لهذه الأسباب يؤيد إسرائيليون حربًا ضد لبنان رغم فشل نتنياهو بحربه على غزة
لبنان

يؤيد إسرائيليون شن حرب على لبنان، رغم إدراكهم أنها قد تتحول إلى حرب إقليمية، ورغم مهاجمتهم لحكومة نتنياهو مرارًا وتكرارًا منذ أحداث الـ 7 من أكتوبر، واتهامها بالفشل في إدارة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
ما موقف المجتمع والأحزاب الإسرائيلية؟
ويقول المحلل السياسي فايز عباس في حديثٍ خاص مع الجرمق: "المجتمع الإسرائيلي يطالب الحكومة بتوسيع الحرب ضد حزب الله، قبل قليل نشر استطلاع يشير إلى أن 42% من الإسرائيليين يرغبون بتوسيع الحرب، و 33% يرفضون توسيع الحرب على الحدود الشمالية".
ويردف، "تلك الأرقام تشير إلى أن أغلبية إسرائيلية تؤيد توسيع الحرب على لبنان، لكن الحكومة الإسرائيلية لا تزال في نفس قواعد اللعبة، إن كانت هي وحزب الله، القصف والرد على الاغتيالات بقصف مواقع إسرائيلية وبلدات حدودية، حتى هذه اللحظة يمكن القول إن الجانبين يحافظون على قواعد هذا القتال".
ويتابع، "أعتقد أن إسرائيل غير جاهزة في هذه المرحلة لتوسيع هذه الحرب بسبب عدم استعداد الجبهة الداخلية لتحمل الصواريخ التي ستطلق من لبنان".
ويضيف، "هناك عدد كبير من الخبراء العسكريين ومنهم من كانوا جنرالات بالجيش الإسرائيلي يؤكدون أن الدخول بحرب مع لبنان الآن سيكون أمرًا كارثيًا لإسرائيل، الجنرال يتسحاق بريك من أكثر الذين يحذرون من الدخول بهذه المعركة مع لبنان فهو يدعي أنه سيتم تدمير تل أبيب في حال توسع هذه الحرب، هناك نوع من التأهب الإسرائيلي على الحدود الشمالية، وهناك استعدادات عسكرية، لكن عمليًا هذه الاستعدادات مستمرة من 4 أشهر تقريبًا".
ويقول الباحث والمحلل السياسي صالح لطفي في حديثٍ خاص مع الجرمق: "المجتمع الإسرائيلي يؤيد حربًا بالجنوب على غزة، وحربًا في الشمال على لبنان، تبقى المسألة متعلقة بأمرين اثنين، الأولى متعلقة بالقدرات، وصبر وتحمل المجتمع الإسرائيلي".
ويتابع، "الأحزاب الإسرائيلية مقسومة لقسمين، الأول الليكود وتيار الحريديم مع هذه الحرب، التيار الوسطي المتمثل ببقايا ميرتس ومجموعة غانتس، هذه كلها متحفظة من الحرب وتريدها حربًا مضمونة، وبحماية أمريكية لتكون حربًا سريعة بتكلفة متواضعة".
لماذا يؤيد إسرائيليون توسيع الحرب؟
ويقول عباس لـ الجرمق: "عمليًا الإسرائيليين لا يعتمدون بالحرب على نتنياهو إنما على القيادة العسكرية التي أعادت نوعًا ما ثقة الجمهور بها، وبعض الإسرائيليين يرى أن الجيش يقوم بعمله كما يجب".
ويضيف، "من يقرر كيفية إدارة الحرب مع لبنان هي القيادة العسكرية التي تحظى بثقة الإسرائيليين، القيادة السياسية تصدر القرارات فقط، هم يعتقدون أن الجيش سيتمكن من إبعاد حزب الله 40 كم عن الحدود مع إسرائيل ليعود أكثر من 60 ألف نازح إلى منازلهم بالبلدات الإسرائيلية بالشمال".
غزة كسرت معادلات المعارك..
ويضيف لطفي لـ الجرمق، "تجربة غزة أثبتت للإسرائيليين على المستويات السياسية والأيدلوجية أن الحرب ليست كما يشتهون، غزة كسرت جميع المعادلات المتعلقة باستراتيجية المعارك، حتى ما يسمى الميليشيات والمعارك ذات الجانب العسكري المتفرق حتى هذه لم تثبت في غزة".
ويتابع، "غزة أبدعت نوعًا جديدًا من الحروب وكما يقول عسكريون فإنه يجب أن تدرس هذه الاستراتيجيات بالكليات العسكرية وما جرى في غزة نموذج لما سيجرى على أرض لبنان".
ويختم لطفي بالقول: "الحرب في جنوب لبنان مختلفة فجغرافية لبنان مختلفة وصعبة جدًا، هناك جبال شاهقة ووديان عميقة جدًا، الحرب التي تريد إسرائيل أن تشنها بالجنوب ستكون حرب مكلفة جدًا".