بعد تفجير أجهزة "البيجر"..هل هذه مقدمة لعملية أكبر قد تقوم بها "إسرائيل" في لبنان؟
حمّل حزب الل

حمّل حزب الله في لبنان "إسرائيل" المسؤولية الكاملة عن تفجير أجهزة الاتصال المحمولة "البيجر" وتوعد بالرد في بيان له حيث جاء فيه، "العدو سينال قصاصه العادل".
وأمس الثلاثاء ارتقى 9 شهداء وأصيب نحو 3 آلاف شخص في مواقع مختلفة من لبنان بعد تفجير أجهزة الاتصال المحمولة "البيجر".
وذكرت الوكالة اللبنانية أن "الحدث الأمني المعادي وغير المسبوق"، وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت إضافة إلى العديد من المناطق اللبنانية، وأدى لاستشهاد عدد من اللبنانيين وإصابة آلاف الجرحى.
هل تفجير "البيجر" مقدمة لعملية أكبر؟
ويقول المحلل السياسي والباحث جمال زحالقة إن، "تفجير أجهزة البيجر هو تصعيد إسرائيلي يقع بمنزلة بين الحرب الشاملة أو ما يمكن أن يُشعل الحرب الشاملة والخروج من الإطار الذي جرى رسمه بحرب الاستنزاف بالأمس، وهو تجاوز للوضع القائم ولكن مع الحذر من الدخول في حرب شاملة".
ويتابع للجرمق، "ما حدث هو تصعيد إسرائيلي وسيكون هناك رد لبناني، ولكن ما يرشح من تصريحات وأخبار من لبنان هو أولا أن الرد ليس بالضرورة فوري، مع أن غضبا عارما اجتاح لبنان بعد التفجير وكان هناك دعوات للانتقام الفوري ولكن قيادة حزب الله أشارت إلى أنها لا تعمل وفق الانفعالات وأنها تخطط لرد".
ويقول، "التكتيك الذي يجعل إسرائيل تنتظر ومستعدة للرد، هو جزء من الرد بمعنى أن إسرائيل تعيش حالة من القلق ورأينا كيف شركات الطيران الأجنبية علقت رحلاتها لإسرائيل والجيش على أهبة الاستعداد وهناك خوف من الرد وباعتقادي أن حزب الله يعتمد التكتيك المعهود لا يرد فورا ويجعل الإسرائيليين بحالة تأهب ربما لأيام أو لأسابيع".
ويردف للجرمق، "أعتقد أن نتنياهو لم يعلن أنه يريد حربا هو يريد تصعيد يجبر الولايات المتحدة الأمريكية والأطراف الأخرى على التدخل وفرض حل بالمقاس الإسرائيلي لإعادة المستوطنين في الشمال لمستوطناتهم وقرار الكابينت الإسرائيلي كان واضحا وهو إعادة النازحين الإسرائيليين إلى مستوطنات الحدود الشمالية وعمل كل ما هو مطلوب لتحقيق هذا الهدف وهذا الأمر يندرج ضمن هذه العملية، ونحن الآن أمام نقطة تحول ينتقل فيها مركز الثقل للحرب للجبهة الشمالية بدلا من الجنوب لأن غزة كانت الجبهة الأساسية ولبنا كانت الجبهة الثانوية".
ويتابع للجرمق، "نحن أمام نقلة ونقطة تحول ينتقل فيها مركز الثقل ويحول لبنان كجبهة أساسية، إسرائيل تريد أن تُصعد وربما تجر حزب الله لحرب شاملة بمعنى أنها لا تريد أن تكون بمظهر أنها من بادرت للحرب خاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية تضغط عليها حتى لا تشن حربا شاملة لهذا السبب تحاول جر حزب الله أن يبادر لعملية عسكرية".
ويردف، "إسرائيل تقوم بهذه العملية وحساباتها كالتالي، تريد تصعيد يزيد الضغط على حزب الله للتوصل لحل، وثانيا إذا كان حزب الله سيرد ردا كبيرا فإسرائيل سترد ردا أكبر وهذا سيدخل المنطقة لحالة حرب شاملة".
ويتابع للجرمق، "إسرائيل تريد أن يكون حل دبلوماسي وفق شروطها ستقبل به وإن لم يكن ستلجأ لحرب شاملة، ولكن بين هذه وتلك تقوم إسرائيل بتصعيد أملا أن يقود التصعيد لحل شامل يعيد المستوطنين إلى الشمال".
ويردف، "المفتاح للتصرف الإسرائيلي هو عودة المستوطنين، والحسابات تدور حول خلق ظروف جديدة تمكن النازحين الإسرائيليين لمستوطنات الشمال، غير ذلك لن تقبل ولن تتحمل أن يظل النازحون خارج المستوطنات لمدة أطول من سنة، وهذا أمر صعب جدا على الحركة الصهيونية التي هي حركة استعمارية استيطانية والمستوطنات هي لب المشروع الصهيوني، وإن لم يستطيعوا إعادة المستوطنين سيكون كسرا تاريخيا كبيرا جدا للمشروع الصهيوني برمته".
ويقول للجرمق، "الفرق بين نتنياهو وغالانت ليس الرغبة بالحرب وإنما إلى أي درجة هناك تنسيق مع الولايات المتحدة، المؤسسة الأمنية وغالانت لا يدخلا بمغامرة دون التنسيق مع الولايات المتحدة، بالنسبة لنتنياهو هو بـ مناورة كبيرة وينشر أخبارا مضللة حول توسيع الحرب في الشمال، حتى الآن لم يطلب من الجيش أن يخوض حربا شاملة، الجيش كان له تصريحات الأسبوع الماضي أن كل شيء جاهز وينتظرون القرار السياسي والقرار يتخذه نتنياهو".
ويردف، "نتنياهو يحاول أن يخلق جو كأنه يريد الحرب وغالانت يعارضه، هذا ليس صحيحا فهو العكس تماما، فمن أراد الحرب على لبنان هو غالات ونتنياهو منع ذلك، هناك مباراة بين غالانت ونتنياهو بالتطرف والوحشية، غالانت ليس أفضل من نتنياهو بأي شيء يتعلق بالحرب".
ومن جهته، يقول المحلل السياسي والباحث فايز عباس، "العملية التي حدثت هي نوعية وغير مسبوقة ولكن هل ستؤثر على الحرب مع حزب الله، لا أعتقد ذلك، العملية تعتبر نوعا من الإهانة لحزب الله، لكن على ما يبدو لن يكون لها تأثير كبير على الحرب مع الحزب، صحيح كانت الضربة مؤلمة جدا له في هذا التوقيت لكن مازال الحزب بإمكانه الرد وقصف إسرائيل".
ويردف للجرمق، "التوتر في إسرائيل يعتبر إنجاز بحسب الإعلام الإسرائيلي الذي وصف الحدث بأه مأخوذ من أفلام هوليود ولا يمكن للإنسان أن يتخيل مثل هذه العملية، فهي ضربة نوعية رفعت معنويات الإسرائيليين قليلًا لكن لن يكون لها تأثير على الحرب إذا ما شهدت حربا واسعة على الحدود اللبنانية".
ويتابع، "في هذه المرحلة هناك نوع من المساواة بين حزب الله وإسرائيل في العمليات التي وقعت باستثناء هذه العملية وعملية اغتيال فؤاد شكر قبل عدة شهور، مثل هذه العمليات لها أهمية معنوية ولكن لا يمكن اعتبارها انتصارات ولا إنجازات استراتيجية وإنما لرفع المعنويات فقط".
ويقول للجرمق، "إسرائيل إذا كانت ستبدأ حربا واسعة مع لبنان لن تبدأها على الأقل في الأيام القليلة القادمة وإنما تنتظر وصول وزير الدفاع الأمريكي أوستن وبالطبع سيتم بحث كيفية إدارة الحرب على لبنان وستصدر بيانات أن الهدف من الزيارة هو التهدئة كما حدث عند وصول عاموس هوكشتاين المبعوث الأمريكي للبنان قبل أيام بأنه جاء لتهدئة الأوضاع ولكن حدثت العملية الكبيرة هذه ضد حزب الله".
ويضيف للجرمق، "لا أستبعد أن يكون وصول وزير الدفاع الأمريكي له علاقة بتوسيع الحرب على لبنان لأنه خلال هذا العام بالحرب على غزة عندما كانت إسرائيل تريد البدء بمرحلة جديدة من الحرب كان يصل لها قادة بالجيش الأمريكي وأنا أذكر أن إسرائيل مل تدخل بمناورة برية في غزة إلا بعد وصول أوستن وقائدة المنطقة الوسطى وحاملة الطائرات والقطار الجوي لتزويد إسرائيل بالسلاح والذخيرة والمعدات وبدون دعم الولايات المتحدة ومشاركة إسرائيل لن تدخل بحرب واسعة على لبنان".
ويضيف، "إذا كان رد الحزب سيبب أضرارا جسيمة والآم كبيرة لإسرائيل، حينها ستفكر إسرائيل بحملة واسعة وحرب على لبنان ولكن إذا اقتصر الرد بمواصلة القصف للمناطق الشمالية أو حتى لو وصلت لحيفا ولم توقع قتلى ولا أضرارا جسيمة باعتقادي إسرائيل ستستوعب الضربة ولكن إذا كانت الضربة قوية جدا وأدت لقتل العديد من الإسرائيليين في هذه الحالة سيكون الرد الإسرائيلي قاسيا وصعبا وكبيرا جدا على لبنان".