قال البروفيسور الأمريكي جون ميرشايمر عالم العلوم السياسية والأستاذ في جامعة شيكاغو عبر مؤتمر عقده "المركز المستقل للدراسات" وترجمه، "مركز دراسات الواقع والتاريخ"، إن "إسرائيل في ورطة عميقة بسبب إدراك الجيل الجديد لممارسات الإسرائيليين بحق الفلسطينيين"، لافتًا إلى أن "إسرائيل ستبقى عالقة في غزة لعدة أسباب".

وتابع البروفيسور أن، "الإسرائيليين عالقون في غزة لأنهم قالوا إنهم لن يغادروا غزة وسوف يبقون هناك فهم قرروا البقاء في غزة وهذا هو اختيارهم الذي اتخذوه ولكنهم حتى الآن لم يهزموا حماس ولم يفكروا بمن سيدير المكان لهذا هم عالقون".

وأضاف، "الإسرائيليون لا يعرفون عدد القوات التي سيتركونها وأين سيتم نشر القوات هذه، وكيف ستتصرف، ولذلك سنرى ماذا سيحدث، ولكن هم عالقون الآن".

وأوضح أن، إسرائيل الآن في ورطة عميقة، فيقول، "كل شيء بالنسبة للإسرائيليين يتعلق بسرد الرواية، فلقد تحكم الإسرائيليون بسرد الرواية بطرق قوية حتى أواخر الثمانينيات، ثم ظهرت مجموعة من المؤرخين في إسرائيل تسمى المؤرخين الجدد الذين كانوا شبابا في ذلك الوقت وكان لديهم إمكانية الوصول للارشيف، ووصلوا إلى السجلات التي تتعلق بكيفية إنشاء اسرائيل، وما فعلوه هو أنهم نسفوا كل الأساطير، أو تقريبا كل الأساطير حول كيفية إنشاء إسرائيل".

وأضاف، "لقد صوروا إسرائيل بطريقة سلبية حقا،  وكانت هذه بداية المشاكل، لأن الناس في إسرائيل يفكرون بشكل مختلف، عن الطريقة التي كنا نفكر بها ونحن صغار، كان هناك كتاب اسمه أكسودس لـ ليون أوروس وقرأه الجميع حول العالم وحوّل لفيلم، وقد صوّر العرب بشكل سلبي للغاية والإسرائيليين بشكل إيجابي، وبمجرد ظهور المؤرخين الجدد بدأ جميع الناس وعلى مستوى النخبة، بالتفكير بشكل مختلف حول سلوك إسرائيل وإنشائها، ثم بعد ذلك حصلنا على مواقع التواصل الاجتماعي، والانترنت".

ولفت إلى أن، "إسرائيل تتمتع بنفوذ وتأثير هائلين، وتؤثر على ما تقوله صحيفة وول جورنال ستريت، نيويورك تايمز وواشنطن بوست، ولكن التيك توك يمثل كابوسا لإسرائيل، كابوس مطلق".

وقال، "فمثلا هناك المحادثة الشهيرة التي يمكنكم الحصول عليها عن الانترنت، لرئيس رابطة مكافحة التشهير جونثان جرينبلات كان يتحدث مع شخص ما وله مقطع فيديو وهو يتحدث عن تيك توك،  ويقول إن، ’لدينا مشكلة أجيال كبيرة جدا جدا، كل الاقتراعات التي رأيتها سواء كانت اقتراعات adl أو اقتراعات icc او اقتراعات مستقلة، كلها تدل على أن أنها ليست فجوة بين اليمين واليسار، قضية تأييد اسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية ليست قضية بين اليمين واليسار إنها بين الجيلين الصغير والكبير فأعداد الشباب الذين يعتقدون أن المذبحة التي قامت بها حماس مبررة مرتفعة بشكل صادم ومرعب، لذلك لدينا حقا مشكلة التيك توك".

ويتابع جون ميرشايمر، "إنها كارثة لإسرائيل أن الناس يرون ما يحدث، والإسرائيليون، يصورون أنفسهم، وهم يقومون بأشياء فظيعة للفلسطينيين، ويضعونها على الانترنت".

ويقول، "فيما يتعلق بقضية الإبادة الجماعية، إذا كنت تريد إثبات أن إسرائيل متورطة بالإبادة الجماعية، عليك أن تقدم دليلا على النية، وعليك أن تقدم أدلة على أن تصرفات إسرائيل تتفق مع النية، وفيما يتعلق بالنية، فإن القادة الإسرائيليين ومنهم نتنياهو، بعد 7 أكتوبر، قالوا كل الأشياء التي أظهرت برايي نية الإبادة الجماعية، وتم توثيق ذلك بقضية جنوب أفريقيا، وكان هناك مقال في هارتس عنوانه "الطريق إلى لاهاي، هذا هو مقر محكمة العدل الدولية" التي تقرر ما إذا كانت هناك إبادة جماعية محتملة، وقالت هآرتس إن "الطريق إلى لاهاي ممتد بالتعليقات العلنية للقادة الإسرائيليين"، وهذا صحيح، لذلك تسأل نفسك هل يقولون هذه الأشياء حقا؟".

 وأردف، جون ميرشايمر، "لديك مقاطع فيديو كهذه، كنت أتحدث مع ابنتي وهي ليست سياسية وأربعينية وتشاهد على التيك توك ما يفعله الإسرائيليون بالأطفال على التيك توك، وقالت، ’لا أستطيع مشاهدة التيك توك’، هذه كارثة بالنسبة لاسرائيل إنها كارثة علاقات عامة".

وفيما يتعلق بمستقبل إسرائيل والفلسطينيين، قال جون ميرشايمر، "بالنسبة لحل الدولة الواحدة لا أعتقد أن هناك طريقة للتوصل لحل الدولة الواحدة،  لا أعرف إلى أين يتجه القطار، أعتقد أن إسرائيل في ورطة عميقة، وأعتقد أنهم سيواصلون الدفع لتطهير عرقي، إن مستقبل إسرائيل على مستوى بعيد هو موضع تساؤلات لأسباب كثيرة".

وختم، "يجب أن نعلم أنه بعد 7 أكتوبر غادر نحو 500 ألف إسرائيل البلاد، وكنت أتحدث مع أحد الأشخاص في الخارجية البولندية وقال لي ستندهش من أعداد الإسرائيليين الذين يريدون الحصول على على الجنسية البولندية للحصول على جواز سفر بولندي، وينطبق هذا على دول أوروبية اخرى، إسرائيل تعاني من العديد من المشاكل، وإلي أين يذهب كل هذا لا أعرف".

رابط مختصر