مقربون من نتنياهو يطالبون بإقالة غالانت من منصبه..فهل هذا سيحدث؟ وما نتائجه على الشارع الإسرائيلي؟
إقالة غالانت

أشارت القناة 12 الإسرائيلية في تقرير لها إلى أن مقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يطالبونه بإقالة ووزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت وعزله من منصبه أوإجباره على الانسحاب من الليكود، بإرادته الحرة.
ويرى الليكود بحسب القناة 12 الإسرائيلية أن العطلة الصيفية فرصة مناسبة لإقالة غالانت، لأنه خلال العطلة يكون الخوف من حدوث اضطرابات سياسية تؤدي إلى انتخابات أقل بكثير مما كان عليه عندما يجتمع الكنيست ويثير اضطرابات سياسية، فهل يُقيل نتنياهو غالانت؟
ويقول الباحث والكاتب صالح لطفي للجرمق، "إسرائيل منذ 7 من أكتوبر دخلت في نفق سياسي مظلم وأصبح واضحًا أن هذا النفق يشتد ظلمة كلما تقدمت الأيام والأشهر حتى على مستوى الحكومة نفسها".
ويتابع للجرمق، "المطالبة بالإقالات من أطراف مختلفة داخل التشكيلة الإسرائيلية جاءت على خلفية التحقيق الذي تسربت معالمه والذي كشف عن الفشل الذريع في وحدة النخبة والشاباك والمخابرات العسكرية أي فشل شبه شامل في الجهازين الأمني والعسكري".
ويتابع للجرمق، "بسبب هذا التحقيق جاءت المطالبات بالإقالة، ولكن هل يمكن إقالة غالانت في هذه المرحلة التي تعتبر حساسة بالنسبة لنتنياهو شخصيا ولحكومته بكافة مركباتها السياسية، باعتقادي لا، لن يحدث إقالة لغالانت ولن يستقيل بنفسه في الوقت الراهن".
ويقول للجرمق، "الحكومة ستستمر ووزير الجيش سيبقى في مكانه وإقالته بفعل خارجي لن تتم ولن يتم دفعه للاستقالة بنفسه، والقراءة التحليلية لشخصية غالانت تشير إلى أنه قد يستغل قضية الاستقالة ولكن في ذات الوقت قد لا يستغلها لأنه يعتبر نفسه من التيار الذي يتحمل المسؤولية عمّا يحدث".
ويردف للجرمق، "غالانت يمثل الجيش أمام الحكومة الإسرائيلية ونتنياهو في كثير من القضايا، واستقالته أو إقالته من الضرورة بمكان أن تفضي إلى استقالات جديدة داخل الجيش الإسرائيلي بدءا من رئيس الأركان هيرتسي هليفي وانتهاء بآخر قائد كتيبة له علاقة بالفشل الذريع في السابع من أكتوبر كما يعتقدون".
ويتابع للجرمق، "الدولة لن تسمح بذلك والمؤسسة والتشكيلة الحاكمة والظرف السياسي المحيط بإسرائيل، والمتعلق بالصراع الدامي سياسيا بين المعارضة والائتلاف لا أتوقع أن يفضي إلى استقالة غالانت في الوقت القريب".
ومن جهته، يقول المحلل السياسي سامر عثامنة للجرمق إن، "التوتر بين وزير الجيش يوآف غالانت وبين رئيس الحكومة نتنياهو ليس وليد اللحظة وليس وليد الحرب على غزة، نذكر أنه في العام الماضي خلال محاولة حكومة نتنياهو تمرير كل ما يخص التعديلات القضائية، عارض غالانت هذه التعديلات وخاصة بعد اشتداد الاحتجاجات ضدها وعندها قام نتنياهو بعزل غالانت تراجع عن القرار فورا بسبب الضغوطات التي مورست عليه والاحتجاجات، واليوم التوتر ما زال مستمرا وبلغ ذروته حول إدارة الحرب واليوم التالي بعد الحرب وماذا سيحدث في غزة ومن سيحكمها".
ويتابع للجرمق، "الخلاف موجود منذ فترة بينهما ووصل ذروته عند وصول غالانت إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث تمت دعوته لم يتم دعوة نتنياهو وهذا كان مؤشرا أن الإدارة الأمريكية تريد التواصل مع غالانت وليس نتنياهو".
متى سيُقال غالانت؟
ويقول الكاتب والباحث صالح لطفي، "سيتم إقالة غالانت بعد انتهاء الحرب، ففور انتهائها ستقطع رؤوس في إسرائيل ولا أستبعد أن تبدأ هذه القضية بنتنياهو شخصيا ثم غالانت وبعض القيادات السياسية والعسكرية التي كانت على صلة بفشل 7 من أكتوبر وذلك لأن المجتمع الإسرائيلي بالمطلق مع الحرب الفاشية وهو مدرك تماما حجم الفشل الذي وصل له وليس فقط الفشل العسكري وإنما الأخلاقي أيضا والصورة التي شوهت وانهيار المنظومة الصهيونية العالمية والتي هي حقيقة الدرع الواقع لإسرائيل وبالتالي هذه المسائل لن تمر مرور الكرام بعد انتهاء الحرب".
ويوضح المحلل السياسي عثامنة للجرمق، "إقالة غالانت خلال هذه الفترة وخلال الحرب بعيد جدا، وأعتقد أن نتنياهو لن يقدم على هذه الخطوة لأنها قد تؤذي نتنياهو وشعبيته والمتضرر منها سيكون بنيامين نتنياهو أكثر من غالانت وربما تقوم هذه الخطوة بتعزيز مكانة غالانت السياسية في الليكود والدولة بشكل عام".
ويقول، "الأصوات التي تنادي بإقالة وزير الجيش بسبب اختلافات في الرأي وأمور لا تتناسب مع أجنداتهم، لا أعتقد أن نتنياهو سيقدم على هذه الخطوة ويسمع لهذه الأصوات كما فعل السنة الماضية".
هل نتنياهو متخوّف من احتجاجات في حال أقال غالانت؟
ويوضح الباحث صالح لطفي للجرمق، أن الاحتجاجات التي حصلت قبل عام ونصف بعدما قرر نتنياهو إقالة غالانت بسبب رأيه في "التعديلات القضائية" لن تتكرر كما أن الاحتجاجات هذه بالعموم لن يتكرر مثلها الآن، مردفًا، "الاحتجاجات التي تحدث حاليا هي للضغط لإعادة المحتجزين ومن ثم تستمر الحرب وليذهب أهل غزة إلى ما يذهبون إليه بحسب ما يريد المحتجون، والمفاوض الفلسطيني متنبّه لهذا الأمر".
ويقول للجرمق، "نتنياهو أيضا يقوم بإحالة الفشل العسكري على الجيش وغالانت الذي يعتبر الآن هو الشماعة التي يستغلها نتنياهو لتمرير سياسياته عبرها وإقالته تعني أنه سيفقد وجود غالانت ولذلك، وزير الجيش لن يستقيل ولن يُقال في هذه المرحلة".
ويقول المحلل السياسي سامر عثامنة للجرمق، "الاختلافات جوهرية بين نتنياهو وغالانت بكل ما يخص الحرب على غزة، نتنياهو مستمر بالحرب حتى القضاء على حماس وإعادة المخطوفين دون التباحث باليوم التالي للحرب ولكن غالانت يطالب بالوصول إلى تسوية واتفاق بكل ما يخص صفقة التبادل الأسرى ويطالب بوضع خطة واستراتيجية عملية لليوم بعد الحرب هذه الاختلافات الجوهرية وكل طرف ينادي بأشياء مختلفة والاختلاف الجوهري وصل إلى الإدارة الأمريكية التي تتناسب مصالحها مع خطوة وأجندة غالانت، لكن نتنياهو منذ توليه رئاسة الحكومة ومباشرة التعديلات القضائية رأينا الاحتجاجات التي تتزايد اليوم واتهام نتنياهو بعدم إبرام صفقة لمصالح سياسية والخوف من لجنة تحقيق إخفاقات السابع من أكتوبر".
ويقول، "نتنياهو لا يريد أن يفتح على نفسه جبهة داخلية أخرى مع غالانت، وسيكون الخاسر الوحيد منها نتنياهو، فهو متخوف من الخطوة ولن يقدم عليها لأنها ستزيد الاحتجاجات ضده التي وصلت لأمام بيته في قيسارية وخاصة أن خصومه السياسيين ورئيس المعارضة لبيد وشريكه السابق غانتس في كابينت الحرب كلهم يرددون اقتراح غالانت بالوصول لتسوية وإبرام صفقة تبادل والتفكير بخطة لما بعد الحرب، فنتنياهو لا يريد أن يفتح جبهة على نفسه أكثر التي ستتسبب احتجاجات كبيرة وواسعة، لا يريدها أي رجل سياسية".