خطاب نتنياهو فرصة فلسطينية وعربية ولحركات التضامن


  • الخميس 25 يوليو ,2024
خطاب نتنياهو فرصة فلسطينية وعربية ولحركات التضامن
نتنياهو

بمقاطعة 90 عضو كونغرس وفي ظل مظاهرات عارمة خارج الكونغرس سواء أكانت لفلسطينيين أم ليهود أمريكيين وإسرائيليين. وتجاهل العائلات التي تظاهرت ضده وكأنها غير موجودة لا في تل ابيب ولا واشنطن.

 

خطاب استعماري عن الحرب الوجودية بين قوى الشر والبربرية وقوى التحضّر وهو تكرار لخطاباته بعد السابع من اكتوبر لتبرير حرب الابادة التي لا يتحمل اية مسؤولية عنها بل يعتبرها مسؤولية فلسطينية بامتياز. مؤكدا ان الحرب لن تنتهي الا اذا "استسلمت حماس وإعادة كل الرهائن، وإلا سنواصل وننهيهيا ونعيد كل الرهائن إلى بيوتهم".

 

خطاب من دون أفق لأي حل سوى الحل العسكري في غزة، والبقاء الاحتلالي في غزة، والحرب الدائمة. تجاهل الصفقة واستحقاقت وقف الحرب،  تجاهل قضية فلسطين والضفة. لم يذكر السلطة الفلسطينية في "اليوم التالي" المستبعد، ولا حل ولا توجد قضية فلسطينية.

فيه الكثير من جنون العظمة حين وضع نفسه بمنزلة تشرتشل، ثم أن إسرائيل تحمي الولايات المتحدة وتحارب نيابة عنها.

تأليب ضد رؤساء الجامعات وضد حركة الاحتجاج الطلابية على حرب الابادة واتهام ان ايران تقف من ورائهم. 

اعتبار أي انتقاد لإسرائيل هو لا سامية 

راهن نتنياهو بامتياز على ترامب في مسعى لاسترضائه وكذلك الاشادة باتفاقات ابراهم وبضم الجولان وبنقل السفارة الى القدس التي تشكل بنظره العاصمة الابدية لاسرائيل. وفي ذلك زاد الشرخ مع الحزب الدمقراطي، داعيا الى تحالف امريكي عربي اسرائيلي لتجاوز قضية فلسطين. مؤكدا "أعداؤنا أعداؤكم وانتصارنا هو انتصاركم". مقابل ذلك شكر بايدن وهاجمه بقوله "اعطونا الذخيرة كي نسرّع إنهاء الحرب" في اشارة الى "ازمة الذخيرة" مع إدارة بايدن.

سعى بكل قوة إلى تحويل الأنظار إلى إيران بأن المشكلة في الشرق الأوسط تعود إلى تصدير الثورة الإسلامية في إيران للسيطرة على العالم وعلى الولايات المتحدة واعتبار إسرائيل محطة مفصلية أمام هذا المشروع.

سعى إلى اقناع الكونغرس بنزع شرعية محكمة العدل الجنائية الدولية في جهد استباقي للحيلولة دون أي إجراء محاسبة لاسرائيل او قادتها.

تجاهل صفقة التبادل ولم يأت بأية بشرى للعائلات الاسرائيلية، بل عاد الى الحرب كخيار لإطلاق سراح الاسرى والمحتجزين.

برر جرائم الحرب والإبادة بتسويغها بأخلاقيات الجيش الإسرائيلي والحامي للمدنيين. وقام بإنكار جرائم الإبادة والتجويع والتعطيش والقتل الجماعي.

موقف الكونغرس مدان فلسطينيا واخلاقيا ودوليا، بمجرد استضافة نتنياهو الناتجة عن الصراع الرئاسي الامريكي، واعطائه منصة ليقوم بتجريم الضحايا وتجريم حركة الاحتجاج الامريكية والعالمية. 

للخلاصة:

خطاب يعكس تظاهرة ضعف ويكشف بشكل جلي مدى الخواء والانحطاط الاخلاقي والسياسي وانسداد الأفق الذي يميز نتنياهو وحكومته، ومدى الاخفاق الاستراتيجي والسياسي الذي يعيشه نتنياهو.

تسبب في دق الأسافين بين الحزبين الأمريكيين وجعل وضعية اسرائيل أمرا خلافيا وسياسيا برهانه على ترامب والجمهوريين.

لا يبدو انه اقنع الاسرائيليين بتاتا بل سيدفع عائلات المحتجزين وحركة الاحتجاج نحو التصعيد.

قد يدفع سياسيا الى تعميق الشرخ داخل الحكومة في حال تراجع عن الصفقة، وقد يدفع نحو انتخابات مبكرة بمبادرته.

يشكل الخطاب فرصة فلسطينية لتبرير التدخل الدولي نحو تطبيق حل قائم على إنهاء الاحتلال والدولتين على أساس قرار محكمة العدل الدولية بشأن الاحتلال.

 

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر