ما التغيير الذي سيحدثه انضمام ساعر للائتلاف الحكومي الإسرائيلي دون حقيبة وزارية؟

 


  • الاثنين 30 سبتمبر ,2024
ما التغيير الذي سيحدثه انضمام ساعر للائتلاف الحكومي الإسرائيلي دون حقيبة وزارية؟
ساعر&نتنياهو

 

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن ضم عضو الكنيست الإسرائيلي ورئيس حزب "اليمين الوطني" جدعون ساعر للائتلاف الحكومي الإسرائيلي دون حقيبة وزارية على الرغم من أن وسائل الإعلام الإسرائيلية كشفت قبل عدة أيام عن مفاوضات بين نتنياهو وساعر بشأن تسليم الأخير وزارة الجيش الإسرائيلي بدلا من غالانت.

ويقول د.سليم بريك المحاضر في العلوم السياسية إن، "انضمام ساعر يُضعف المعارضة ويدل على أن المعارضة في "إسرائيل" مفككة، وهذا أيضا يعطي ضمان لنتنياهو أن يكون رئيس الحكومة حتى نهاية ولاية الحكومة حتى يُنتخب مرة أخرى".

ويستدرك بريك قائلا، "لكن الدخول للحكومة لا يعني الكثير بالنسبة لجدعون ساعر، فهو يحاول أن يُنتخب في الليكود، وحتى الآن لا أحد يعده بضمان مكانته في الليكود وعمليًا هو سيبدأ من جديد هناك وهذه مخاطرة، فالوضع الموجود فيه ساعر الآن مع نسبة تصويت 2.4 حسب ما رأينا في وسائل الإعلام يدل على أن ساعر وصل لنهاية حياته السياسية ولذلك كان على استعداد للقيام بهذه الخطوة ’المشينة’ فهو دائما هاجم نتنياهو وقال إنه خطر على الديموقراطية في إسرائيل وعلى مستقبلها، ولكن الآن ينضم لنتنياهو ليكون تهديدا لغالانت كوزير جيش".

ويتابع للجرمق، "ساعر رفض أن يأخذ أي وزارة، ونتنياهو أعطاه أرخص ثمن وهو الدخول للحكومة دون حقيبة وزارية، ولكن البقاء السياسي هو المحرك الأساسي لساعر من جهة، وإطالة أمد حكومة نتنياهو وربما تمرير قانون الإعفاء للحريديم ربما هو ما حركه لاتخاذ هذه الخطوة".

ويقول، "في البداية كان التوجه أن يكون ساعر وزير للجيش وعلى هذا الأساس أدار المفاوضات، ولكن تسريب المفاوضات أدى إلى انخفاض قيمة ساعر وانكشف أنه ليس صاحب مبادئ ويفتش فقط عن حقيبة وزارية".

ويردف، "الآن، هل يستطيع نتنياهو إقالة غالانت خلال الحرب، وهل هناك سبب حقيقي لهذا الأمر، لا ونتنياهو يخشى أن يقوم بهذه الخطوة، ويهدد غالانت بواسطة ساعر، وساعر بعد أن انكشف أنه يدير مفاوضات مع نتنياهو على حقيبة وزارية أصبح غارقا بالوحل واستمر بهذه الخطوة على أمل أن يتم إقالة غالانت مستقبلا ويتولى ساعر مكانه، أو يُفتش له نتنياهو عن حقيبة وزارية هامشية في الخطوات القادمة".

ويضيف للجرمق، "ساعر يرفض أن يستلم أي حقيبة وزارية، فمثلا أحد تابعي جدعون ساعر في الماضي وهو يوآف كيش اليوم هو وزير المعارف الإسرائيلي فهل يقبل ساعر الذي كان متقدما على كيش وهو من أتى به للسياسة أن يكون أقل منه، وساعر كان وزيرا للمعارف في الماضي، هو لن يقبل بهذا الأمر وسيعتبره إهانة، ولكن الإهانة الحقيقية مجرد دخوله لحكومة نتنياهو بعد كل ما قاله عن نتنياهو وعن نوايا نتنياهو وأنه إنسان غارق في التهم الجنائية فإذن ماذا حدث الآن؟ فنتنياهو لا يزال غارقا بالتهم الجنائية وساعر كان وزيرا للعدل، فكيف يمكن هذا الأمر، ولكن على ما يبدو أنه في السياسة البقاء السياسي أهم من كل القيم وهذا ما رأيناه مع ساعر".

ومن جهته، يقول الباحث والمحلل السياسي جمال زحالقة للجرمق، "دخول ساعر للحكومة الإسرائيلية سيكون له تأثير لعدة أبعاد أولا لأنه يطيل عُمر الحكومة، يعني حتى لو انسحب حزب من الأحزاب سواء حزبي بن غفير وسموتريتش تبقى الحكومة، وثانيا يمُكن نتنياهو من تمرير بعض القوانين التي عجز عن تمريرها للآن وهي ضرورية لبقاء حكومته وبالأخص قانون ’الإعفاء من الخدمة العسكرية لليهود الحريديم’".

ويتابع للجرمق، "الأمر الثالث أن ساعر متطرف جدا بكل ما يتعلق بالعمليات العسكرية ويريد سياسة أكثر تشددا، وبذلك سيدعم خط الحكومة وسيزيد التطرف في الحكومة المتطرفة أصلا، كما أن وجوده سيضعف أطراف أخرى كان لديها قدرة على ابتزاز نتنياهو فمثلا طيلة الوقت كان شخص مثل بن غفير يهدد نتنياهو أنه إذا لم تفعل كذا وكذا سنسقط الحكومة، ولكن اليوم يستطيع مغادرة الحكومة دون أن تتأثر، وبالتالي وجود ساعر يُضعف موقف بن غفير كثيرا داخل الحكومة".

ويقول، "بالنسبة لساعر نفسه، انضمامه للحكومة يضمن له البقاء في الكنيست لأنه يبدو أن الاتفاق يشمل ضم ساعر وإعادته لحزب الليكود ثانيا".

ويردف، "دون حقيبة وزارية لأنه من الصعب على نتنياهو في الوقت الحالي إقالة غالانت لأنه كان له إسرائيليا بعض الإنجازات العسكرية التي يمكن أن يتباهى بها وستكون هناك معارضة شديدة لإقالة غالانت في هذه الظروف، نتنياهو يريد إقالة غالانت ولكن الظروف لا تسمح الآن".

ويضيف، "الأمر الثاني، هناك معارضة داخل حزب الليكود لتولي ساعر هذه الوزارة لأن هناك من يرغب بتوليها إذا ذهب نتنياهو لإقالة غالانت، فعمليا ساعر فقد إمكانية أن يتولى هذه الوزارة ولهذا السبب هو يقبل ما يُعرض عليه لأن وضعه الانتخابي سيء جدا ولا يمر بنسبة الحسم ولهذا السبب دخول الحكومة بالنسبة له حبل نجاة، وبالنسبة لنتنياهو أيضا ساعر حبل نجاة لحكومته".

ويوضح للجرمق أنه، "ليس واضحا إذا كان ساعر سيتولى حقيبة وزارية، هو دخل للحكومة ليبقى فيها، وليثر كما هو يقول، وليعيد لنفسه المكانة السياسية لأن هناك اعتقاد سائد لدى الجميع وهو أيضا مقتنع به، أن وضعه صعب جدا ولن يمر بنسبة الحسم، ولكن بالنسبة له مهم أن يبقى في الحياة السياسية وسيترشح في الانتخابات القادمة في حزب الليكود إذا لم تحدث تغييرات غير مرئية الآن".

 

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر