هل تخطى القصف المتبادل بين حزب الله و"إسرائيل" ما يُسمى "قواعد الاشتباك"؟


  • الأربعاء 12 يونيو ,2024
هل تخطى القصف المتبادل بين حزب الله و"إسرائيل" ما يُسمى "قواعد الاشتباك"؟
الرشقة الصاروخية الكثيفة

دوّت صافرات الإنذار في عشرات البلدات والمواقع الإسرائيلية صباح اليوم الأربعاء ومنها صفد وطبريا التي لم تدوِّ فيها صافرات الإنذار منذ أشهر، وذلك للتحذير من القصف بالمسيرات والصواريخ من جنوب لبنان.

ووفقًا لإذاعة الجيش الإسرائيلي فإنه أطلق من جنوب لبنان نحو 170 صاروخًا باتجاه مواقع وبلدات في الجليل وفي الجولان المحتل.

وقال حزب الله في بيان له، "استهدفنا بالصواريخ مصنعا للصناعات العسكرية في سعسع ردا على الاغتيال الذي نفذه العدو في بلدة جويا"، كما أضاف، "قصفنا مقر قيادة الفيلق الشمالي بقاعدة عين زيتيم بصواريخ الكاتيوشا ردا على عملية الاغتيال في جويا".

وتعد الرشقة الصاروخية التي أطلقها حزب الله باتجاه شمال "إسرائيل" اليوم الأربعاء هي الأكثف والأعنف منذ بدء الحرب على الجبهة الشمالية في 8 من أكتوبر، فهل ستتسع المواجهة في الشمال مستقلًا؟

ويوضح الكاتب والمحلل السياسي أمير مخول أن، "الحديث الآن يدور وضع قواعد اشتباك جديدة ولكن ليست بمستوى الحرب المفتوحة وأيضًا ليست بالمستوى الذي كان خلال الأشهر الأخيرة".

ويتابع للجرمق، "بالأمس تسببت إسرائيل بضربة قوية لحزب الله باستهداف قائد عسكري هام وضباط عسكريين، ولذلك نرى أن الضربات أصبحت أكثر نوعية وأكثر إيلامًا، حيث يحاول كل طرف أن يضرب الآخر بالمكان الموجع".

ويقول للجرمق، "إطالة أو تعيق العمليات مؤشر خطير ولكن أعتقد أنه لا يغير حتى الآن من الوضع القائم وإنما يحوله لحرب استنزاف قوية وشديدة ولكن لن يتم تجاوزها، حتى أن أوستن وزير الدفاع الأمريكي أكد لغالانت اليوم أن الهدف هو إيجاد حل على الجبهة الشمالية وبالطبع ليس الحل العسكري وإنما تفاهمات سياسية".

ويقول للجرمق "يبدو أن إسرائيل أيضًا مقيدة وقدرتها على فتح الحرب على الجبهة الشمالية محدودة لذلك تحاول تعميق ضرباتها وحزب الله يحاول تعميق ضرباته للحفاظ على نفس معادلة الردع".

ويضيف، "لو قمنا بمقارنة بين عام 2006 والآن، كان الحديث حينها أن قصف ضاحية بيروت الجنوبية مقابله قصف لحيفا وفي هذه الحرب لم تُقصف الضاحية الجنوبية ولم تُقصف جيفا وهذا دليل على أن هناك نوع من الردع السياسي عند كل طرف إلى أين يريد أن يصل ولكن ما يحدث الآن هو إثبات قدرات ضروري للحفاظ على حالة الردع القائمة والإبقاء على حرب الاستنزاف

ويقول، "إسرائيل لا تريد حرب استنزاف ولكن لا تستطيع أيضًا الذهاب لحرب مفتوحة لأن إسقاطات الحرب المفتوحة خطيرة ولا تقتصر فقط على المستوى العسكري وعلى جهوزية الجنود ولذلك الأمور ليست متاحة والحكومة أضعف وهذا متغيّر مهم وبعد استقالة غانتس أصبح حضور إسرائيل دوليًا أضعف مقابل الإدارة الأمريكية لذلك التصعيد مستبعد وإنما ستسمر الحرب مع تعميق الضربات الموجعة ولن ترقى لمستوى الحرب المفتوحة".

ويقول مخول للجرمق حول احتمالية اجتياح لبنان أو تصعيد "إسرائيل" القصف ليصل لبيروت، "قد تُحضر إسرائيل للبنان شيء من هذا القبيل خاصة مع وجود دعوات من قادة إسرائيليين لتوجيه ضربة فجائية للبنان مع أن عنصر المفاجأة غاب بعد السابع من أكتوبر".

 ويتابع، "ربما يحدث ذلك (توجيه ضربة للبنان) قبل الانتهاء من الحرب على غزة ذلك لأن الحرب في الجنوب لا يبدو أنها ستنتهي قريبا ولكن في ذات الوقت لا تزال غزة هي الورقة الكبرى ومفتاح الحل مع لبنان".

ويختم مخول للجرمق، "الأمور لا تبدو أنها ذاهبة باتجاه الحرب فالحرب القائمة هي أقل من مستوى الحرب المفتوحة أو الاجتياح البري".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر