العدوان على الضفة الغربية بروح "الحسم" يضاهي اجتياح 2002 ويفوقه في الغايات

• تتطابق جغرافية العدوان تماما مع خارطة مخطط الاستيطان في شمال الضفة الغربية والأغوار الشمالية الأقل كثافة من حيث الاستيطان ومن الاكثر كثافة فلسطينيا، وهي المناطق المخطط لها أن تكون غير قابلة لحياة الفلسطينيين وقابلة تماما لحياة المستوطنين وفقط لهم. ضمن اعتبار اسرائيلي بأن الاستيطان لن يتحقق في هذه المناطق اذا لم يتم القضاء على أية مقاومة وإذا لم يتم إجراء تغيير سكاني جوهري فيها.
• تقوم اسرائيل بعدوان يضاهي اجتياح 2002 ويفوقه في غاياته، ويهدف الى تغيير الواقع السكاني الفلسطيني في الضفة الغربية كما رشح عن وزير خارجيتها كاتس، الذي تحدث عن حرب وليس عن عملية محدودة، وعن تطبيق نمط حرب الابادة في غزة على الضفة الغربية.
• حديث النزوح والاجلاء، يصبح رسميا لأول مرة في الضفة الغربية ويأتي في ظل النزوح القسري في غزة منذ بداية حرب الابادة عليها. وللتنويه لم يحدث أن كان النزوح مؤقتا للفلسطينيين في العرف الاسرائيلي بل الخطوة التالية له ستكون في منع العودة، وهي عقيدة اسرائيلية صهيونية معمول بها منذ نكبة العام 1948.
• أطلقت القنال 14 اليمينة الاستيطانية تسمية "المخيمات الصيفية" على العدوان، والمقصود فيه هذه التسمية المواربة ليس مخيمات اطفال، وإنما استهداف وجودي لمخيمات اللاجئين شمال الضفة (في هذه المرحلة) باعتبارها بنية المقاومة في الضفة.
• كما في الحرب على غزة حيث تم استهداف المخيمات اولا واقتلاعها وتدمير بنية وكالة غوث اللاجئين وشن حرب استنزاف على قدراتها ومرافقها، فهذا يحدث في العدوان الحالي وما سبقه.
• يأتي العدوان الواسع الشامل وغير محدود المدة وحتى باستخدام سلاح الجو بشكل واسع، بعد عملية استنزاف مكثفة جدا وواسعة للغاية للفلسطينيين في الضفة الغربية، واعتقال أكثر من عشرة آلاف من الشباب واغتيال المئات الكثيرة والاف الجرحى، ناهيك عن تدمير البنية التحتية والمعيشية للسكان. يضاف اليه حظر دخول العمال الفلسطينيين الى المرافق الإسرائيلية، كل ذلك في سياق المسعى المتسارع والمنهجي الهادف إلى تقويض السلطة الفلسطينية.
• في بداية الحرب على غزة سعت اسرائيل الى تهجير سكان القطاع الى شمال سيناء ومنها نقلهم بالبوارج الأمريكية والغربية إلى اللجوء والشتات الدائمين. ولولا الرفض المصري القاطع والموقف الفلسطيني لتم تطبيق المشروع. حاليا تعود إلى الأجواء السياسية نوايا طرد الفلسطينيين من بلداتهم وحصرهم في معازل، ومن الضفة باتجاه الأردن.
• منذ اسابيع عدة يجري في أوساط اقصى اليمين ووسائل إعلامه التحريض على الأردن وحصريا على الحدود الاردنية الفلسطينية، والتي تعتبرها إسرائيل حاليا ومستقبليا حدودا أمنية لها، وكذا الأمر بالنسبة إلى الأغوار. وتتوقف هذه التقارير عند حجم الاتجار بالبشر من دول اسيوية وافريقية، و"تهريب الاسلحة" والمخدرات، وفي مسعى لاتهام ايران بأنها المعنية بذلك.
• تسعى اسرائيل بعدوانها الى تشتيت كيانية شعب فلسطين وقضيته، إذ تواصل حرب الابادة على غزة وتقوم بتكثيفها، وتقوم بنقل النموذج الى الضفة الغربية، بينما تواصل مفاوضات الصفقة كما لو كانت قضايا منفصلة، بينما المخطط الاسرائيلي واحد وتكاملي.
• كما توحي الذهنية الاسرئيلية السائدة فإن العدوان الذي بدأ في غزة ثم الضفة سيلحق بفلسطينيي 48. كما أن الخطوات الحثيثة لتغيير جوهري في "الوضع القائم" في الاقصى والمقدسات هي جميعها من مقومات سياسة الدولة وليس هذا الوزير او ذاك وليس لمصالح شخصية لنتنياهو بل تحظى بتأييد اوسع جوهريا من حدود الائتلاف الحاكم.
• انتقلت خطة الحسم من لدن سموتريتش والصهيونية الدينية (2017) لتصبح مخطط دولة بكل منظوماتها ويجري تطبيقه على أرض الضفة والتي تشكل اولوية لتيار الصهيونية الدينية المتسيّد وتحظى بإجماع صهيوني.
للخلاصة:
• العدوان على الضفة هو مشروع احتلالي تكاملي مع حرب الإبادة على غزة وهدفه تغيير الواقع السكاني والنزوح القسري، وفيه مقدمات لمشروع "الوطن البديل" في الأردن. مما يتطلب ردا فلسطينيا اردنيا وعربيا ودوليا.
• مطلب الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ولقضيته هو مهمة اولى ويستند أيضا إلى قرار الأمم المتحدة باعتبار فلسطين دولة تحت الاحتلال.
• المطالبة بتفعيل لجنة التحقيق الاممية من أيار/مايو 2021 في ممارسات الاحتلال.
• الحماية الشعبية الفلسطينية لن تصد العدوان، إلا أنها إسهامها في الصمود والبقاء مصيري