضية الرهائن المئة، فعندما تريد إسرائيل حفظ حياة ملايين البشر بحسب حديثهم، تكون حياة الرهائن المئة لا شيء".

ويقول، "القضية الثالثة المجتمع الإسرائيلي انقسم نهائيا، إلى مجمع/مجتمع يميني له أهدافه الواضحة راهنا ومستقبلا، ومجتمع آخر نسميه بقايا الدولة العميقة التي حكمت البلاد منذ قيامها إلى أن جاء نتنياهو للحكم وهؤلاء يقفون دائما في قضية الرهائن، إلى جانب أن الخارطة السياسية الإسرائيلية الآن لا تستطيع أن تتجاوز ما حققه نتنياهو في الأشهر الأخيرة في شمال البلاد وانعكس بشكل كبير على المستوى النفسي للمجتمع الإسرائيلي وعلى ما تبقى بالذات من اليمين الإسرائيلي ومن يدور في فلك اليمين والوسط في إسرائيل".

ويضيف، "الآن ارتفعت معنويات المجتمع الإسرائيلي وبالتالي ارتفعت الثقة المؤسسة السياسية الحاكمة (نتنياهو وحزب الليكود)، بالتالي قضية الرهائن الآن، في قاع السلم إلى جانب ذلك، نلاحظ أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وشخصيات نافذة تتحدث عن الموضوع وكأن هناك استعداد للمفاوضات على هذا الباب في سياق الضغط الكبير الذي سيتحقق في الأسابيع القادمة على المقاومة في غزة وعلى المدنيين في غزة ولعل الحرب الإبادة الدامية المعلنة هي جزء من هذه السياسة بمسألة إعادة الرهائن".

ملف المحتجزين إلى "نفق مظلم"

وفي الذكرى السنوية الأولى لمعركة "طوفان الأقصى" قال الناطق باسم كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس إن ملف المحتجزين الإسرائيليين بيد حكومة الاحتلال ومن غير المستبعد أن يدخل الملف إلى نفق مظلم، فما المقصود؟

ويقول المحلل السياسي والباحث جمال زحالقة للجرمق، "حركة حماس فعلت ما عليها بموضوع صفقة التبادل، ووافقت على شروط صعبة جدا حتى يكون هناك وقف لإطلاق النار والمسألة الآن كلها بيد الحكومة الإسرائيلية وهي التي تقرر، لماذا أقول أن الحكومة قررت التخلي عن المحتجزين، وبسبب الأوضاع الصعبة في غزة والقصف الإسرائيلي وعدم توفر الأدوية وعدم توفر الطعام الكافي قسم من المحتجزين ماتوا واغلبية المحتجزين كما تشير التقارير فارقوا الحياة ولم يبق منهم الكثير، و نتنياهو يعول أنهم سيموتون، وبالنسبة له الأهم تنفيذ مخطط احتلال غزة".

وفي سياق الحديث عن صفقة تبادل الأسرى، أشارت صحيفة "هآرتس" العبرية أن جيش الاحتلال يصعد عملياته في شمال غزة للضغط على حماس للعودة للمفاوضات، ويقول المحلل السياسي جمال زحالقة إلى أن، "الضغط العسكري الإسرائيلي أدى فقط لأمر واحد وهو مقتل المحتجزين، الكثير منهم ماتوا بالقصف الإسرائيلي، مثلهم مثل أهالي غزة، إسرائيل تقصف وهم يموتون وهذه الحقيقة، ولم يغير شيئا بموضوع المفاوضات والدليل أن إسرائيل تضغط منذ أكثر من سنة وهذا لم يؤد لنتيجة".

ويتابع للجرمق، "الطريقة الوحيدة لإطلاق سراح المحتجزين، هو إبرام صفقة تبادل ووقف إطلاق النار ولا توجد أي طريقة أخرى والحديث عن الضغط العسكري في شمال قطاع غزة، جاء لتبرير وإعطاء شرعية أكثر للحملة العسكرية الإسرائيلية وليس له علاقة بموضوع المحتجزين بالعكس، مواصلة الضغط العسكري يعرض حياة المحتجزين للخطر".

وبدوره، يقول المحلل السياسي والباحث صالح لطفي للجرمق، "كلمات أبو عبيدة دقيقة وواضحة جدا ورسالة موجهة للمجتمعين الإسرائيلي والدولي، وبالنسبة لنتنياهو ما تحدث به أبو عبيدة شيء طبيعي عادي يسمعه من الأذن اليمنى ويخرجه من الأذن اليسرى، في ظل أن لدى نتنياهو استعداد الآن كرئيس حكومة وحوله جمع من العسكريين والسياسيين والأمنيين يدفعون به بشكل كبير إلى تحقيق ما يسميه الانتصار المطلق وبالتالي هو فعلا سيُدخل هذه المجموعة من الرهائن لنفق مظلم، إما سيقتلون بسبب القصف الكبير الذي يحصل في القطاع وستتأثر به الأماكن التي يتواجدون فيها، أو سيقتلون خلال المعارك التي تحصل كما حدث مع كل الذين قبلهم".

 

. . .
رابط مختصر


مشاركة الخبر