كيف ستتعامل إسرائيل مع اختيار السنوار رئيسا لحركة حماس؟ وما هو مستقبل الصفقة بعد هذا التغيير؟


  • الأربعاء 7 أغسطس ,2024
كيف ستتعامل إسرائيل مع اختيار السنوار رئيسا لحركة حماس؟ وما هو مستقبل الصفقة بعد هذا التغيير؟
يحيى السنوار وإسماعيل هنية

أعلنت حركة حماس في بيان لها أمس الثلاثاء، عن اختيار يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة خلفا للشهيد إسماعيل هنية الذي اغتيل في العاصمة الإيرانية طهران الأسبوع الماضي.

وذكر القيادي في حركة حماس أسامة حمدان أن اختيار السنوار رئيسا للحركة جرى بالإجماع.

وجاء في بيان لحماس، أنه "بعد مشاورات ومداولات معمقة وموسعة في مؤسسات الحركة القيادية، قررت حركة المقاومة الإسلامية حماس اختيار الأخ القائد يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة، خلفا للقائد الشهيد إسماعيل هنية".

وعقب تعيين السنوار رئيسا للحركة، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري، "هناك مكان واحد للسنوار وهو الانضمام لمحمد الضيف، هذا هو المكان الذي نجهزه له".

كيف ستتعامل "إسرائيل" مع هذه الخطوة؟

ويقول الباحث والكاتب جمال زحالقة، "رد الفعل الإسرائيلي الأول على تعيين السنوار رئيسا لحركة حماس كان من وزير الخارجية يسرائيل كاتس وقال إن ’هذا سبب آخر لاغتيال السنوار’ وباعتقادي أن هذا يعكس إلى حد كبير الموقف لدى القيادة السياسية والأمنية في إسرائيل".

ويتابع للجرمق، "هم كانوا يقومون بجهد كبير جدا لتعقب مكان وجود يحيى السنوار والآن أصبح باعتقادي الهدف الأول للحرب لأنهم يعتقدون أنهم إذا قبضوا عليه واغتالوه سيكونون صورة النصر في الحرب".

ومن جهته، يقول المحلل السياسي فايز عباس للجرمق، "عندما قررت إسرائيل اغتيال هنية لم تتوقع أن يتم تعيين السنوار مكانه لعدة أسباب لأن السنوار محاصر في غزة وعلى الأقل إسرائيل تعتقد ذلك، والأمر الآخر باعتقادي أن إسرائيل عندما أعلنت حماس بشكل رسمي تعيين السنوار، كان بالنسبة للإسرائيليين صفعة، ذهب هنية وجاء السنوار الذي هو بحسب تعبيرهم الأكثر تطرفا، وأحد الكتاب في صحيفة يديعوت أحرونوت كتب أن السنوار الآن أكثر قوة وأكثر عنفا يعني هو الوحيد الذي سيقرر في كل القضايا التي تتعلق بـ إسرائيل وحماس أو إسرائيل وغزة".

كيف يؤثر اختيار السنوار خلفا لهنية على الصفقة؟

ويقول الباحث جمال زحالقة، "حتى الآن لم تصدر مواقف رسمية ولكن رشح الحديث عن 3 إمكانيات في إسرائيل بعد تعيين السنوار، الأول أن اختيار أو انتخاب السنوار سيعجل في الصفقة لأنه صاحب القرار وهو على علاقة متواصلة مع المصريين وأن هذا سيؤدي لتسهيل عملية التوصل لاتفاق والأمر الثاني هناك من يقول في إسرائيل إن الأمور أصعب وسي الآن لأن السنوار يتخذ مواقف متشددة أكثر وسيضع شروط، الأمر الثالث هناك من يعتقد أن هذا التغيير لن يؤثر كثيراً".

ويتابع للجرمق، "أعتقد أن كل النقاش هذا ليس في مكانه من الناحية العملية لأن السبب والعائق المهم للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار هو الموقف الإسرائيلي بالسطر الأخير، صحيح هناك خلافات في إسرائيل بين القيادة العسكرية والسياسية ولكن الموقف الإسرائيلي بالنهاية موقف نتنياهو الذي لا يريد صفقة".

ويقول للجرمق، "أعتقد أن اختيار السنوار إلى حد كبير فيه تعويل على القناة المصرية في المفاوضات وفي الحديث عن الصفقة لأن السنوار معروف بعلاقاته مع مصر وأقام عدة اتفاقات وتفاهمات معهم بمسألة غزة وسيناء والمصريون هم قناة الاتصال الأساس معه".

ويتابع، "تأثير هذه الخطوة على الأمور الأخرى في المنطقة، سننتظر ونرى، نعرف أن السنوار من ناحية القيادات في حماس هو قائد سياسي وعسكري معا وربما هذا هو توجه حماس بمعنى أن هذه الخطوة باختياره إعلان رفض لبعض المقترحات الأمريكية والعربية وحتى الفلسطينية بأن تتحول حماس إلى حركة سياسية وتتخلى عن السلاح هذا مطروح وعندها ستحصل على الشرعية الدولية ولكن هذا الاختيار يغلق الباب تماما على هذه الإمكانية، ولكن حماس تقول نحن سياسيون وعسكريون بنفس الوقت".

ويضيف للجرمق، "اختيار السنوار كان نتيجة لاغتيال هنية لو لم يغتل هنية لم يكن السنوار رئيسا للحركة هذا على الأقل الآن، ويقال أن السنوار كان ينوي ترشيح نفسه في الانتخابات المقبلة في الموعد العادي للانتخابات في 2024 ولكن اغتيل هنية وكان على الحركة اختيار أحد قياداتها، وكان هناك عدة أسماء مطروحة ولكن الاقتراح النهائي كان ليحيى السنوار وهذا يعني أن مركز ثقل حركة حماس هو قطاع غزة".

ويقول، "السنوار الآن هو رئيس الحركة في غزة، وهناك رئيس للحركة في الخارج وفي الضفة، وأحد مكونات هذا الاختيار أن غزة هي الأساس والأمور تُحسم في غزة".

وبدوره، يقول فايز عباس للجرمق، "هم يرون أن تعيين السنوار لن يسرع في الصفقة وستبقى كما تم الحديث عنها سابقا، ولكن نتنياهو هو من وضع العراقيل والخطوط الحمراء للصفقة، أعتقد أن الصفقة لن تنجز حتى مع السنوار إلا عند تلبية المطالب الفلسطينية ووقف الحرب وانسحاب إسرائيل من غزة". ويتابع، "في إسرائيل يعتقدون أن الوقت ملائم للتوصل لصفقة بعد اغتيال كافة القادة الذين كانوا يحيطون بالسنوار ويدعون أيضا بأنهم قاموا بتدمير 75% من قوة حماس في غزة والآن هي الفرصة الأخيرة للصفقة، وهناك إجماع لدى قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن هذه هي الفرصة الأخيرة للتوصل لصفقة، لأن إسرائيل تظن أنها بعد أن اغتالت قيادات عسكرية كثيرة في غزة وبقي السنوار الذي تسميه إسرائيل الذئب الوحيد أي الذي يعمل لوحده يمكن التوصل إلى اتفاق وتهدئة بسبب ضعف حماس بحسب ادعائهم".

ويردف، "باعتقادي شخصيا لا أرى إمكانية لخضوع حماس والفصائل الأخرى للشروط التي يضعها نتنياهو وهناك من يعتقد في إسرائيل أن الآن بعد وصول السنوار لهذا المنصب يعني سيكون موقفه أكثر تصلبا تطرفا كما يسمونه في إسرائيل".

ويختم، "السنوار مقبول على إيران وأيضا حزب الله وعلى المحور الإيراني، فخالد مشعل الذي كان مرشحا لقيادة الحركة غير مقبول على هذا المحور، فالحدث كان يدور عنه كوريث لإسماعيل هنية ولكن يبدو أن اختيار السنوار، رسالة أيضا للعالم وإلى إسرائيل وإلى الدول العربية أنه لن يحدث تغيير بكل ما يتعلق بوجود حماس ضمن محور إيران وحزب الله في المنطقة باعتقادي هذا أحد الأسباب التي دعت قيادة حماس اليوم لتعيين السنوار".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر