ما احتمالية أن تتدحرج الأوضاع لحرب شاملة في الشمال؟
لبنان

تزداد التهديدات الإسرائيلية في الآونة الأخيرة بشن حرب على لبنان، وعليه ترتفع الأصوات المحذرة من تدهور الأمور لحرب شاملة، حيث يؤكد محللون سياسيون للجرمق على أن الخلاف في إسرائيل ليس على الرد على لبنان، إنما على موعده.
حرب شاملة!
يقول الكاتب والخبير بالشأن السياسي جمال زحالقة في حديثٍ خاص مع الجرمق: "هناك موقفان حقيقة واحد يدعو لحسم المعركة الآن، الثاني يقول إنه يجب التوصل إلى حل دبلوماسي وتأجيل المعركة مع حزب الله".
ويتابع، "لا خلاف في إسرائيل على أن إسرائيل يجب أن تقضي على القدرات العسكرية لحزب الله، والمسألة هي مسألة التوقيت فقط، هناك من يقول حرب فورًا، وهناك من يقول حرب بعد سنة أو سنتين بعد أن يستعيد الجيش قوته".
ويردف، "الولايات المتحدة تحاول منع الحرب، لأن بايدن غير معني بحرب شاملة في سنة الانتخابات، لا أعرف إذا كان هناك إمكانية حقيقية لمنع الحرب، ليس واضحًا بعد ما إذا كانت إسرائيل ستنتظر، هناك توتر بين القيادة الأمنية والسياسية وهناك خوف كبير من حرب مع حزب الله، لأنهم يتحدثون عن ضرب مرافق أساسية في إسرائيل تتمثل بقطع المياه والكهرباء وضرب مصانع وضرب معسكرات للجيش".
ويقول المحلل السياسي فايز عباس لـ الجرمق: "هناك في إسرائيل اليوم حملة منظمة لتقوم الحكومة بتوسيع هذه الحرب، حتى أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن أغلبية الإسرائيليين يؤيدون حرب واسعة على لبنان".
ويتابع، "هنا يوجد سؤال كبير هل إسرائيل جاهز ومستعدة للبدء بهذه الحرب الواسعة، هناك تخوفات إسرائيلية جدية من انهيار التيار الكهربائي ومن الدمار الذي قد يحدث في إسرائيل خاصة وأن الجبهة الداخلية غير جاهزة لتوسيع الحرب".
ويضيف، "الولايات المتحدة حذر من أن منظومة الدفاع الجوية الإسرائيلية لن تتمكن من التغلب على الصواريخ والقذائف التي يطلقها حزب الله، هناك تقديرات إسرائيلية بأن حزب الله يملك أكثر من 150 ألف صاروخ منها بعيدة المدى والقريبة، والدقيقة جدًا، والمسيرات هي بمئات الآلاف كما يقول خبراء إسرائيليين".
هل الجيش الإسرائيلي جاهز؟
ويقول زحالقة: "الجيش الإسرائيلي يتحدث عن إنهاء المعركة خلال أسابيع قليلة قادمة، وعندها سيتفرغ الجيش، وسيكون هناك وحدات ليس كبيرة من الجنود في غزة، وستذهب باقي الوحدات للشمال، من الصعب على بعض الفرق أن تخوض معركة مع جبهتين".
ويتابع، "حرب ضد لبنان تطلب دعمًا أمريكيًا كبيرًا جدًا لأن المعركة أعوص، قوة حزب الله عشرة أضعاف قوة حماس، للآن الولايات المتحدة لم تعطي الضوء الأخضر لإسرائيل لتخوض حربًا على لبنان، ولكن حتى الآن الولايات المتحدة لا تريد الحرب، ولا يمكن أن يكون هناك حرب دون موافقة أمريكية".
ويردف، "أمريكا تخشى أن تتوسع الحرب لتصبح إقليمية، وهناك علامة استفهام في إسرائيل بأنه في حال شنت إسرائيل حربًا على لبنان هل ستتدخل إيران لتصبح الحرب إقليمية! والولايات المتحدة لا تريد حربًا إقليمية الآن، لهذا السبب باعتقادي إسرائيل تهدد وتقول إنها تملك عدة للحرب وتعطي إنذار لحزب الله، كلها تهديدات علينا أن نفرق بين التهديدات والقرارات الفعلية".
ويقول المحلل السياسي فايز عباس: "إسرائيل غير مستعدة للدخول في حرب، هي ستدخل حرب إذا وصل الأسطول السادس الأمريكي إلى شواطئ بيروت وتل أبيب ليدافع عن إسرائيل، ووقتها يمكن أن توسع إسرائيل الحرب".
ويؤكد عباس في حديثه مع الجرمق على أن اجتياح غزة والحرب على القطاع مختلفة كليًا عن الحرب على لبنان وجنوبها.
ويضيف، "إسرائيل لم تدخل إلى غزة إلا بعد وصول السفن الحربية الأمريكية إلى شواطئ غزة ووصول كميات كبيرة من السلاح، حتى أن خبراء الجيش الأمريكي تواجدوا في إسرائيل وأداروا هذه الحرب مع إسرائيل".
ويختم عباس حديثه مع الجرمق مؤكدًا على أن إسرائيل وحدها لن تكون قادرة على الدخول بحرب واسعة مع حزب الله.