السنوار وسؤال المرحلة القادمة...
بعيدًا عن أسباب وخلفيات اخت

بعيدًا عن أسباب وخلفيات اختيار يحيى السنوار فنحن أمام واقع جديد في تاريخ حركة المقاومة حماس. نحن أمام قائد يجمع بين السياسة والعسكر، بلغة أخرى بين السياسة وما في تضميناتها من فعل ومقاربات وتدافعات تقع بكون الحركة إسلامية المعتقد والمنشأ والتوجه والصيرورة تحت فضاءات السياسات الشرعية وفقه المصالح والمآلات وفقه الاستضعاف وما ينضوي تحته من بيانات شرعية من جهة وحرة وطنية فلسطينية تقاوم من أجل تحقيق الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني من جهة أخرى. يضاف الى ما ذكرت السياسية ومتطلباتها الراهنة كفعل قائٍم بذاته يروم تحقيق المصلحة بمعناها الرحب بما في مصطلح السياسة في الفضاء الكوني الراهن من تداخلات مع المحلي بل والمخصوص برسم أنه من تداعيات ما بعد الحداثة... وهذا التداخل فيه من التعقدات ما يحتاج إلى زطاس يخرج القمح من الزوان ذلك أن هذه الوضعية تصل أحيانًا حد المتناقضات.
وبين المقاومة كفعل عسكري له متطلباته وخصوصياته ومرادفاته العملياتية والسياسة مقارفات وتخادمات كلها تصب في مصلحة المقاومة والمستضعفين في غزة أن أحسنت القيادة أدارة المشهدين السياسي والمقاوم خاصة في ظل المجازر ضد المدنيين والتي لا تتوقف وقد باتت فعل يومي يفضح الغرب والعرب وما يطلق عليه المنظومة الدولية يعتقد الاحتلال ومن خلفه من الداعمين الأبليميين والدولييز أن هذه السياسة ستكره المقاومة على الاستيلاظ أذ أن سياسة الأرض المحروقة هي العنوان متذ بداية ةلعدوان على غزة وتحديدا بعد ان حج بايدن وفريقه من زعماء الغرب الى تل ابيب.
السنوار ، الشخصية المقلقة...
يعتقد الاحتلال أنه يعرف السنوار جيدا بفعل مكوثه عقدين في سجونه ، وبفعل أنهم قاموا بتطبيبه وعلاجه من مرض خبيث.
تذهب بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى انه حبل النجاة الذي سؤوقع الصفقة مع نتنياهو كما تتحدث جيروزالم بوست على سبيل المثال لا الحصر.
السنوار شخصية أمنية عسكرية بامتياز وفقًا للقراءات التاريخية وقد جمع منذ سنوات إلى جانب هذا التوصيف والعمل صفة سياسية .وهذا الجمع بين هاتين الصفتين سبقه فيها عديد المقاومين ففي مقاربات سيوعسكرية يمكننا مقارنة هذه الوضعية مع قيادات تحررية عالمية زاوجت بين المنصبين في مسيرة تحرير بلادها كما فعل هوتشي مينه الفيتنامي وكما فعل هواري بومدين الجزائري وفيدل كاسترو الكوبي.
يحدثنا تاريخ النضال التحرري في الجزائر أن عالم وطبيب النفس المارتيني فرانز فانون( عمر ابراهيم فانون) كان عضوًا فاعلًا في الثورة الجزائرية وقام بأدوار سياسية هامة منها ما هو دبلوماسي في اطار معركة التحرير.فضلًا عن دوره العسكري المُقاوم للأستعمار.
لن تكون الحالة الاستعمارية الأسرائيلية شاذة عن الحالة الفرنسية وهي التي استلهمت تجاربها مُبكرًا وشارك كبار قادتها من الهاغاناه في الاستفادة من التجربة الاستعمارية الفرنسية على أرض الجزائر ، ومن الواضح ان احفادهم ينفذون تمامًا ما فعل المستعمر الجزائري على ارض الجزائر مع مفارقات ومقاربات ليس هذا مقام ذكرها.
السنوار وسؤال المرحلة القادمة..
لست في معرض تحليل السيناريوهات المتوقعة بعد اختيار الرجل لمنصل رئيس المكتب السياسي فهو شخصية جامعة للكل الفلسطيني ومحبوبة ومقبولة على كافة الفصائل وتربطه بقياداتها علاقات وطيدة .هذا الى جانب أنه ابن المدرسة والصحوة الاسلامية وممن يؤمنون بالتعاون والتعاضد مع كافة الفرقاء نصرة للقضية ولمظلومية الشعب الفلسطيني ومن المؤمنين بالتعاون الاستراتيجي مع محور المقاومة ، إيمانًا يجمع بين رؤية يعتقدها ومكسب يجب تحقيقه، مكسب التحرير.
السنوار أذ يجمع بين السياسي والعسكري يضع كافة البيض في سلته وهذا ،بالمناسبة، يذكرنا ببن غوريون الذي زاوج بين المسؤولية العسكرية والسياسية في الحركة الصهيونية ودفع عبر هذه المكانة لقيام إسرائيل مستغلًا عوامل دولية وأقليمية ، ودفع لاحقًا نحو تمكين وجودي لاسرائيل في حربه مع جيوش الدول العربية وإشرافه المُباشر على الجرائم وتهجير الفلسطينيين مستمسكًا بالمحورين السياسي والعسكري في عملية تخادم داخلية وخارجية كانت من اسباب تمكين الدولة على حساب السكان الفلسطينيين اصحاب الارض والتاريخ.
هذه المسؤولية هي تاريخية بامتياز تُضاعف مسؤولياته المباشرة ، الميدانية والعملياتية ُ وتنقله مباشرة الى عملية الاستفادة من العسكري لصالح السياسي والحياتي للغزيين. ومن ثم يكون سؤال الاستعداد لدى السنوار لحسم هذه الحرب الظالمة التي طالت واستنفذت طاقات شعب محاصر ليس له من ظهير ولا نصير.
السنوار هو الوحيد الذي يستطيع اتخاذ القرار المُناسب الذي يصب في مصلحة ساكنة القطاع والمقاومة على حد سواء.ولذلك أماظه مجموعة من التحديات والمجموعة ةلتي ستدير الحركة تحت أمرته. وفي مقدمات هذه التحديات وقف الحرب والتدمير الممنهج لبقايا الحياة المدنية في القطاع وأعادة الحياة اليه.لذلك وتعاظم مسؤولية الرجل وتزداد أضعاف ما كانت عليه، ففي عنقه اليوم مسؤولية شعب ، وأذا كان السنوار ومن معه من العسكريين قد نجحوا في تكوين هذه القاعدة المقاومة فهو بالقطع سينجح في تحقيق القاعدة المقابلة
يعلمنا التاريخ أنّ كل من جمع هذين المقامين مصحوبان برؤية عميقة وبصيرة نافذة ومسؤولية عالية وهاجس يسكن فيه هموم شعبه والامه حقق نصرٍا وتحريرًا.