القصف على حيفا...ما الرسائل التي يريد حزب الله إيصالها من هذه الضربات؟


  • الخميس 10 أكتوبر ,2024
القصف على حيفا...ما الرسائل التي يريد حزب الله إيصالها من هذه الضربات؟
حيفا

توالى الصف على منطقة حيفا ومحيطها خلال اليومين الماضيين، حيث قصف حزب الله منطقة حيفا يوم الثلاثاء 8.10.2024 برشقة صاروخية هي الأكبر منذ بدء الحرب.

وقدّر الجيش الإسرائيلي أن الرشقة الصاروخية الأولى شملت قرابة 85 صاروخا في آن واحد، ووصفها بأنها الأكبر منذ بداية الحرب، وتزامنت مع انتهاء خطاب نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم حينها.

وأصبح قصف حزب الله لمنطقة حيفا ومحيطها أمرا اعتياديا ويوميا، حيث يقصف يوميا هذه المنطقة ويوقع عدد من الإصابات والأضرار في المنازل والمباني.

ما هي رسائل حزب الله من هذا القصف؟

ويقول المحلل السياسي والباحث نضال محمد وتد للجرمق، "الرسالة الأولى التي يمررها حزب الله بعمليات القصف الصاروخي الأخيرة المكثفة تقول للجانب الإسرائيلي إنه صحيح أنه تمّكن من اغتيال مجموعة من قيادات الصف الأول والثاني وربما أيضا  القواعد الميدانية، إلا أن حزب الله كان قد أعد سلفا لـ سيناريوهات مشابهة على ما يبدو".

ويتابع، "هناك يبدو تسلسل هرمي أو نوع من اللامركزية بعمل المجموعات القتالية المختلفة في مختلف المناطق اللبنانية وبالتالي أن لكل مجموعة سيناريوهات وخطط مختلفة أنه في حالة حَدَث حدْث ما فسيكون الرد على درجة معينة وفي حالة كان التصعيد أكبر يكون الرد باتجاه أكثر شدة، وهذه سيناريوهات متوقعة في حالات الحروب، خصوصا عندما تكون المعارك بين جيش ودولة نظامية وبين قوة شبه جيش".

ويردف وتد، "رسائل حزب الله أتت لتقول لإسرائيل إنه بالرغم من الضربة التي تلقاها وهي ضربة لا يمكن لأحد أن ينكرها وسبق أن اعترف بها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قبل اغتياله وبالتالي هذا يعني أن أيضا حزب الله كان قد أعد في السنوات الطويلة السابقة خطط عسكرية لمواجهة سيناريوهات مختلفة قد تقع خلال المواجهات مع إسرائيل سواء كانت جبهة إسناد أو محاولة من حزب الله لرد هجوم على لبنان في حالة تم شن هذا العدوان على لبنان من قبل إسرائيل دون علاقة لما يحدث الآن في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

ويقول، "اليوم نحن نرى أن إسرائيل التي ادعت أنها تريد الفصل بين الجبهات المختلفة تقوم عمليا بنفسها بربط هذه الجبهات من جديد عندما تضرب بأكثر من جبهة بنفس الوقت وهذا يجعل أصحاب هذه الجبهات أن يصمموا على موقف ربط الساحات وربط الجبهات لأنه لا يمكن إقناع الحوثيين في اليمن أو حزب الله في لبنان أنه في حال توقف عن إسناد غزة ستتوقف إسرائيل عن مهاجمته لأنه كان قد منح إسرائيل وقتا طويلا، كان حزب الله يعلن أنه في حال أوقفت إسرائيل عدوانها على غزة وتنسحب من غزة فإن حزب الله سيوقف صواريخه، ولكن كان رد إسرائيل التي ادعت أنها ترفض وحدة الساحات ترد بإعادة تثبيت هذه الوحدة عندما قصفت اليمن وقصف في سوريا وربما في العراق والآن العدوان الشرس على لبنان".

"إسرائيل" تنتهج نهج تصعيدي

ويقول وتد للجرمق، "واضح أن إسرائيل مستندة بشكل كامل على الولايات المتحدة الأمريكية وحتى من بريطانيا وفرنسا، والعبارات الفرنسية للدبلوماسية العربية هي لدغدغة المشاعر ولا تقف بموقف حازم أنها ترفض العدوان على لبنان، فهي لها مصالح استعمارية من فترة استعمارها لسوريا ولبنان وهي لم تتوقف وبالتالي فإن الرد الإسرائيلي سيكون مزيد من البطش لأن نتنياهو أصبح الآن بحالة من النشوة لديه ولدى قيادة الجيش الإسرائيلي".

ويتابع، "نهج البطش ينتهجه المجتمع الإسرائيلي نفسه الذي يطالب خصوصا سكان المستوطنات الحدودية بتصعيد الحرب على لبنان وتهجير السكان هناك إلى ما بعد الليطاني والأولي ولربما البحث عن سبل لمحاصرة حزب الله ودفعه للانسحاب من لبنان إلى سوريا وحصر قوات حزب الله في المناطق الحدودية مع سوريا بعيدا عما تسميه إسرائيل الآن وتعتبره عمق لها، هي لن تكتفي بشريط كما كان في فترة أنطوان لحد وسعد حداد، الآن تريد شريطا أمنيا خاليا ليس فقط من القوات العسكرية ومن عناصر المقاومة وإنما حتى خاليا من السكان المدنيين أي سكان القرى".

ويقول للجرمق، "المرحلة القادمة ستشهد المزيد من التصعيد الإسرائيلي لاستغلال حالة الضعف لدى إدارة بايدن خلال الفترة المتبقية للانتخابات ولتحديد قواعد وحقائق على الأرض لما بعد الانتخابات الأمريكية حتى إن تم الضغط عليها تكون قد أنجزت بعض من أهدافها المعلنة، وربما هناك أهداف غير معلنة ونرى كيف تدرجت الأهداف في غزة ووصلت إلى رفض الانسحاب من غزة وشروطها لإخلاء كل شمال غزة والإبقاء على محور نيتساريم ومحور فيلادلفي وتستخدم إسرائيل ذات التكتيك مع لبنان وستجرب في مرحلة درجة تصعيد معين وعندما لا تجد ردا دوليا معينا رادعا لها ستزيد من شدة التصعيد والسؤال ماذا ستكون الخسائر الإسرائيلية في شمال إسرائيل".

ويقول، "حتى الآن بالمنظور الإسرائيلي الخسائر بالأرواح والضحايا قليلة جدا، في سياق شهر من القصف والقصف المتبادل مقابل سقوط آلاف اللبنانين بين شهداء وجرحى، الجانب الإسرائيلي يرى أن حزب الله الذي كان في البداية حريصا على عدم المس بالأهداف المدنية لم يوقع ضحايا بالجانب الإسرائيلي، وبالتالي هذا الثمن حاليا محتمل في المنظور الإسرائيلي ولا زالت تعول على أن تصل لمرحلة يكون الضغط ليس عليها وإنما على حزب الله ومن قبل الدول العربية أيضا التي لم تفعل شيئا وانتظرت عاما كاملا تشاهد ما يحصل في غزة".

ويردف، "بعض الدول هذه ساهمت بتزويد إسرائيل بمدد والبضائع المختلفة عبر الجسر البري الذي يبدأ بالإمارات ويمر بالسعودية والأردن وصولا لإسرائيل أو تلك البضائع التي وصلت للمغرب وأيضا السكوت المصري المشين على كل ما يحصل، والمساندة المصرية الطويلة على طول سنوات الحصار لإسرائيل، مصر كانت البواية الجنوبية لغزة التي كان يمكنها منع الحصار، فإسرائيل تحاصر من الغرب والشمال والغرب، والموجود في الجنوب النظام المصري وأحكم وشدد الحصار على غزة".

ويتابع، "إسرائيل الآن لا يوجد أي ضغط دولي عليها، ولا يوجد أي خطوات لردعها بل هناك نوع من محاولات التماهي مع ما تقوم به إسرائيل وإيجاد مبررات له، وفي لبنان الحديث الفرنسي والمشاركة الفرنسية بعيدا عن عبارات الاستنكار، فرنسا تحاول الضغط على لبنان لقبول شروط إسرائيل، وهذا يشجع إسرائيل على التصعيد والبطش والقتل بحق الشعب اللبناني وكما رأينا قصف من سوريا، وهذا يفتح شهية الإسرائيلي على التصعيد العسكري ما دام الثمن بنظر المؤسسة العسكرية والسياسية وأيضا سكان المستوطنات يعتبرون أن الثمن الحالي زهيد نسبيا، صحيح هم خارج مستوطناتهم ولكنهم يعيشون حياة مرفهة وهناك أمور كثيرة متوفرة لهم خلافا للنازحين اللبنانيين والفلسطينيين، وبالتالي أي ثمن دفعته إسرائيل حتى الآن هو ثمن محتمل، وبالتالي يشجعها على الاستمرار".

هل تصبح "تل أبيب" هدفا للقصف اليومي؟

ويقول وتد للجرمق "نحن نعلم أن كل القيادة العليا والهيكلية التنظيمية للحزب في الصف الأول والثاني تم اغتيالها، وبالتالي بقي مجموعات كل مجموعة لها خططها، وبالتالي لا يمكن التكهن بماذا يخطط القادة الميدانيين لهذه الفرق أو الوحدات أو المجموعات أو الكتائب، نحن لا نعرف ماذا بقي في التنظيم العسكري لحزب الله، نحن نعلم أن القيادات القسم الأعظم منها اغتيل، ولكن لا نعلم ما هي الخطة ب لحزب الله".

ويردف للجرمق، "ربما هناك قيادة ظل في حزب الله كما هو في الدول الغربية عندما تكون حكومة وحكومة ظل، فهل هناك قيادة ظل احتياطية في حزب الله، لا أحد يعرف ما هو الوضع التنظيمي والعسكري لحزب الله إلا قواعد الحزب ومجموعات حزب الله وبالتالي كل تحركاته وخططه قد تكون على أساس خطط وضعت مسبقا وقد تكون رد بناء على القصف الإسرائيلي، لا يمكن التكهن بخطوات عسكرية لأننا نفتقد للمعلومات من الطرف الإسرائيلي أو العربي، وهذا يبقى داخل حزب الله وفي مجموعاته القتالية الموجودة سواء ميدانيا في الجنوب أو في قواعد بعيدة ربما في سوريا وشمال لبنان وربما هناك مستشارون يقدمون النصح للفرق".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر