صورة انتصار وكيٍّ للوعي بينما المعادلات الاستراتيجية على حالها

-


  • الأربعاء 18 سبتمبر ,2024
صورة انتصار وكيٍّ للوعي بينما المعادلات الاستراتيجية على حالها
لبنان

-   ⁠تشكل العملية كيّ وعيٍ موجع لحزب الله وللبنان كدولة، وتسعى إسرائيل لأن يكون رادعا لدرجة تغير ميزان الردع القائم، وأن يزرع الشك والتشكيك في داخل صفوف الحزب ويدق الأسافين بينه وبين معظم اللبنانيين. 

-   ⁠تذكّر العملية المتزامنة على بقعة جغرافية واسعة في العاصمة اللبنانية وضاحيتها وفي سوريا، بعملية في استهداف اجهزة الطرد المركزي في المفاعلات الايرانية لتخصيب اليورانيوم، بحيث تم الوصول الى احد مصانع الشرائح ذات الصلة بالأجهزة وزرعت فيها اجهزة التخريب خارج ايران ثم تم تفعيلها بعد ان تم تركيبها في المفاعل الايراني.

- ⁠  ⁠ تعد اسرائيل العدة للحرب على الجبهة الشمالية منذ سنوات، وفعليا منذ نهاية حرب لبنان الثانية 2006.

-   ⁠الفرضية الاسرائيلية هي ان الحرب مع حزب الله واقعة ولا بد منها، وذلك لتغيير الواقع الامني والسكاني الاسرائيلي في الشمال، وقد تقع خلال اسابيع او اشهر وقد يجري استعجالها في حال كانت التقديرات بانها حرب طويلة الامد، وذلك كي لا تدخل فصل الامطار في الشتاء مما يعقد الاجتياح البري المخطط له في حال تم اعتماده.

تشكل العملية "صورة انتصار" اسرائيلية كبيرة الاثر وحصريا لدى رئيس وزرائها نتنياهو.  والى حين اتضاح الصورة بالإمكان الاشارة الى الدلالات التالية:

⁠اعتمدت اسرائيل مبدأ تدفيع الثمن لحزب الله ولمجمل الدولة والشعب في لبنان، وذلك بتأكيد نمط فعل حربي مفاده انها لن تفرق في حربها بين عناصر حزب الله ومعظم الشعب اللبناني بل تستهدف الجميع.

⁠في مواقف نسبت الى مستشارين كبار لنتنياهو فلن يكون من المستبعد قيام اسرائيل بالمبادرة الى ضربة استباقية مكثفة لحزب الله وللبنان تكون رادعة لأية ردة فعل وفعليا في مسعى لتغيير جوهري في قواعد اللعبة ومعادلات الردع. كما ان رسالة التهدئة من الجبهة الداخلية قد تكون مضللة في سياق الواقع الاكثر توترا وتصعيدا.

⁠  ⁠داخليا وسياسيا في اسرائيل فإن التفجيرات قد خلقت نوعا من الاجماع القومي حول حكومة نتنياهو في خطوتها هذه، كما غيّبت الصراعات في الحكومة وحصريا بين وزير الحرب ورئيس الحكومة.

⁠  ⁠لا مؤشرات بان الواقع الاستراتيجي قد تغير، ولا يزال ميزان الردع والرعب قائما بأدوات اخرى وبمعايير تصاعدية.

⁠يبدو ان اسرائيل توصلت الى التقدير بأن قدرتها على تحقيق انتصار استراتيجي والتفوق بالأدوات التقليدية باتت محدودة للغاية، بل لجأت الى نمط مصغر من اسلحة الدمار الشامل او الاستهداف الجماعي للبنان. وقد تشكل هذه العملية بديلا آنيا لحرب دمار شامل لا تملك اسرائيل القدرة على ضمان نتائجها.

في الخلاصة: ⁠نحن بصدد نموذج اخر ومستجد، فالتصعيد الاسرائيلي على الجبهة الشمالية مع لبنان ستكون نتيجته تغييب قضية غزة التي تتعرض لحرب إبادة، ومن خلالها تغييب قضية فلسطين.

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر